الكاتب الجزائري حسين علام يفوز بجائزة مالك حداد للرواية
الكاتب الجزائري حسين علام يفوز بجائزة مالك حداد للروايةالجزائر ـ القدس العربي ـ من نورالهدي غولي: فازت رواية الكاتب الجزائري خطوة في الجسد الصادرة عن منشورات الاختلاف والدار العربية للعلوم، بجائزة مالك حداد للرواية العربية بعد مرور الأعمال المقدمة للمسابقة علي لجنة قراءة مكونة من الناقدة يمني العيد والقاص المغربي إدريس خوري، في رغبة لتواجد سمة البعد العربي..حفل استلام الجائزة في طبعتها الثالثة حضرته صاحبة المبادرة الروائية أحلام مستغانمي التي أصرت علي إعادة الاعتبار للكاتب مالك حداد الراحل الذي كان يشعر بحرقة لعدم قدرته علي الكتابة باللغة العربية، وصرخ ساخطا ذات عمر الفرنسية منفاي ، فعملت صاحبة ذاكرة الجسد علي تأسيس هذه الجائزة سنة 2001 بالاشتراك مع التلفزيون الجزائري وديوان حقوق المؤلف الذي انسحب في هذه الطبعة الأخيرة.. ورأت الروائية أنه ليس كثيرا أن يكرم كاتب جزائري كل سنتين . خطوة في الجسد هو أول عمل ينشر للكاتب حسين علام، الذي قال إنه يعي تماما أن هناك كتابا كثيرين في التخوم لم يكونوا محظوظين بالقدر الذي لحق بي.. ، هو الكاتب الذي اتخذ من الموروث الشعبي متكأ له في بنائه الروائي مع منحه بعدا إنسانيا دراميا، وقد كان نصه الروائي الفائز بكثافة لغوية عالية مع توفر سمة تعدد الأصوات، والعرض الدقيق للأشخاص والأمكنة.. في بحث له عن الهوية الجزائرية في مناخ سياسي جد متوتر.الرواية حسب ما رأتها لجنة القراءة هي رواية الجزائر الحالية التي ما تزال تضمد جراحها الدامية وجراح النخبة المثقفة . وهي الأسباب ذاتها التي جعلت اختيار كل من يمني العيد وإدريس خوري يقع علي هذا النص الروائي مع التنويه بأعمال أخري مثل عتبات المتاهة للشاعر أحمد عبد الكريم، ورواية مضغة النار .حديث مستغانمي عن الأوطان والكتابة حديث لا يكاد ينتهي، وعلي هامشه لم تفوت فرصة طلب خاص من وزيرة الثقافة خليدة تومي حتي تكون الجائزة تقليدا سنويا، وحتي لا نخسر عددا آخر من الكتاب الموهوبين، فهي تري أن الجزائر تحتاج إلي جائزة كبيرة في قامتها مشيرة إلي قيمة الجائزة الكبيرة التي تساعد الكاتب الفائز، في نظرها، علي التفرغ للإبداع.. . مع العلم بأن قيمة الجائزة تبلغ 400.000 دينار جزائري أي ما يعادل 4000 دولار.علي هامش الحفل.. جري حديث عن المنحي الجديد الذي تأخذه الرواية الجزائرية اليوم، مقارنة بأحادية النظرة التي كانت أهم سمة تطبع الرواية السابقة، وقد جاء في بيان اللجنة الذي قرأه الكاتب المغربي إدريس خوري إشارة عابرة للرهان الذي التصق بها بعد كل ما قدمته من تغييرات، فصارت الرواية الجزائرية اليوم مطالبة أكثر فأكثر بالإنصات إلي الذات والاستمرار في تقبل أوجهها الجديدة.وهج فتيل الجوائزقبل فكرة مستغانمي عن مالك حداد لم تكن للجزائر من جائزة يمكنها أن تقدم رهانا للمبدع الجزائري، إلي أن جسد المشروع/ الحلم لأول مرة، وتم التقديم الأول للجائزة سنة 2001 مناصفة بين الروائي إبراهيم سعدي عن روايته بوح الرجل القادم من الظلام والكاتبة ياسمينة صالح عن مؤلفها بحر الصمت ، وبعد سنتين كانت أعطيت الجائزة مناصفة أيضا لكل من الشاعرة انعام بيوض عن روايتها السمك لا يبالي ، ورواية لاروكاد للكاتب الناقد عيسي شريط. قبل فترة قصيرة، وعقب فوز الروائي الطاهر وطار بجائزة الشارقة للإبداع العربي، تعهد صاحب رواية اللاز بإنشاء جائزة الطاهر وطار للرواية العربية ، انطلاقا من الدور الفعال الذي تقدمه جائزة يكون لها صداها الجاد. سيكون هذا النوع من الحركية في فضاء الجوائز دعما للكاتب الجزائري الباقي دوما علي حافة الانتظار، ورغم انعدام مثل هذه المبادرات إلا أن الروائية أحلام مستغانمي قد صرحت نحن لا نريد أنصاف جوائز.. نحن نريدها أن تكون مجرد ذريعة جميلة، ليس أكثر، من أجل اكتشاف مثل هذه المواهب المبدعة . وأضافت: مالك حداد منح الجزائر يوما غزالة من خلال روايته الرائعة سأهبك غزالة ، ونحن سنهبه قطيعا من الغزلان… .مفاجأة أخري كانت بانتظار الجميع، حين أعلنت رئيسة جمعية الاختلاف الثقافية الدكتورة آسيا موساي عن نية الجمعية بإصدار الأعمال الكاملة للمبدع مالك حداد، موجهة دعوة لكل من له مخطوط ترجمة لأعمال الراحل أن يتقدم بها من أجل جمعها ونشرها في أقرب فرصة، هذا وقد كانت الجمعية أقدمت علي نشر روايته الانطباع الأخير التي ترجمها القاص سعيد بوطاجين، وكذا ديوانه الشعري الشقاء في خطر والذي ترجمه الكاتب عبد السلام يخلف ونشر قبل فترة قصيرة.. نشر الأعمال الكاملة سيكون طبعا مشتركا بين الاختلاف الجمعية الراعية لجائزة مالك حداد، والدار العربية للعلوم (لبنان)، مع منشورات المركز الثقافي العربي (المغرب).0