القيود الاسرائيلية تخنق الزراعة الفلسطينية وتضعها علي حافة الانهيار

حجم الخط
0

القيود الاسرائيلية تخنق الزراعة الفلسطينية وتضعها علي حافة الانهيار

القيود الاسرائيلية تخنق الزراعة الفلسطينية وتضعها علي حافة الانهياراريحا ـ رويترز: تكدح عائلة النباهين الفلسطينية لتنتزع لقمة عيشها من حقولها الواقعة علي اطراف مدينة اريحا في الضفة الغربية.لكن أفراد العائلة يواجهون مثل كثير من المزارعين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة صعوبات اقتصادية وأخري تتعلق بحرية الحركة والتنقل ترجع الي حد بعيد للقيود التي تفرضها اسرائيل علي حركة الاشخاص والبضائع في الاراضي الفلسطينية منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت عام 2000.وتقع اريحا التي تشتهر بوفرة انتاجها الزراعي في وادي الاردن الخصيب غرب نهر الاردن وعلي بعد 30 كيلومترا شرقي القدس.ورغم ان اقتصاد المدينة يعتمد بشكل كبير علي السياحة، فان عددا كبيرا من اهالي اريحا يشتغلون بالزراعة وينتجون اساسا البلح والموز والحمضيات (الموالح). لكن غالبية مزارعي اريحا مثقلون بالديون ويكدون للحصول علي رزقهم من زراعة الفواكه والخضروات اساسا بسبب عجزهم عن تسويق منتجاتهم بسبب القيود التي فرضتها اسرائيل علي الانتقال والتجارة.وهذا هو حال عائلة النباهين التي تزرع الطماطم والباذنجان والازلاء والموز وغيرها والتي تراكم عليها ديون بلغت 15 الف دولار منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت منذ خمسة اعوام.وقال عبد النباهين وهو يقف في حقل باذنجان علي اطراف مدينة اريحا ان التسويق صعب جدا. ويشير الي ان سعر بيع صندوق البندورة (الطماطم) لا يتجاوز 3 او 4 شيكلات يذهب منها شيكل اجرة نقل وشيكل عمولة وآخر اجرة للعامل فلا يتبقي للمنتج شيء.وأقامت اسرائيل منذ بداية الانتفاضة ثلاث نقاط تفتيش حول اريحا. وفي نهاية عام 2005 اغلقت نقطة تفتيش شمال المدينة التي تستخدم كمدخل رئيسي لنقل انتاج منطقة اريحا الي اسرائيل.وتطلب اسرائيل ايضا من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة بما في ذلك المزارعون بان يحصلوا علي تصاريح خاصة لدخول اسرائيل ولتسويق منتجاتهم. وليس بمقدور الكثير منهم الحصول علي مثل هذه التصاريح بشكل دائم.وقال أحمد الفارس نائب مدير الزراعة في أريحا ان القيود المفروضة حاليا علي الانتقال تعني ان المزارعين ليس بمقدورهم تسويق منتجاتهم بحرية وان الكثير منها يتعرض للتلف عند الحواجز حيث تضطر للانتظار ساعات طويلة. كما يشير الي ارتفاع كلفة مدخلات الانتاج من أسمدة ومن مواد زراعية وأدوية، مما يقلل دخل المزارع وقد يكبده خسائر.وتكتسب الازمة التي يواجهها الفلسطينيون اهمية اضافية في ضوء الضغوط المتزايدة التي يواجهها الاقتصاد الفلسطيني بعد ان اوقفت اسرائيل تحويل عائدات الضرائب الي السلطة الفلسطينية. وطالبت اسرائيل الدول المانحة بان تجمد كل المساعدات عدا المساعدات الانسانية الاساسية بعد فوز حركة المقاومة الاسلامية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في كانون الثاني (يناير).وتوجد الاسواق الرئيسية للفواكه والخضراوات الفلسطينية في اسرائيل وهذه الاسواق اغلقت او فرضت قيود عليها منذ بداية الانتفاضة. وتتعرض تجارة الضفة الغربية وقطاع غزة الي الخارج لنفس القيود حيث انها لابد ان تمر باسرائيل.ويقول مسؤولون فلسطينيون ان البضائع الاسرائيلية علي العكس مسموح لها بدخول الاراضي الفلسطينية دون عقبات.وتعني القيود المفروضة علي الانتقال ايضا ان الاشخاص الذين يأتون للشراء والذين غالبيتهم وسطاء ليس بمقدورهم دخول اريحا وانحاء اخري من الضفة الغربية.وتدنت أسعار الخضروات الطازجة بسبب الفائض في الانتاج الذي لا يمكن تسويقه.ويقول حافظ أبو سعدة وهو سائق شاحنة لنقل المنتجات الزراعية ان الانتظار الطويل في نقاط التفتيش العسكرية الاسرائيلية يمكن ان يؤدي الي ان يتركها الوسطاء الذين ينتظرونها علي الجانب الاخر.ويشعر المزارعون في الاماكن الاخري بالاراضي الفلسطينية بتأثير القيود التجارية وقيود الانتقال التي تفرضها اسرائيل.وكان مزارعون وتجار فلسطينيون غاضبون قد القوا اطنانا من المنتجات الزراعية بالقرب من معبر المنطار الذي يعتبر المعبر الاقتصادي الرئيسي بين غزة واسرائيل يوم الخميس الماضي احتجاجا علي قرار اسرائيل بابقاء نقطة العبور مغلقة بسبب التهديدات الامنية.ويعني عجز هؤلاء المزارعين الفلسطينيين عن الحصول علي عائدات كافية من منتجاتهم عدم تمكنهم من تحمل التكاليف الكبيرة للانتاج والتخزين والنقل.وتقول وزارة الزراعة الفلسطينية ان الجزء الذي ينتمي لوادي نهر الاردن في الضفة الغربية يضم نحو نصف مليون متر مربع منها 285 الف متر مربع صالحة للزراعة. ولكن 40 الفا فقط هي المنزرعة بالفعل.وتقول وزارة الزراعة ان هذا يرجع في جانب كبير منه الي توسيع المستوطنات اليهودية في المنطقة ومصادرة اسرائيل للاراضي في الضفة الغربية بالاضافة الي عوامل جيولوجية مثل زيادة نسبة ملوحة التربة. وتسيطر اسرائيل علي كمية المياه التي يستقبلها المزارعون الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتقول السلطة الفلسطينية ان الاراضي الفلسطينية لا تتلقي نصيبا عادلا من المياه.ولا يتوقع المزارع عبد النباهين ان يصبح عمله اسهل في المستقبل المنظور. وقال هذا كل حياة المزارع يعني يوميا علي مدار السنة في هذا الشكل يعني شتا صيف نفس أل أيشي يعني ما بتريح المزارع يعني فيش يوم بتريح في المزارع .وتقول السلطة الفلسطينية ان القيود التي تفرضها اسرائيل علي الانتقال والتجارة ومصادرة الاراضي والاجراءات الاخري ادت الي خسائر قيمتها ثمانية ملايين دولار للنشاط الزراعي الفلسطيني منذ بداية الانتفاضة عام 2000.ويساهم النشاط الزراعي بما يتراوح بين 12 و17 في المئة من حجم الاقتصاد في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث يعاني 48 في المئة من السكان من الفقر ونحو 27 في المئة منهم من البطالة. ويشتغل نحو 18 في المئة من السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة في الزراعة. 4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية