القوة ضد ايران: خيار اخير محفوف بالمخاطر

حجم الخط
0

القوة ضد ايران: خيار اخير محفوف بالمخاطر

القوة ضد ايران: خيار اخير محفوف بالمخاطردافوس ـ من مارك تريفيليان: ستحتفظ الولايات المتحدة بخيار قصف البرنامج النووي الايراني والقضاء عليه تماما ولكن ذلك سيكون مغامرة عسكرية كبري ستدفع طهران لانتقام عنيف.هذه هي وجهة النظر التي سادت علي ما يبدو خلال اربعة ايام من النقاش في المنتدي الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا حيث احتلت ايران مكانة بارزة علي جدول اعمال المنتدي رغم غيابها عن تشكيلة القادة والوزراء.وانضم البرنامج النووي الايراني الذي تقول طهران انه مخصص لتوليد الكهرباء لكن الولايات المتحدة تعتبره واجهة لانتاج قنابل نووية الي النتيجة المفاجئة للانتخابات الفلسطينية باعتبارهما الشاغل الرئيسي لقلق المجتمع الدولي.وقال السناتور الامريكي جون مكين وهو من المنافسين البارزين في انتخابات الرئاسة الامريكية عام 2008 عن الحزب الجمهوري علينا ان نحتفظ بالخيار العسكري كملجأ اخير ولكننا لن نستبعده .واكد قادة اخرون شاركوا في المنتدي ومنهم وزير الخارجية البريطاني جاك سترو علي ضرورة التحلي بالحذر والدبلوماسية.وقال كينيث بولاك خبير الشؤون الايرانية في معهد بروكينغز الامريكي للابحاث ان الخيار العسكري لا يعتبر الحل الامثل ولكنه احتمال قائم.واضاف انه علي الرغم من ان اسرائيل تحتفظ بخيار استخدام القوة العسكرية فان الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لديها القوة الجوية لتنفيذ مئات الطلعات الجوية اليومية المطلوبة ربما لاسابيع لشل حركة الدفاعات الجوية الايرانية وتدمير المنشآت ذات الصلة بالبرنامج النووي. واضاف هذا سيعني الدخول في حرب مع ايران واعتقد ان من الطبيعي ان نتوقع ان ايران لن تقف مكتوفة الايدي .وقال سمعنا بعض القادة الايرانيين يقولون بوضوح تام انهم سيردون… في الزمان والمكان الذي يختارونه وان المكان سيكون علي الارجح في العراق وافغانستان وسيكون الزمان في توقيت قريب .واستطرد اذا كنا نعتقد ان الوضع سيئ الان (في العراق) فتصوروا ماذا سيحدث عندما ينضم 6000 من قوات الحرس الثوري الايراني وافراد المخابرات الي المسلحين .وقال القائد العام لقوات الحرس الثوري الايراني يحيي رحيم صفوي يوم السبت اذا تعرضنا لهجوم عسكري فسوف نرد بقوة دفاعية صاروخية مؤثرة للغاية .ويقول خبراء عسكريون ان الصواريخ الايرانية شهاب ـ 3 يصل مداها الي نحو 2000 كيلومتر مما يعني وقوع اسرائيل والقواعد الامريكية في العراق والقوات الاجنبية في العراق في نطاق مرماها.وقال بولاك انه حتي اذا كللت ضربة وقائية امريكية بالنجاح فانها ربما لن تعيق البرنامج النووي الايراني الا لفترة ما بين عامين واربعة اعوام في ضوء الخبرة التي اكتسبتها ايران بالفعل.وحددت جلسة نقاش بشأن ايران في منتدي دافوس ثلاثة خيارات اخري هي الدبلوماسية.. او تغيير النظام علي النمط العراقي.. او عدم اتخاذ اي شيء والامل في ان تكون الامور افضل. ورفض سترو الخيار الاخير باعتباره خيارا غير مسؤول وأكد علي خيار الدبلومساية لضمان التوصل الي اتفاق لا يمثل اذلالا لاي جانب .وقال السناتور الامريكي ساكسبي تشامبليس وهو عضو جمهوري عن ولاية جورجيا ان من الممكن تصور اختيار الولايات المتحدة للقوة العسكرية ولكن فقط علي رأس تحالف دولي موسع وبعد استنفاد الجهود الدبلوماسية. وقال تشامبليس وهو عضو بلجنتي المخابرات والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ اعتقد ان الامر سيتطلب اجماعا كبيرا قبل القيام بأي اجراء عسكري .واضاف لم نصل حاليا الي النقطة التي يمكنني ان اركن فيها الي الاعتقاد بأن امريكا مستعدة للقيام بذلك بدون تحالف كبير من الشركاء والذي يرجي ان يكون من داخل العالم العربي وخارجه ايضا .وجري النقاش في الوقت الذي تمارس فيه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ضغوطا من اجل احالة ايران الي مجلس الامن الدولي.ويمكن ان يفرض المجلس في نهاية المطاف عقوبات ولكن هذا في حالة عدم استخدام روسيا والصين ـ وكلتاهما لهما علاقات اقتصادية كبيرة مع طهران وتشعران بالقلق من الدوافع الامريكية ـ حق النقض (الفيتو) وقال الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون سواء كنا نريد في الواقع فرض عقوبات علي ايران ام لا.. واذا اعتقدوا ان المجتمع الدولي يريد ذلك فسيكون له تأثير كبير علي رغبة طهران في التوصل الي تسوية. وتابع ولكن ماداموا يعتقدون ان الدول التي تريد نفطهم لن تؤيد ذلك.. فسيكون لديهم حينئذ مجال اكبر للعداء . (رويترز)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية