الغموض يحيط بمستقبل لبنان بعد عام علي غياب الحريري

حجم الخط
0

الغموض يحيط بمستقبل لبنان بعد عام علي غياب الحريري

الغموض يحيط بمستقبل لبنان بعد عام علي غياب الحريريبيروت ـ من نديم لادقي:كانت السنة الاخيرة عاصفة وحافلة بالتغيير في لبنان. فقد فجر اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في 14 شباط (فبراير) العام الماضي سلسلة احداث قلبت في بضعة اشهر الساحة السياسة رأسا علي عقب في بلد صغير يبلغ عدد سكانه نحو اربعة ملايين نسمة.وخرج مئات الاف المتظاهرين الي الشوارع في بيروت موجهين الاتهام الي سورية بالمسؤولية عن اغتيال الرجل الذي اعاد اعمار لبنان الخارج من حرب اهلية دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 ومطالبين القوات السورية بمغادرة لبنان.واجبرت المظاهرات التي لم يسبق لها مثيل دمشق علي الخضوع للضغوط الدولية وانهاء وجودها العسكري الذي دام 29 عاما في نيسان (ابريل) الماضي.وفازت مجموعات معارضة لسورية بالاغلبية النيابية في البرلمان لاول مرة في الانتخابات التي اجريت في ايار (مايو) وحزيران (يونيو) لتشكل هذه الاغلبية حكومة لاحقا. وخلص تقرير دولي الي ضلوع مسؤولين سوريين في حادث الاغتيال.وعاد زعيم مسيحي معارض لسورية الي البلاد بعد ان قضي 15 عاما في المنفي واطلق سراح زعيم اخر بعد ان امضي في السجن اكثر من 11 عاما. ولكن عندما سيتجمع لبنانيون في وسط بيروت يوم الثلاثاء المقبل لاحياء الذكري السنوية لاغتيال الحريري فمن المرجح ان يطغي شعور بالقلق بشأن المستقبل علي احساسهم بما حققوه علي طريق الحرية والسيادة والاستقلال الذي سعوا اليه. وقال سعد الحريري نجل رئيس وزراء لبنان الاسبق وخليفته السياسي ان الشعب اللبناني قد حقق حريته وسيادته الان نحن نحاول حماية هذه الحرية وهذه السيادة .واضاف في مؤتر صحافي عقده في بيروت لدينا العديد من التحديات لان هناك تدخلات عديدة في السياسة اللبنانية .وخلف انسحاب القوات السورية من لبنان فراغا امنيا سمح باهتزاز الامن مع وقوع مجموعة من الانفجارات والهجمات ادت الي مقتل صحافيين اثنين معارضين لسورية والامين العام الاسبق للحزب الشيوعي.واضطر سعد الحريري زعيم اكبر كتلة نيابية في البرلمان الي مغادرة البلاد لاكثر من ستة اشهر بسبب مخاوف امنية وعاد السبت لاحياء الذكري السنوية الاولي لاغتيال والده. ويعيش زعماء اخرون كالسجناء في منازلهم خوفا من تعرضهم للاغتيال. ويوجه كثير من الساسة في لبنان اللوم الي سورية قائلين انها تحاول اظهار ان اللبنانيين لا يستطيعون حكم أنفسهم بأنفسهم.وتنفي دمشق اي دور لها. كما ظهرت تصدعات في الائتلاف المناويء لسورية وطلب محققو الامم المتحدة تمديد فترة عملهم بعد تبخر التفاؤل المبدئي بأنهم سينهون التحقيق بسرعة وهو ما يرجع في جانب منه لغياب التعاون السوري الكامل. وتفاقمت التوترات الطائفية بدءا بالتوتر بين الشيعة وطوائف اخري بسبب دور كل من سورية وحزب الله وهو الحزب الوحيد الذي يحتفظ بسلاحه في لبنان.ورفض القادة الشيعة اتهام سورية ودعوا الي علاقات طبيعية مع دمشق حتي انتهاء التحقيق في مقتل الحريري . كما رفضوا نزع سلاح حزب الله تماشيا مع قرار لمجلس الامن صدر في عام 2004 ودعا ايضا الي سحب القوات السورية. وتعمقت الخلافات داخل الحكومة واسفرت عن تعليق خمسة وزراء تابعين لحزب الله وحركة امل الشيعيتين المؤيدتين لسورية مشاركتهم في مجلس الوزراء الامر الذي ادي الي تأخير عقد مؤتمر دولي مؤيد للبنان في بيروت.وفي وقت سابق هذا الشهر سار الالاف من المسلمين السنة باتجاه القنصلية الدنماركية في منطقة مسيحية في بيروت للاحتجاج علي الرسوم المسيئة للنبي محمد لكن سرعان ما تحولت هذه المظاهرة الي اعمال شغب هاجم المتظاهرون خلالها كنيسة ودمروا سيارات ومتاجر. وفتح العنف جروح الحرب الاهلية كما اشاد العديد من المسؤولين الذين اقروا بسوء ادارتهم للموقف الذي ادي لاستقالة وزير الداخلية بضبط النفس الذي مارسه المسيحيون مؤكدين انه جنب البلاد مواجهات طائفية خطيرة. وتحدث العديد من السياسيين عن أياد سورية في اعمال العنف. وقال الحريري انهم يضعون لبنان امام خيارين الذهاب الي الفوضي او العودة الي النظام الامني نظام الوصاية والتسلط (الموالي لسورية) نقول لهم مع كل اللبنانيين هذه اوهام… لن نسمح بان يعطوا الفتنة بطاقة مرور الي اي منطقة لبنانية .(رويترز)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية