العنف يؤجج التوترات الطائفية.. والجعفري اهمل تحذيرات من مهاجمة مزارات دينية
العنف يؤجج التوترات الطائفية.. والجعفري اهمل تحذيرات من مهاجمة مزارات دينيةبغداد ـ من لطفي ابو عون وايبون فيللابيتيا: أذكي انفجار قنبلة في حافلة صغيرة أسفر عن مقتل خمسة اشخاص في مدينة الصدر الشيعية ببغداد امس الخميس وهجوم بالاسلحة الآلية علي سيارة سياسي سني بارز المخاوف من تفجر حرب أهلية بعد أسبوع من أعمال عنف خلفت مئات القتلي، فيما ظهر المزيد من العلامات علي أن الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتعرض لارتباك بسبب اختيار الشيعة بقاء ابراهيم الجعفري رئيسا للوزراء كذلك انفجار سوق في بغداد وقتل مسلحين امام مسجد سنيا في جنوب العراق. وعقد الجعفري الذي يتعرض لضغوط من زعماء سنة وأكراد وزعماء اخرين اجتماعات لانهاء الازمة. ويطالب خصوم الجعفري بعزله كثمن لتشكيل ائتلاف وطني موحد تري واشنطن أنه الامل الافضل للاستقرار. وعرض التلفزيون العراقي صورا حية للجعفري في اجتماعات مع زعماء سنة وأكراد وعلمانيين وشيعة في مكتبه في حضور دبلوماسيين أمريكيين كبار والسفير البريطاني. وقال جيش المهدي الموالي للزعيم العراقي الشيعي الشاب مقتدي الصدر انه سيدافع عن احياء مدينة الصدر بعد الانفجار الذي وقع في حافلة صغيرة امس الخميس وادي الي مقتل خمسة واصابة ثمانية بجروح في قلب الحي الفقير الشاسع في شرق بغداد. وفي غرب بغداد الذي يغلب السنة علي سكانه نصب مسلحون كمينا ودمروا السيارة المصفحة للزعيم السني عدنان الدليمي زعيم جبهة التوافق العراقية أكبر كتلة سياسية للاقلية السنية التي هيمنت علي العراق. ودعا الدليمي في وقت لاحق للهدوء وكان من بين الزعماء الذين اجتمعوا مع الجعفري. وتعرقل الهجمات الطائفية منذ تفجير مزار شيعي في سامراء علي أيدي متشددين يشتبه في أنهم ينتمون للقاعدة في 22 شباط (فبراير) الماضي المحادثات التي تدعمها الولايات المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الجميع تراهن عليها واشنطن كوسيلة للسماح بانهاء العنف مما يسمح لواشنطن بدء اعادة قواتها وقوامها 135 ألف جندي لوطنهم. وحث زعماء عراقيون وأمريكيون العراقيين علي تجنب اراقة الدماء بين الاغلبية الشيعية والعرب السنة التي قد تزيد اشتعال الموقف في العراق والشرق الاوسط بأسره. وقال الدليمي الذي نجا لانه اضطر الي ركوب سيارة اخري قبل الهجوم بسبب ثقب في اطار السيارة انه يدعو جميع الاخوة الي ضبط النفس وعدم التصرف بطريقة تثير اعمال الشغب والي احتواء هذا الحادث. وبعد ان غادر في سيارة أخري طوق المسلحون حراسه ولقي أحد الحراس حتفه. وبينما كان الدليمي يدعو الي الهدوء أدي التفجير في مدينة الصدر الي رد فعل غاضب من قبل مسؤول كبير في حركة الصدر الشيعية. وألقي بمسؤولية الهجوم علي اسلاميين سنة مرتبطين بالقاعدة وقال ان جيش المهدي سيدافع عن موقعه. ونادرا ما كانت مدينة الصدر هدفا للمسلحين السنة الذين يحاربون حكومة يقودها الشيعة والاكراد ربما لان كثيرين منهم يشاركون الصدر موقفه الوطني المناهض للولايات المتحدة. وقال حازم الاعرجي المسؤول بالميليشيا لرويترز ان ارهابيين استهدفوا اليوم (امس) حي مدينة الصدر لان به غالبية شيعية وهو ما يشير الي ان المتطرفين يريدون قتال الشيعة أينما وجدوا. وأضاف ان الميليشيا ستقوم بالتنسيق مع الجيش والشرطة العراقيين لكن جيش المهدي سيقوم بدور رئيسي في توفير الحماية مضيفا ان بعض المداخل المؤدية الي الحي الفقير الذي يسكنه نحو مليونين قد تغلق بحواجز. ونزل عشرات من افراد الميليشيا مسلحين ببنادق كلاشنيكوف الي الشوارع بعد التفجير. وتناثرت الاشلاء مع حطام الحافلة. وقاد الصدر انتفاضتين ضد القوات الامريكية في عام 2004 وحافظ علي علاقات مع المسلحين السنة. لكن كثيرين من السنة يلقون اللوم علي ميليشيا جيش المهدي التابعة له في هجمات علي مساجد سنية في الاسبوع الماضي. وينفي الصدر تورطه في أي أعمال ثأرية ضد السنة ودعا الي صلاة جنازة مشتركة بين السنة والشيعة. وتكافح حكومة رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري المؤقتة التي يتزعمها الشيعة للتصدي للعنف الذي أسفر عن مقتل 450 شخصا علي الاقل وهدد آمال الرئيس الامريكي جورج بوش في سحب قواته. وأمرت الحكومة بنزول الاف من الشرطة الي شوارع بغداد تدعمهم القوات الامريكية لكن لم تختبر قدرتهم وولاؤهم غير مؤكد في مواجهة الميليشيات الطائفية التي كان ينتمي اليها كثير منهم.وأقام بعض سكان بغداد الخائفين من هجمات ثأرية المتاريس. ويصطف اخرون لمغادرة البلاد نهائيا. وقال الصيدلي سمير عبد الواحد (39 عاما) بينما كان يقف في طابور في مكتب الجوازات ببغداد لتجديد جواز سفره أريد أن أخرج من هنا بأسرع ما يمكن . ومضي يقول لا أريد أن أفقد حياتي بسبب مجموعة من الحمقي يتقاتلون . كما يتساءل معارضون لماذا فشل الجعفري في التحرك استنادا الي تحذير من فريقه الامني بشأن هجمات محتملة علي مزارات دينية صدر قبل أسبوعين من الهجوم علي المسجد الذهبي في سامراء. ويتهم زعماء أمريكيون وعراقيون متشددي القاعدة بتنفيذ الهجوم لجر الشيعة الي حرب أهلية لتخريب الخطط الامريكية. ويقول بعض السنة ان الشيعة المدعومين من ايران دبروا الهجوم علي المزار لتبرير الاعمال الثأرية ضد العرب السنة. ولم توقف الدعوات للهدوء اراقة الدماء. وقالت هيئة علماء المسلمين السنية ان مسلحين قتلوا اماما سنيا في مسجد في مدينة البصرة الجنوبية الشيعية عند الفجر. وقتل مسلحون ستة جنود عراقيين وثلاثة من رجال الشرطة عند نقطة تفتيش قرب تكريت مسقط رأس الرئيس المخلوع صدام حسين شمالي بغداد في وقت متأخر من مساء الاربعاء بعد بضع ساعات من مقتل أربعة ضباط شرطة في كمين شمالي المدينة. وانفجرت قنبلة علي جانب طريق بالقرب من مركز للشرطة في جنوب شرق بغداد مما أسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة عشرة بجروح. (رويترز)