العسكريون الامريكيون يعيدون تنظيم وحدات الجيش والشرطة لمواجهة الطائفية
العسكريون الامريكيون يعيدون تنظيم وحدات الجيش والشرطة لمواجهة الطائفيةلندن ـ القدس العربي :بدأ القادة العسكريون الامريكيون خططا لاعادة ترتيب القوات العراقية التي تم تدريبها تحت ادارتهم، في ضوء تزايد العنف الطـائفي في البلاد، ومقتل قائد الجيش العراقي الجديد برصاص قناص. ويهدف العسكريون لاجتثاث ما اسموه الولاءات الطائفية والعرقية في الجيش. ومن بين الاساليب الجديدة التي قد يلجأ اليها العسكريون، امكانية احداث كوتا للسنة في فرق ومؤسسات الجيش والشرطة. ويركز العسكريون علي قوات الشرطة التي صارت تشرف عليها الاحزاب الشيعية، وسجل ارتفاع في حوادث القتل والاختطاف التي تقوم بها جماعات ترتدي زي الشرطة العراقية. وقام القادة بطرد قادة من الشيعة الذين ثبت ان لهم ولاءات طائفية، وارسل العسكريون 200 فريق تدريب الي مواقع الجيش والشرطة للاشراف والرقابة واعادة تدريب الكوادر فيها. ويعترف العسكريون الامريكيون ان اعادة اصلاح الفرق العراقية امر يتطلب سنوات لان الولاءات الطائفية اصبحت جزءا من تركيبة الواقع الجديد، بعد حل بول بريمر، الحاكم الامريكي السابق للجيش العراقي الوطني. ويقلل نقاد الاستراتيجية الامريكية من امكانية نجاح العسكريين باصلاح الخطأ، في ضوء تصريحات زلماي خليل زاد، السفير الامريكي في بغداد التي اعترف فيها ان الامريكيين هم الذين فتحوا صندوق المتاعب في العراق. ويقول النقاد ان اصلاح الشرطة متعذر لعدم وجود قوات كافية ومستشارين عسكريين.ويعترف الامريكيون ان الجيش العراقي الذي يتحكمون به ويسيطرون عليه لا يشكل تهديدا كبيرا كالذي تشكله وحدات الشرطة التي تخضع لوزارة الداخلية التي تحولت الي اقطاعية طائفية تابعة لجماعة سياسية عراقية معينة. ويقول عسكري نقلت عنه نيويورك تايمز انه لا يمكن انشاء حكومة وطنية، بوجود عناصر طائفية. ويعتقد ان تطوير قوات الشرطة امر في غاية الاهمية، لان الامريكيين يريدون تسليم مهام الامن لها. كما ان قوات الشرطة هي من اكبر القوات وتشكل مع الميليشيات المسلحة اكبر قوات نظامية في العراق، وتعتبر في غالبيتها شيعية، وتشير صحيفة نيويورك تايمز الي تصريحات هادي العامري، مسؤول قوات بدر، التابعة للمجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق، الحزب الذي يتزعمه عبدالعزيز الحكيم، قوله الشيعة قتلتهم قوات الامن في الماضي ولن يتخلوا عنها ابدا.. نتنازل عن اي جزء من اجزاء الحكومة الا الامن . واعترف العسكريون الامريكيون انهم اكتشفوا في مرحلة متأخرة ان قوات الامن العام، التي تتبع لها وحدات مدرعة خفيفة هي شيعية بالكامل، ويبلغ عددها 7700. ويقول مسؤول ان الوحدة التي انشئت عام 2004 وتوسعت بعد سيطرة جماعة الحكيم علي وزارة الداخلية، تم سؤال عدد من افرادها وكانت النتيجة انها مئة بالمئة شيعية. ويري المستشارون العسكريون انه لا حرج من فصل اي قائد اذا تبين ان ولاءاته طائفية اكثر منها وطنية. ويري العسكريون ان ادخال المستشارين العسكريين في وحدات الجيش هو عنصر استقرار، ولكن السؤال المطروح هو عن الزمن الذي تحتاجه وحدات الجيش والشرطة لهذا العامل من الاستقرار. ويري محللون بريطانيون ان الدوافع وراء تصريحات خليل زاد التي تحدث فيها عن فراغ في السلطة وتصاعد في المشاعر الطائفية هي محاولة لاقناع السياسيين في واشنطن بضرورة الابقاء علي اكبر عدد ممكن من الجنود الامريكيين في العراق. خاصة ان استطلاعات اليومين الاخيرين اظهرت نزعة لدي الامريكيين تطالب بسحب سريع للقوات الامريكية من العراق. وكان جنرال بريطاني قد تحدث لأول مرة عن نوع من الخطة الزمنية التدريجية لسحب القوات البريطانية من العراق بحلول صيف عام 2008، الا ان متحدثا باسم الرئيس العراقي الانتقالي جلال طالباني قال ان الشروط لانسحاب كامل للقوات الاجنبية من العراق لن تتحقق قبل عام 2010.