يريد العالم والعرب خصوصا ان يعرف ماذا بعد الربيع العربي؟ ولماذا تلك الدول بالذات قد قام بها الربيع العربي؟ اهم الدول العربية الافريقية والتي تشكل شريطا متصلا للبحر الابيض المتوسط والمواجه لاوروبا هي تونس، ليبيا، الجزائر، المغرب، وهي تعتير الجناح الغربي للوطن العربي، اما مصر والسودان والسعودية فهي من الدول المتاخمة للبحر الاحمر، وخصوصا قناة السويس بالنسبة لمصر وتعتبر مصر والسودان رقبة الوطن العربي، اما سورية والاردن ولبنان والعراق فتشكل جذع واطراف الوطن العربي، اما باقي الدول العربية فهي عبارة عن مكملات الجسد للوطن العربي. ونسأل هنا، هل عاد الربيع العربي بالخير على تلك الدول العربية والتي تشرفت بالربيع؟ الجواب محير حتى الان ويمكن ان نقول نعم لان مدى الحرية أعلى من ذي قبل ويمكن ايضا ان نقول انه دمار شامل لاقتصاديات تلك الدول وفلتان امني بامتياز . في الحروب التقليدية كانت الجيوش تشكل على ثلاثة مستويات القلب والميمنة والميسرة، ودائما يكون القلب الاهم والاقوى لتلك الجيوش لذلك يحاول الجيش المقابل ان يضرب الميمنة او الميسرة حتى يضعف القلب، وهذا يقودنا الى ان مشروع الربيع العربي هو لضرب الجسم العربي بدأ من الميسرة وهي تونس وليبيا وتقسيم السودان والجزائر ستكون تحصيلا حاصلا، اما الميمنة فتم ضرب سورية والعراق ولبنان والاردن بطريقة الخنق الاقتصادي. اما القلب فهي مصر فقد ضربت واضعفت دون حرب. اذن الهدف هو الجسم العربي الكبير وفعلا ان جسم الوطن العربي بدأ يترنح من شدة الضربات. ونتساءل هنا لماذا كل ذلك؟ ومن هو صاحب المشروع؟ للوهلة الاولى يقول اي مواطن انها اسرائيل وامريكا، وهذا ممكن ولكن في الحقيقة باعتقادي اولئك ليسوا اللاعبين الاصليين في تلك المؤامرة. وبالتحديد ليست مؤامرة لان الكثير لا يطيق تلك المقولة فلنقل الخطة الجهنمية. في الحقيقة لاول مرة في العالم يتفق الشرق والغرب على تلك الامة العربية والسبب النفط اللعين والارهاب الاسلامي كما يسمى. لقد وجد دهاة العالم الغربي والشرقي ان العرب لا يستحقون ما لديهم من الثروات المادية والبشرية والجغرافية والتاريخ الذي يملكون حيث اولى واهم الحضارات في العالم البابلية والفرعونية. أيها السادة انها الحرب الكونية على الوطن العربي يقودها كل من امريكا، الاتحاد الاوربي، روسيا، والصين. اضافة الى الثلاثي الذي يكره القومية العربية وهم تركيا، والدولة اليهودية، والدولة الفارسية. ونتساءل هل سينجحون بذلك؟ نعم ليس لان لديهم مخططا رائعا ومدروسا، ولكن الامة العربية في هذا الوقت لا يمكن ان أصفها الا بالرجل المريض او بالرجل الذي يحتضر، وهناك علامات اولية لهذا الامر وهو انقراض فكرة القومية العربية، بل وأصبح القوميون العرب غير مرغوب بهم من المجتمعات العربية . ان الذبيحة العربية قد قسمت الاوروبيين فلديهم الدول المقابلة لهم في حوض المتوسط. والامريكان تهمهم مصر والسودان وتركيا سورية وليبيا، وايران البحرين والسعودية…الخ .كنت أتأمل وأقول لا بد ان يكون هنالك امل لمقاومة ذلك المخطط، ولكن مع الاسف وبعد تحليل الوطن العربي الان عليه ان يعالج المشاكل وان يتوقف عن التفكير والابداع. ولكني أرجو من الله ان يكون تحليلي شاذا وغير واقعي ونوعا من الهرطقة الذهنية وان الامر أبسط من ذلك. أتمنى ذلك. نضال جراب
