العربية تحكم قبضتها علي الضيوف و السورية تحض علي ضرب الاطفال!

حجم الخط
0

العربية تحكم قبضتها علي الضيوف و السورية تحض علي ضرب الاطفال!

ندي منزلجي العربية تحكم قبضتها علي الضيوف و السورية تحض علي ضرب الاطفال!لم اصدق اذني.. كان ما اسمعه واشاهده علي شاشة التلفزيون اواخر الليل سرياليا تماما: دكتورة في علم النفس او تربية الطفل (لم اتمكن من قراءة مؤهلاتها كاملة) تنصح الاهل بالضرب كوسيلة لمعاقبة اطفالهم اذا ارادوا لهم ان يحصلوا علي تربية سليمة، ولكن.. مع المحاولة قدر الامكان ان لايترك الضرب عاهة مستديمة، ولم تجد الدكتورة العصرية عالما تربويا احدث من ابن سينا لتستشهد بقول له بان الضرب يجب ان يكون عنيفا كي يتأثر به الطفل المعاقب وليس خفيفا فيستخف به!! الا انها نبهت (وهنا يظهر مفعول الدكتوراه والفرق بين ضرب الجاهل وضرب العالم) الي ضرورة ان يشرح للطفل سبب هذا الضرب (والا لكان الضرب من غير سبب قلة ادب). بل ان سيادة الدكتورة تصف نفسها بكل بساطة بانها عصبية قليلا وانها تضرب اطفالها، وان الاطفال ينبهونها الي عصبيتها. وكأنما لتزيد طينها بلة شددت علي اهمية وجود توافق في التعنيف والضرب بين البيت والمدرسة (عجبي!) لتسير العملية التربوية قدما علي خط واحد نحو الجيل الواعد الذي في رأيي لن يكون سوي ناقم مقصوص الاجنحة لكنه متحفز لرد صاع العنف صاعين.برنامج تلفزيوني في القرن الحادي والعشرين يناقش العنف ضد الاولاد في البيت والمدرسة وسبل التربية السليمة يدعو بكل صفاقة (آسفة ان تكون هذه هي الكلمة المناسبة) الي تبني مفهوم العقاب في التربية التقليدية واساسه الضرب! بربكم كيف سنؤسس لمجتمع التعددية والتسامح؟ وهل نستطيع ان نأمل بجيل رافع الرأس قادر علي المواجهة والتغيير وتقبل الآخر اذا كان الموكلون بتربيته يحملون هذه الافكار التنويرية؟ كان هذا في برنامج عيون الناس علي القناة السورية، وانا لدي هواية خاصة في مشاهدة هذه القناة، السبب لا علاقة له بالحنين، ولا بالتعصب الفضائي (المشروع في حالتي)، ولا لمتابعة ما يجري في البلد الذي احب، فعلي كل حال ان اسوأ مصدر لأخبار سورية هي القناة السورية، فهي سادرة كعادتها في سياسة التجاهل علي طريقة الجالس في الظل مغمضا عينيه، لا تفرج عن الخبر الا بعد ان يسمعه القاصي والداني وتشبعه الفضائيات المنافسة شرحا وتفصيلا، حينها تتمطي السورية لتخرج بنسختها عن الحدث بعد ان تُطبخ وتُغربل وتُخمر بما يكفي لتتماشي مع الثوابت في هذا العالم شديد التحول، وبعد هذا ترتفع الشكاوي من الحرب الاعلامية الشرسة ضد سورية بينما قناتها تتثاءب في الظل.المهم ان هوايتي في مشاهدة هذه القناة مصدرها التسلية اللئيمة التي احصل عليها من متابعة التخبيصات غير المعقولة في البرامج الحوارية والطريقة الفوقية المضحكة التي يتم بها استمزاج الناس حول اي موضوع، وهذا التناقض العجيب بين مستوي الدراما السورية التي اثبتت نفسها بمنتهي الجدارة وكل ما عداها من برامج…. اشاهد قناة الفضاء السورية ايضا من اجل تلك (الظرافة) الخاصة التي يتسم بها معظم المذيعات والمذيعون في قناة بلدي الحبيب، وهي مسيرة راسخة ومتجذرة في التقاليد التلفزيونية السورية ابتداء من السيدة الشهيرة التي لم تجد في مقابلة مع العندليب الاسمر طريقة لمخاطبته الطف من استاذ عبد الحليم يعني بدنا نتغالظ عليك شوي.. وصولا الي برنامج السياحة ومقدمه الذي يصطاد ضحاياه المساكين من السياح الاجانب ويلقمهم الجواب المطلوب بطريقة تجعل كل مشاهد سوري يحمد الله لان جنسيته ستقبه من ان يصبح يوما هدفا لاحابيل المذيع اللطيف.. اما الاخرون فربما غيروا بطاقات حجزهم الي وجهة اخري بعيدة عن سلك ميكروفونه الطويل. تواطؤ الرماديين في اصول البحث الافلاطوني الموضوعية والحيادية وتعدد وجهات النظر والامتداد افقيا وعموديا لاشباع الموضوع قيد البحث حقه.. مفردات لا شك يعرفها حسن زيتوني من قناة العربية جيدا، لكنها سقطت منه علي ما يبدو في مهمة خاصة طارت به الي فرنسا لبحث مشكلة العذرية المزيفة عند الفتيات العربيات، وتحديدا ذوات الاصول المغاربية وهو الاطار الذي راق لصاحب البرنامج ان يحده ضمنه. واقصد بالعذرية المزيفة عذرية عمليات ترميم غشاء البكارة التي تلجأ اليها الفتيات المغاربيات كحل للتعايش ضمن مجتمعين متداخلين ومتناقضين في آن، احدهما (الفرنسي) يفصل العلاقة الجنسية تماما عن الزواج والثاني (العربي) يطيب له ان يتواطأ بالاصرار علي عدم الاعتراف بوجودها اصلا خارج اطار الشرعية، وهو ان اعترف بها للرجل فهو مصر علي انكارها للمرأة وكأن الرجال يقيمون علاقاتهم مع الجنيات او عرائس البحر!المهم جاءت الحلقة اقل بكثير مما يعد به اسم مهمة خاصة وبقيت جوانب كثيرة لم يسلط عليها زيتوني الضوء. كل ما علمناه ان هناك فتيات يلجأن الي عملية الترميم كحل، دون ان يتعمق في شرح الدوافع، وان هناك طبيبا فرنسيا يقوم بالعملية بتكاليف باهظة. ولكن ما هو موقف القانون الفرنسي وقانون الطبابة من الموضوع؟ وهل يقبل اي طبيب نسائي اجراؤها؟ او ليس هناك اطباء عرب يقومون بالعملية نفسها وما هي وجهة نظرهم؟ وهل هناك محاذير ما، وما هي ردة فعل الشاب الذي يكتشف ان زوجته ليست عذراء او انها عذراء ترقيع؟ وهل تتم العملية احيانا بتواطؤ الاهل؟ وكيف تنظر الفتاة الي رجل تستطيع خداعه بهذه الطريقة؟ اسئلة كثيرة شائكة لم يطرحها البرنامج الذي عالج هذا الموضوع الحساس بنمطية شديدة، وقاربه حسب اسس البحث المنفلوطي بحيث جاء رماديا، لم يرق لبياض الحقيقة ولم يكتف بسواد التعتيم. وهو حين عرض وجهة نظر الرجال كانت ممسوخة، والجواب الذي سمعناه بان الحل هو الزواج من فتاة من البلد، كان يستحق تعليقا من المعد لكنه آثر السلامة والاستكانة لفكرة ان الفتيات في البلد لا يفقدن عذريتهن..!وعندما واجهته احدي الفتيات المغاربيات بأن لديها حبيبا وانها خارج جوقة عمليات الترميم وهي تعيش حياتها كأي فرنسية، طرح عليها سؤال الم تشعري بالذنب حين مارست ذلك مع عشيقك؟ .. اسؤال حيادي هذا يا زيتوني ام حكم اخلاقي؟ ديكتاتوريات امريكا اللاتينية ميسون عزام علي شاشة العربية ايضا، تحكمت بضيفتيها وبنا بصرامة لا يشوبها اي تهاون وبرهنت ان قبضتها وان كانت صغيرة الحجم فهي قوية عند الضغط في الحلقة التي ناقشت فيها المساهمات النسائية الفلسطينية في العمليات الفدائية وما الذي يدفع شابات في مقتبل العمر وعنفوان الجمال الي تنفيذ عملية استشهادية.. ولم يكن مسموحا خلال الحلقة لأي من الضيفتين الكبيرتين نوال السعداوي وليلي خالد ان تكون لها آراء مخالفة لراي المخرجة الامريكية لفيلم وثائقي عن الموضوع اعتبرته عزام مرجعيتها التي (لا تخر المية) وارتأت فيه المخرجة ان خيبة عاطفية ما هي ما يدفع الشابات الي ضغط الحزام الناسف الذي يلف اجسادهن، مصادرة بذلك حق الاستشهاديات بأن يكون قرارهن وفق مفهوم نضالي وطني بغض النظر عن الاختلاف او التوافق معهن حول مبدأ عمليات التفجير الفدائية.ودأبت الاعلامية علي مقاطعة ضيفتيها باصرار لتستشهد مجددا بمقاطع مكررة من الفيلم الذي كان لنا شرف مشاهدته في شكل كاف وواف في مستهل الحلقة.. الطريقة التي ادارت بها عزام البرنامج جعلته درسا مملا في الاخراج يتمحور حول رؤية فريدة لمخرجة وحيدة وخيل اليّ انه يجري في القرن الماضي تحت سلطة ديكتاتور ما في احدي جمهوريات الموز في امريكا اللاتينية.من يجرؤ يستحق كم كانت الفنانة الراقصة دينا صريحة في مواجهة الاعلام وقادرة علي مواجهة النفس في برنامج لمن يجرؤ فقط الذي يقدمه طوني خليفة علي قناة (ال بي سي) حين اعترفت انها احتجبت لفترة عن الانظار بعد الشريط اياه مع حسام ابو الفتوح لانها احست ان كل من يراها سينظر اليها وفي خلفية ذهنيه صورها العارية في الشريط، وبالكثير من اللباقة اجابت علي ادعاء ارتدائها الحجاب بأنها لم تتحجب لان الحجاب شرف لم يصل اليها بعد ، وانها لم تلب دعوة لزيارة العراق لانها ببساطة تخاف.. تخاف علي حياتها وابنها ليس لديه سواها..اما اكثر ما استوقفني في حديث دينا ردها عندما سألها طوني ماذا ستقول لابنها عندما يكبر ويري شريطها مع ابو الفتوح، اذ اجابت ان الحب يتفهمِ . جواب جميل.. اوليس اعمق شروط الحب استيعاب الآخر وتفهم اخطائه وقبولها.. حقا ان من يجرؤ يستحق الحب، ومن يحب يجرؤ علي الغفران.. تحية لدينا البسيطة في عمقها، الشجاعة في اعترافها بخوفها، تحية لها لأنها لم تجر عملية تجميل لانفها رغم بروزه الواضح في تقاسيم وجهها، فمن قال ان جمال الكمال البارد لعمليات التجميل يتفوق علي الجاذبية الحية للحلاوة الطبيعية وان شابها بعض العيوب. كاتبة من سورية تقيم في لندن[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية