العراق يدعم «الأونروا» بـ25 مليون دولار… ويحذر من كارثة إنسانية في رفح

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن العراق منح الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» مبلغ 25 مليون دولار للاستمرار بمهام عملها، منتقداً في الوقت عينه إجراءات التضييق التي تمارسها سلطات الاحتلال على عمل الوكالة، وفي وقت حذّر فيه رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، من حلول «كارثة إنسانية» جديدة في رفح أعلنت فصائل «المقاومة الإسلامية» العراقية، شنّ هجوم بطائرات مسيّرة طال «هدفاً حيوياً» في إيلات «أم الرشراش».
وذكرت «المقاومة» المؤلفة من فصائل عراقية مسلحة، في بيان صحافي، إنه «استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في غزّة، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق مساء يوم الإثنين (أول أمس) هدفاً حيوياً في إيلات (أم الرشراش) بأراضينا المحتلة، بواسطة طائرتين مسيرتين من نوع (الأرفد) تستخدم للمرة الأولى» مؤكدة استمرارها في «دكّ معاقل الأعداء».
في الموازاة، استقبل السوداني، أمس الثلاثاء، المفوض العام لـ«الأونروا» فيليب لازاريني والوفد المرافق له، حسب بيان لمكتبه.
وجرى، خلال اللقاء، «استعراض جهود الوكالة في إغاثة الفلسطينيين الذين يرزحون تحت القصف الوحشيّ لقوات الاحتلال، واستمرار تقديم العون رغم الاعتداءات التي طالت مقرّات الوكالة، واستشهاد عدد كبير من العاملين فيها».
وأكد السوداني أن «الجهود الكبيرة التي تقدمها الوكالة هي جهود إنسانية تقدرها الشعوب قبل الحكومات» كما أكد «استعداد الحكومة العراقية لتقديم كل الدعم والإسناد للوكالة، والتخفيف من معاناة شعبنا الفلسطيني».
وفيما أشاد بـ«المواقف الشجاعة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تجاه ما يحصل من عدوان آثم ضدّ الشعب الفلسطيني» أعرب عن تعازيه «لمن ذهبوا ضحية القصف العدواني من عمال الإغاثة العاملين بالوكالة».
ووفق السوداني، فإن «استهداف مقرات الأونروا في غزّة هو جزء من حرب الإبادة التي ترتكب بحق الفلسطينيين» لافتاً إلى أن «العالم اليوم أمام كارثة إنسانية جديدة في رفح، بسبب تعنت الاحتلال وإصراره على قتل المزيد من المدنيين».
كما جدد تأكيده على «موقف العراق الثابت والمبدئي تجاه الحق الفلسطيني» مبيناً أن «معاناة الفلسطينيين ستتضاعف مع استهداف رفح، حيث لم يعد لهم مكان آمن يلجؤون له».
وأعرب لازاريني عن تقديره لقرار الحكومة في مواصلة تقديم المساعدة لوكالة الأونروا، كما أشاد بدور جمعية الهلال الأحمر العراقية، والدعم السياسي والمالي، واستعرض الاعتداءات التي تتعرض لها «الأونروا» واستهداف مقراتها، ومواجهة العديد من موظفيها في فلسطين للاعتقال والتعذيب من قبل سلطات الاحتلال، بهدف قطع هذا المنفذ المهم للمساعدة الإنسانية، طبقاً للبيان.

«المقاومة» تشن هجوما بطائرات مسيّرة طال «هدفاً حيوياً» في إيلات

وعقب ذلك، عقد المسؤول الأممي الذي يزور العاصمة الاتحادية بغداد، مؤتمراً صحافياً جمعه بوكيل وزير الخارجية الاتحادية للشؤون القانونية، عمر البرزنجي.
المسؤول العراقي ذكر أن العراق يتقدم بـ«خالص العزاء لشهداء وكالة الأونروا خلال الحرب على قطاع غزة» معرباً عن «إدانته الاجتياح الإسرائيلي لرفح».
وأضاف أن «العراق يعرب عن قلقه مما تعانيه الوكالة من نقص حاد في التمويل وعدم قدرتها على إغاثة النازحين الفلسطينيين» مؤكداً رفض بلاده «سياسة التضييق التي تمارس ضد وكالة الأونروا» فيما طالب بزيادة الدعم للوكالة الأممية.
وأعرب أيضاً عن «استنكار العراق إجراءات التضييق التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على عمل الوكالة» معلناً «تقديم مبلغ 25 مليون دولار لوكالة الأونروا».
في حين، أشاد لازاريني، بالدعم المالي والسياسي العراقي للوكالة.
وأضاف في المؤتمر، إن «الوكالة خسرت 190 موظفاً خلال الحرب على قطاع غزة» مؤكداً أنه «لا يوجد مكاناً آمناً في غزة».
وأشار إلى «دور العراق مهم في مساعدة الوكالة والأمم المتحدة» مردفاً بالقول: «بالرغم من المناخ السياسي الملتهب لا زالت الأونروا تقوم بعملها بكل حياد».
وتابع: «ناقشنا في بغداد، كيفية تعزيز قدرات الوكالة للمساهمة في إغاثة النازحين في غزة» مؤكداً حاجة الوكالة إلى «دعم دول المنطقة ومن بينها العراق في دعم الوكالة».
وأعرب، عن «شكره للدعم المالي والسياسي العراقي للوكالة» مؤكداً «الحاجة للمساعدة من الجميع لتقديم الإغاثة العاجلة خاصة في رفح».
وشدد، على ضرورة أن «يكون هناك تحقيق في تعذيب وقتل موظفي الوكالة في غزة» منوهاً بأن «تقرير الأمم المتحدة أكد أنه لا يمكن استبدال الوكالة أو الاستغناء عن دورها في غزة».
وزاد: «سيكون لدينا عمل كبير بعد وقف إطلاق النار بغزة والفشل في ذلك سيكون سبباً في زرع بذور الفتنة والتطرف بالمنطقة».
يأتي ذلك في وقتٍ أعلنت وزارة الخارجية العراقية، الثلاثاء، تثبيت القائم بالأعمال المؤقت للممثلية الدائمة لجمهورية العراق لدى الأمم المتحدة في نيويورك عباس كاظم عبيد، نأي العراق بنفسه من بعض العبارات والمصطلحات في قرار الاعتراف بدولة فلسطين.
وذكرت في بيان أن عبيد، «ألقى بياناً باسم جمهورية العراق في الجلسة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة قرار الاعتراف بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة».
وأشار عبيد، في بيان العراق الرسمي، إلى «انضمام العراق ورعايته للقرار الذي قدمته المجموعة العربية» مؤكداً أهمية «انضمام دولة فلسطين للأمم المتحدة ومنحها العضوية الكاملة وفقاً لميثاق الأمم المتحدة».
ولفت البيان إلى «تضامن العراق ودعمه للقضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني وبما يقرره من تحقيق تطلعاته وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».
وأضاف أن «إعاقة إقرار حق الشعب الفلسطيني في الاعتراف بدولته ومنح فلسطين العضوية في الأمم المتحدة يتنافى مع المسؤولية القانونية والتاريخية للمجتمع الدولي تجاه إنهاء الاحتلال».
وتابع بيان الخارجية: «كما ثبت القائم بالأعمال موقف العراق بالنأي بالنفس من بعض العبارات والمصطلحات التي تضمنها القرار كونها لا تتواءم مع التشريعات الوطنية العراقية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية