العراقيون فضلوا المكوث في منازلهم أيام عيد الاضحي والأمطار أغرقت بغداد

حجم الخط
0

العراقيون فضلوا المكوث في منازلهم أيام عيد الاضحي والأمطار أغرقت بغداد

عيد عكّره ارتفاع سعر الوقود والأمن المفقودالعراقيون فضلوا المكوث في منازلهم أيام عيد الاضحي والأمطار أغرقت بغداد بغداد ـ ق ب: منعت الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد، يوم عرفة ويومي عيد الاضحي المبارك، بالإضافة الي الظروف الأمنية الصعبة، وارتفاع أسعار الوقود، معظم العراقيين من قضاء عطلة العيد خارج بيوتهم، كما جرت العادة، مفضلين الاحتماء بجدران وأسقف منازلهم، من الخروج وتعريض أنفسهم للخطر، الذي بات محدقا بهم من كل جانب. فقد فضلت عائلة أبو مثني (35) مثله مثل أغلب الأسر العراقية، المكوث في البيت، يومي العيد الأول والثاني. وقال أبو مثني سأبقي في المنزل، فالوقود غال، والشوارع غير صالحة للسير بسبب الأمطار الغزيرة .ومنذ أن قررت حكومة الدكتور إبراهيم الجعفري رفع أسعار الوقود، وحياة أغلب المواطنين باتت ضنكة، وخاصة لأرباب المهن المرتبطة بالوقود ومشتقاته. وفي هذا الصدد يقول أسامة خليل، وهو سائق حافلة نقل الركاب خرجت أول أيام العيد من أجل العمل، ولكني عدت ظهرا الي المنزل، بعد أن وجدت أن العمل لا يشجع كثيرا، فأغلب الناس لم يخرجوا كعادتهم في كل عيد . ويعتقد خليل أن أسباب عدم الخروج كثيرة، كما يقول، فـ بعضهم فضل الجلوس في البيت بسبب الأمطار، والبعض الآخر استغل عطلة العيد من أجل أن يحافظ علي الوقود الموجود في سيارته . ويضيف في كل عيد كانت الشوارع تكتع بالعراقيين، الذين يتنقلون من مكان لآخر، يتزاورون فيما بينهم، وكنا نجد فرصة كبيرة للعمل، واليوم لا شيء من ذلك كله .وكانت أمطار غزيرة قد هطلت علي العاصمة العراقية بغداد، ومدن أخري، قبل يومين من قدوم عيد الاضحي المبارك، وذلك بعد جفاف متواصل منذ بداية فصل شتاء هذا العام. وعلي العكس من كل مرة، إذ يستبشر العراقيون بهطول الخير ، تمني كثير منهم لو أن السماء لم تجد عليهم بعطائها بهذه الكمية، بسبب دمار أغلب شوارع العاصمة، وافتقادها لأدني الخدمات، وتعطل شبكات الصرف الصحي، الأمر الذي ضاعف معاناتهم في أيام العيد. يقول سنان عبد الله منذ سنوات الحصار، وقبل الاحتلال، والشوارع العراقية تعاني من ضعف شديد في الصيانة، وقد سمعنا أن النظام السابق شرع في خطة من أجل إعادة تعبيد تلك الطرق، لكنه رحل ولم ينجز وعده، وبدلا من أن تأتي حكومات ما بعد الاحتلال لتكمل المشوار، وجدناها علي العكس تقوم بعمليات تدمير جديدة للشوارع، بسبب الآليات العسكرية الأمريكية، التي تجوب الشوارع صباحا ومساء، ناهيك عن الحواجز الكونكريتية ،التي زرعت في كل مكان، الأمر الذي حول شوارع العراق الرئيسية وحتي الفرعية، الي شوارع ترابية، أو نصف معبدة، وبالتالي فإن نزول المطر يزيد معاناتنا .غير أن الجلوس في المنزل بات أيضا لا يخلو من مشكلات، كما يقول عدنان الهاشمي. فـ عندما تجلس في البيت ويكون الكهرباء متوفرا يكون الجلوس مقبولا. أما عندما تجلس وتكون الكهرباء مفقودة فالأمر يصبح سببا للضجر، فإذا لم يكن هناك كهرباء يصبح الجلوس في المنزل لا يطاق ، كما قال.وقد شهد قطاع الكهرباء أكبر انحدار في تاريخ البلاد، وانخفض مستوي إنتاجه خلال الشهرين الماضيين، الي أربع ساعات عمل، مقابل عشرين ساعة إطفاء، مما أرهق أغلب الأسر العراقية، التي تعتمد علي المولدات الكهربائية في إدامة التيار في منازلها، في ظل ارتفاع أسعار الوقود، الي نحو ألف دينار للتر البنزين، الأمر الذي دفع الكاتب العراقي حميد عبد الله، في مقاله اليومي في جريدة (المشرق) البغدادية الي تسمية وزارة الكهرباء بـ لبن العصفور ، بسبب شح خدماتها، وارتفاع أسعار الوقود. وإذا كان اليوم الأول والثاني من العيد قد مرا بهدوء نسبي، بالنسبة لبغداد وأغلب المدن الأخري، فإن ذلك لا يمنع، حسب رأي عدد من العراقيين من أن تتجدد تلك العمليات في أي لحظة، الأمر الذي يدفعهم الي اللجوء الي قضاء العيد داخل البيوت، وليجيء هذا العيد ويمضي، وأهل العراق يتشوفون الي عيد يفرح فيه أطفالهم مثل نظرائهم في سائر بلاد الله الواسعة.4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية