الظواهري ونصائحه لحركة حماس
الظواهري ونصائحه لحركة حماس تواجه حركة المقاومة الاسلامية حماس ضغوطا متصاعدة من الولايات المتحدة واسرائيل للتخلي عن طبيعتها الجهادية والانخراط بالكامل في عملية التسوية السياسية، ووصلت هذه الضغوط الي درجة التهديد بوقف المساعدات المالية لاي حكومة تشكلها بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الاخيرة. وقيادتها لن تكون ممتنة للانتقادات التي وجهها اليها يوم السبت الماضي الدكتور ايمن الظواهري نائب رئيس تنظيم القاعدة في شريطه المصور الذي بثته قناة الجزيرة .الدكتور الظواهري ضرب علي وتر حساس للغاية عندما طالب حركة حماس بمواصلة الكفاح المسلح ضد اسرائيل وعدم الجلوس علي مقاعد المجلس التشريعي جنبا الي جنب مع مسؤولين فلسطينيين قال انهم باعوا فلسطين لليهود. فحركة حماس اكتسبت هذه الشعبية الهائلة في اوساط الشعب الفلسطيني لرفعها راية الجهاد، ورفضها لاتفاقات اوسلو، ومعارضتها الدخول في السلطة او مؤسسات منظمات التحرير الفلسطينية بسبب اعتراف هذه المؤسسات بالدولة العبرية، واسقاط خيار الكفاح المسلح واتخاذ نهج التفاوض كبديل للوصول الي الحقــوق الفلسطينية.ردود مسؤولي حركة حماس علي دعوة الظواهري هذه جاءت متفاوتة، فبينما قال الدكتور الزهار رئيس كتلتها في المجلس التشريعي بان الحركة وسطية لا تتبع نهج التطرف، قال السيد محمد نزال المسؤول الاعلامي في الحركة ان من حق الظواهري ان يعبر عن رأيه فهذا حقه، الحركة تحترم جميع الآراء، سواء كانت معها او ضدها .هذه الردود ذات الطابع الدبلوماسي توحي بان حركة حماس فوجئت بمثل هذه النصائح من الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ، خاصة في مثل هذا الوقت الذي تحاول فيه تغيير صورتها المتطرفة واستبدالها بصورة اكثر اعتدالا، لنيل المزيد من الاعتراف العربي والدولي بها.انتقادات الدكتور الظواهري هذه يجب النظر اليها من زاويتين اساسيتين، الاولي هي ما ذكره السيد محمود عباس رئيس السلطة حول وجود مؤشرات علي تحركات لتنظيم القاعدة لاقامة قواعد له في الضفة وقطاع غزة، اما الثانية فتتعلق بوجود جناح عسكري داخل حركة حماس غير راض تماما عن التوجهات الجديدة للحركة التي تتسم بالتهدئة، والتفاوض علي هدنة طويلة الامد مع الدولة العبرية.وما زال من المبكر دراسة ردود الفعل الحقيقية علي نصائح الدكتور الظواهري هذه، واعطاء رأي بشأنها، ولكن ما يمكن الجزم به هو ان تنظيم القاعدة يحاول فعلا ايجاد امتدادات له في الوسط الفلسطيني، وتجنيد بعض العناصر المتطرفة التي لا تؤمن بالحلول السياسية، وتري ان المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، ومثل هذه العناصر موجودة في فلسطين، مثلما هي موجودة في السعودية والعراق والاردن ومصر والجزائر وليبيا ومنطقة الخليج.شريط الدكتور الظواهري اضاف صداعا جديدا لحركة حماس هي في غني عنه خاصة في الوقت الراهن. ولكن من يدخل العملية السياسية عليه ان يتوقع مفاجآت عديدة، بعضها سار مثل زيارة موسكو، وبعضها محرج مثل هذا الشريط للرجل الثاني في تنظيم القاعدة .9