الطيران الاسرائيلي لا يغيب عن الاجواء اللبنانية بعد التلويح الايراني برد حزب الله

حجم الخط
2

بيروت – ‘القدس العربي’ تركز الاهتمام في لبنان في الساعات القليلة الماضية على ترقّب ردة فعل حزب الله على العدوان الاسرائيلي الذي استهدف كما قيل مخزن اسلحة يضم صواريخ فاتح للحزب وخصوصاً بعد تصريح لرئيس هيئة الاركان الايرانية عن أن المقاومة سترد على الاعتداء الاسرائيلي علىى سورية.
وقد تقدمت هذه التطورات على الحركة السياسية الجارية بشأن تأليف الحكومة أو وضع قانون انتخاب توافقي ولاسيما بعدما عاد اللبنانيون منذ ايام ليسمعوا اصوات الطيران الحربي الاسرائيلي ليلاً نهاراً في ظل معلومات عن تأهب اسرائيلي على الحدود مع لبنان بعد رصد تحركات غير اعتيادية من الجانب اللبناني وخشية اسرائيلية من قيام ‘حزب الله’ باطلاق صواريخ تستهدف حيفا.
وقد إستدعت هذه التطورات ردود فعل من قوى 14 آذار واستغراباً لتولي حزب الله أي رد على الغارة الاسرائيلية على سورية، وسألت مصادر في 14 آذار هل الجهة التي عقدت الإتفاقية العسكرية الدفاعية هي سورية وإيران أم سورية وحزب الله؟’، مؤكدة أن حزب الله يلغي مفهوم الدولة اللبنانية والسيادة، ويناقض كلامه عن مفهوم الدولة بأنه يريد دولة قوية وقادرة فيما هو يعمل على تدمير كل مقومات الدولة، حيث أدخل لبنان بأزمات كبيرة وهدد مستقبل لبنان’.
تزامناً، استنكر رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الغارة الاسرائيلية على سورية، واعتبر، في حديثه الاسبوعي لـ’الانباء’، انها ‘تشكل، في هذه اللحظة السياسية الحساسة بالذات، عنصر تعقيد إضافي على مجريات الأزمة السوريّة التي تتخذ أشكالاً أكثر ضراوة يوماً بعد يوم، وهو الاعتداء الذي من الممكن أن يقدّم ذريعة جديدة للنظام السوري لالصاق تهمة العمالة للمعارضة بما يتماشى مع اللغة الخشبية التي لطالما إرتكز عليها النظام في تخوينه لخصومه’.
وقال جنبلاط ‘في مطلق الأحوال، ومهما يكن الموقف من النظام وما يقوم به، إلا أن ذلك لا يبرّر القصف الاسرائيلي لسورية راهناً أو مستقبلاً’، مضيفاً ‘ها هو التخاذل الدولي غير المسبوق إزاء الأزمة السوريّة يتقاطع من حيث تغاضيه عن المجازر اليومية التي تقع في سورية مع الأهداف المنهجيّة التي رسمها النظام السوري الذي من الواضح أنه دخل في مرحلة جديدة من تنفيذ مخطط تقسيم سورية وطي الصفحة التي رُسمت منذ عقود في إتفاقيّة سايكس – بيكو. كما أن هذا الموقف الدولي المتراخي يتقاطع أيضاً مع النظام من خلال تضخيم خطر المجموعات التي تُوصف بالتكفيرية علّه بذلك يجد ذرائع مقنعة لتبرير إمتناعه عن تسليح المعارضة السورية’.
ورأى ان ‘التمسك الفارغ بمقررات جنيف الغامضة التي غالباً ما تباينت آراء الدول الكبرى على تفسير مضامينها، وما يُحكى عن إستقالة المبعوث الدولي العربي الأخضر الابراهيمي، وإمتناع المجتمع الدولي، عن تسليح المعارضة السورية بما يتيح لها تعديل موازين القوى في الداخل، باضافة الى تجهيل مستخدم الاسلحة الكيماوية في تصاريح ومواقف ملتبسة وغير مفهومة، كل ذلك يسمح للنظام السوري بالتمادي في مخططه الواضح لتدمير المدن والارياف لتهجير الأكثرية السورية داخل وخارج سورية كمقدمة للمباشرة في ما قد يصح وصفه بأنه بمثابة تطهير عرقي وطائفي بدأ في منطقة الساحل السوري ومدنه بما لا يقبل الشك’.
واضاف جنبلاط ‘بعد منطقة حوران ثم حلب ومعرّة النعمان وإدلب والرستن وريف دمشق وسواها من المناطق السوريّة، جاء دور بانياس والبيضا ولاحقاً اللاذقيّة لتطبيق هذه السياسة التطهيريّة المشينة والتي تثبت في أحد أوجهها أن كل المواقف التي سبق للنظام السوري أن بنى عليها أمجاد نظرية الممانعة لم تكن سوى شعاراتٍ زائفة وغيـر حقيقيّة. فإدعـاء حمايـة الأقليّات وحماية التعدديّة الطائفيّة تتحطم اليوم من خلال التدمـير المنهجـي الذي تتضـح معالمـه يوماً بعد يوم.فها هم أرمن سورية يهاجرون ويتركون البلاد بعد أن أمضوا فيها عقوداً طويلة، وحمص القديمة التي كانت تحتضن ما يزيد عن مئتي ألف مسيحي أصبحت خالية منهم بعد أن نزحوا هرباً من المجازر وآلة القتل. وما معركة القصير إلا لتطهير حمص وتغيير تركيبتها الديمغرافية تمهيداً لتحويلها لاحقاً عاصمةً الدولة المنتظرة بعد تقسيم سورية’.
وسأل جنبلاط: ‘ألا يُشكل مشروع إعادة النظر في تقسيمات سايكس- بيكو وتحويل المشرق العربي إلى دويلات مدخلاً لاسرائيل، بعد أن يكون النظام السوري قد أنجز تقسيم سورية، لتهجير عرب 1948 وقسم من عرب الضفة الغربية إلى شرق الأردن أو قطاع غزة التي تحدثت بعض الأوساط عن إمكانيّة توسيعها نحو صحراء النقب وهو ما يصب في نظرية يهودية دولة إسرائيل، أي دولة من دون العرب في داخلها؟’.
وأوضح انه ‘إزاء كل ما تقدّم، إذا كان من نداءٍ جديدٍ أتوجه به إلى العرب الدروز فهو أن الانخراط في ما يّسمّى الجيش الوطني واللجان الشعبيّة التي تأخذ على عاتقها القيام بالمهام القذرة والانزلاق نحو الخطأ التاريخي الذي حاربه أجدادهم وإرتكز آنذاك لقيام دويلة أو كانتون درزي مستقل، كل ذلك من شأنه أن يضرب عرض الحائط الدور التاريخي الذي لعبه العرب الدروز في إستقلال سوريا وفي الثورة السورية الكبرى إلى جانب أقرانهم من الوطنيين السوريين من مختلف الطوائف والاتجاهات، وأن يعرّض العرب الدروز ومصالحهم ووجودهم للخطر’.
‘وختم جنبلاط: ‘لا بد من شجب وإدانة نبش قبر الصحابي حجر بن عدي، فالمسّ بالمحرّمات والمقدّسات والتراث غير مقبول من أي جهة أتى، وهو يُذكر بما حصل في ليبيا ومصر وأفغانستان ومالي وسواها، وهدفه الأول والأخير تغذية الصراعات المذهبيّة والطائفيّة وتكريس مناخات الحقد والكراهيّة، ما يتطلب التعاطي معه بكثير من الوعي والمسؤولية لتلافي تحقيق الأهداف المرجوة منه’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول يونس:

    تبعا لعنوان المقال فإن انتهاك الطيران الإسرائيلي للأجواء اللبنانية مبرر (( بعد التلويح الإيراني برد حزب الله)).

  2. يقول علي:

    الشيعة اهل العالم العربي.

إشترك في قائمتنا البريدية