الطريق الي غوانتانامو: مرحبا الي الديمقراطية الامريكية

حجم الخط
0

الطريق الي غوانتانامو: مرحبا الي الديمقراطية الامريكية

خالد الشاميالطريق الي غوانتانامو: مرحبا الي الديمقراطية الامريكية الطريق الي غوانتانامو اسم فيلم للمخرج مايكل ونتربوتوم عرضته القناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني الخميس الماضي، وكشف اهوال ما يجري وراء الستار الحديدي للمعتقل سييء السمعة.للمرة الاولي نري الديمقراطية الامريكية وليس حفنة من العسكريين المارقين كما في ابو غريب، وهي تمارس عملها المؤسسي المنظم المدعوم رسميا من واشنطن ضد المتهمين الذين ثبتت ادانتهم امريكيا بدون الحاجة الي محكمة او محامين.ابطال الفيلم الحقيقيون هم البريطانيون من اصل باكستاني الذين افرجت عنهم واشنطن بعد ان قضوا اكثر من عامين في غوانتانامو عاشوا خلالها اهوالا وتحدثوا عنها في الفيلم لاول مرة.اصف اقبال (عثمان)، روحال احمد (هارون)، وشفيق رسول (احمد) رووا قصتهم بدءا من نقلهم الي سجن شبرغان سييء السمعة التابع لقوات تحالف الشمال في افغانستان، مكدسين في شاحنة كالخراف بل اسوأ ما ادي لموت نصف المعتقلين اختناقا، تم تسليمهم للمارينز بعد اكتشاف انهم بريطانيو الجنسية في الطريق الي غوانتانامو حيث كانت بداية الكابوس الحقيقي.يقدم الفيلم تفاصيل صغيرة لكنها ترسم بدقة ملامح السياسة الامريكية المصابة بعمي متعمد وربما حيثي ، وهو في اللهجة المصرية وصف للعمي الذي لا يري معه الانسان ولو بصيص ضوء واحدا.المعتقلون في الشهور الاولي كانوا ممنوعين من الكلام او الوقوف او الصلاة او النظر في وجوه الجنود.المحققون مقتنعون بشكل كامل ومسبق بأن المتهمين ارهابيون ومذنبون، ولايهتمون بالتأكد من اسماء اولئك المعتقلين او فحص صدقية اقوالهم او بياناتهم الشخصية.السؤال الذي يتكرر علي السنة المحققين، بينما فوهة مسدس مصوبة الي رأس المعتقلين هو: اين يختبيء اسامة بن لادن؟اجهزة المخابرات تبدو في الفيلم غبية لحد مثير للسخرية. بعض الجنود يستغرب ان يكون الانسان بريطانيا ومسلما في آن، واخرون ينادون علي عثمان وزميليه بـ البريطانيين الخونة ، واخر يسألهم عن الملكة.احدي المحققات جاءت خصيصا من واشنطن، وعرضت شريط فيديو علي المتهم احمد، يظهر فيه زعيم القاعدة اثناء اجتماع مع المئات من انصاره، وفجأة ثبتت الصورة علي احد الاشخاص الحاضرين وقالت لاحمد: هذا هو انت اليس كذلك؟ وكانت الصورة غير واضحة، ومأخوذة عن بعد ما يستحيل معه التعرف علي الوجوه.واكد احمد انه لم يكن موجودا في افغانستان في ذلك الوقت، بل كان يتردد علي قسم الشرطة في برمنغهام اثر مشاكل قانونية تعرض لها. واصرت المحققة علي انه هو، وطالبته بتعريف باقي الحضور(…).السجن الانفرادي لشهور طويلة، التهديد بترحيل عائلات المتهمين من بريطانيا (اختك تدرس في جامعة اكستر اليس كذلك، نستطيع ان نجعلها تكمل دراستها في باكستان)، تمزيق المصاحف وتدنيسها علي مرأي من الجميع، استجواب المتهمين في اوضاع مذلة وموجعة وتحت تهديد السلاح، ليست سوي بعض الاشكال من الممارسات اليومية لـ الديمقراطية الامريكية في معتقل غوانتانامو.المخرج يقطع السرد بمشاهد يظهر فيها رامسفيلد وهو يؤكد ان المتهمين يعاملون بشكل انساني ومناسب ومتفق مع معاهدة جنيف الدولية ، يليه الرئيس بوش مفسرا دون قصد معني كلمة مناسب بوصف المتهمين بأنهم قتلة وبالتالي لا حقوق لهم. نعم هكذا يدين زعيم اكبر ديمقراطية في العالم المعتقلين بجرة قلم. تري هل يمكن ان يحظي اولئك بعد هذا بمحاكمة عادلة، اذا كانوا سيحاكمون اصلا بالطبع؟من السهل انتقاد فيلم الطريق الي غوانتانامو بانه احادي الجانب، حيث لم يشر ابدا الي هجمات سبتمبر مثلا، لكنه في الحقيقة يمنح المتهمين يومهم في المحكمة بعد ان حرمت السلطات الامريكية العالم ومنظماته بل وحتي اي محام من ان يستمع لشهاداتهم لسنوات، بينما يواصل الادعاء الامريكي وهو سياسي واعلامي وليس قضائيا غسل دماغ الرأي العام يوميا من جانب واحد ايضا.لقد انتهي المحققون قطعا من استجوابهم، واذا كانوا وجدوا ادلة ضدهم لكانوا قدموهم جميعا للمحاكمة (عشرة فقط من خمسمئة حوكموا).ولكن سبب احتجازهم الحقيقي هو انهم شهود وليسوا متهمين: شهود علي الحقيقة العملية لمعني الديمقراطية الامريكية عندما يتعلق الامر بالعرب والمسلمين، ولهذا يجب ان لا يستمع العالم لشهاداتهم ابدا.اما اللوم الاكبر فلا يجب توجيهه لواشنطن التي تتوهم ان غوانتانامو مفيد كوسيلة ردع جماعي، بل للدول العربية والاسلامية الحليفة لهذه الادارة التي تترك المئات من مواطنيها معتقلين في غوانتانامو منذ سنوات بدون اتهام او محاكمة وكأنهم بلا اوطان.فهل يجب ان يولد المواطن العربي حاملا جنسية اوروبية حتي يجد حكومة تسأل عنه وتطلق سراحه (كما فعلت بريطانيا) اذا خطفته الاجهزة الامريكية الي هذا المعتقل العار ليس فقط علي امريكا بل والانسانية، ام ان العرب جميعا، وليس الحكومات فقط، لايهتمون الا بالفيديو كليبات ولا تزعجهم الا رسوم الكاريكاتير؟محاكمة صدام عاشر مرة استضافت قناة العربية شخصا تونسيا قدم نفسه باعتباره خبيرا في التشخيص الحركي لتحليل اداء المتهمين في محاكمة صدام، وتدخل للتصحيح عندما نسيت المذيعة بعض تخصصاته الكثيرة.وبعكس باقي الخبراء الذين يتكاثرون مثل الارانب هذه الايام علي القنوات الفضائية، فان هذا الخبير رجل سبور بلا ربطة عنق، بل يرتدي عقدا علي المودة مثل الذي يرتديه ديفيد بيكام (وليس بيكهام ايها المذيعون العباقرة)، وان كان يتحدث مثلهم، فهو يعتبر اجتهاده دائما هو الحقيقة المطلقة، وهو افتي ـ زاد الله علمه ـ بأن المتهم العراقي مزهر كان يحرك كلتا يديه وهو يدلي بافادته، ما يعني انه مراوغ وكذاب.ولاحظت ان خبيرنا اللذيذ نفسه يحرك يديه اثناء الحديث، ثم تذكرت ان الزعماء العرب يتحدثون اما باصابعهم (احذركم ايها المعارضون السفلة) او باياديهم (مفيش فايدة اجيب لكم منين) وربما (بالجزمة القديمة) ولا مؤاخذة بعد ان سحبت الانسة كوندي شبكة الامان بسبب فوز حماس .وهكذا ادركت ان اغلب الزعماء العرب، بل والمثقفين والفنانين الي جانب كثير من اصدقائي، وانا معهم، مراوغون وكذابون، اذا صدق خبيرنا التونسي.وعندما تحولت الي الجزيرة لمتابعة المحكمة نفسها اكتشفت ان البلاء في العربية كان اهون، حيث خرج محام تم ابعاده رسميا واعلاميا وقانونيا من هيئة الدفاع عن صدام حسين، ليلقي خطابا حنجوريا علي المشاهدين مفاده انه من حق رئيس الدولة ان يعتقل ويعذب ويعدم من يشاء اذا تعرض لمحاولة اغتيال، (وكأن زعماء العرب ينتظرون نصيحته الغالية)، واختتم بالتأكيد علي ان صدام اثبت جدارته واهليته للحكم ، مع ان هذا ليس من اختصاص المحامين بل الهتيفة من مدعي القومية والمتاجرين فيها.واخيرا ادلت المذيعة الكريمة بدلوها في الموضوع، فقالت ان صدام اعترف في الجلسة السابقة بتجريف البساتين كنوع من رد الاعتبار بعد محاولة اغتياله، وهو لم يذكر ابدا موضوع رد الاعتبار هذا، فالبسته اتهاما جديدا، وكأنه ناقص اتهامات!فاكسات فضائية الاسم الاكثر واقعية لـ ستار اكاديمي هو لبنان اكاديمي حيث ان الاساتذة يفرضون الاغاني اللبنانية في الحفلات والدروس، ربما لاسباب تتعلق بما يعرفونه وليس بما يفضلونه. ولكن بالمناسبة وعلي اي حال توجد بل (كانت توجد) مطربات عظيمات اخريات في العالم العربي بجانب السيدة الرائعة فيروز. ـ المطربة التي اكرهها لتشويهها اغاني العندليب الرائع عبد الحليم ظهرت في برنامج علي قناة LBC وانتقدت (عن حق) بعض لا مطربات الفيديو كليب لانهن يعتمدن علي التعري وانكرت انها تسمع اغاني روبي او هيفا وهبي، وبالطبع كانت ترتدي اثناء البرنامج زيا اقرب الي الحجاب ولكن بمقاييس قناة ال ب سي . ہ كاتب من أسرة القدس العربي [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية