الطاهر بن جلون في رحيل : هوان العربي وتوثيق الروائي
أحمد المدينيالطاهر بن جلون في رحيل : هوان العربي وتوثيق الروائيحين حضر الروائي المغربي الأصل الطاهر بن جلون إلي معرض الكتاب الثاني عشر الأخير بالدار البيضاء لتقديم روايته الجديدة PARTIR (غاليمار 2006) بدا حريصا بالدرجة الأولي علي تأكيد انتمائه كهوية ثقافية وأدبية إلي بلده الأم، وكأنه في وضع من يدفع وصمة أو يرد تهمة. لم يكن هناك صك اتهام مباشر لحظة مقابلة الجمهور لكن السؤال بدا ملحاحا اليوم أكثر من أمس في ضمير صاحبه يقلبه تارة إلي رد ضمني وأخري صريح يقول منطوقه المعنوي: أنا مغربي، همومي وانشغالي وتيمات كتابتي مثل كل الذين بقوا في هذه التربة، أي لم يهاجروا، والكتابة بالفرنسية في حالتي لا تنزع الهوية الأصلية أو تطرد صاحبها من عالمه. وإذ تكف شهرزاد عن الكلام المباح فإنها تنتقل إلي ما يعتق روحها ـ روحه ـ أي الحكي، السرد الفني بالنسبة لبن جلون الذي جاء إلي مضارب أهله وروايته بيمينه تشهد، يريدها عربون أمان وتجديد انتساب لدم العشيرة ، ولو كره الكارهون. أردت هذه الفذلكة مدخل صدق لتقديم وقراءة العمل الروائي لواحد من أهم الكتاب العرب والفرانكفونيين ذائعي الصيت، الماهرين في فنهم بتقديرالجوائز والاعتراف علي كل لسان، وفي الوقت نفسه الوقوع في دائرة الاختلاف يصل حد السجال حول التنازع بين هويتين لغويتين بتبعاتهما. لم أعرف الطاهر بن جلون معنيا، ولا أقول مريضا، بهذه الإشكالية في مطلع قوله وبزوغ شهرته؛ لقد بدا منسجما في إطار ما نسميه الأدب المغربي المكتوب بالفرنسية وهو يصور فعلا معالم حياة وخبايا وجود تنتمي إلينا وترسم مخيالنا بقوة ودفء معا( روايتا ليلة القدر و حرودة علي الخصوص)، لكن وهو ينتقل تدريجيا إلي الأفق الفرنسي ليصبح في قلب إنتاجه الروائي ـ بعد جائزة الغونكور طبعا 1987ـ ومنه إلي الآداب الأجنبية عموما سيغدو بقوة الأشياء آخر، ولن يصغي لمن يختصمون حوله من بني جلدته.وعموما حول الإيديولوجية الفرانكفونية التي سيصبح عضوا في مجلسها الأعلي انطلاقا من إعارة لسانه للغتها وهي تقدم للقارئ الفرنسي بذلاقة وطلاوة الرؤية الحلمية للمجتمع الكولونيالي لأمس، وهذا من غير أن يحس المعني بالأمر بأي تناقض ولا تباعد عن محيطه الأصلي الذي بات ينظر إليه من بوصلة الضفة الشمالية للمتوسط مع إملاءاتها الضرورية، ومكاسبها الكبيرة شهرة ورقم مبيع ورسوخ قدم في حقل الكتابة الروائية بلا جدال.تناغم تام من غير شك، إلي حين، أعني قبل أن تنطلق تلك الزوبعة في فنجان الحق في الانتماء أو عدمه إلي جراح الجسد المغربي، المتصلة بما سمته الأدبيات الحقوقية المغربية بـ سنوات الرصاص كناية عن زمن القمع والتعذيب الآفلة. فحين أصدرالطاهر بن جلون رواية ذلك الغياب المعمي للضوء (2001) التي تسجل عذاب سجين سياسي من السنوات تلك، معتقل روي للكاتب وقائع ومعاناة حقيقيتين، استهجن البعض ـ هم كُثر في الحقيقة، خليط من الضحايا والنقاد والحاقدين، فضلا عن البطل الواقعي من اعتبر أنه سُلب قصته حين لم يراسمه علي الغلاف بجوارالكاتب الشهيرـ أن يهبّ الذي تطامن إلي عيشه الأوروبي ورفاهته من كل النواحي لرصد عالم من وُئدت أعمارهم واحترقت أجسادهم وُمهجهم في سجون الملك الحسن الثاني ومنافيه، بعد أن سكت دهرا وإذ نطق فكفرا، وكأنما يعيّرونه بقول الشاعر العربي: دع المكارم لاترحل لبغيتها/واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي . سفّهتُ حينها في مقالة لي هذا الموقف اللاأدبي، باعتباره أولاً وصاية مرفوضة علي الكتاب من واقع قبلي كيفما كانت ضراوته وأحقية الموقف السياسي، وثانياً لأن الرواية تخضع لمقتضيات تجنيسها والواقع ينتقل حتما إلي سجل آخر بمجرد ما يحلق بأجنحة حكي التخييل (La fiction) ومن ذا الذي يحق له محاكمة كاتب بتهمة التطاول علي ما يجعله حكرا له ؛ إنها لمفارقة مقيتة. هذا الوضع كله بصوابه وُترّهِه يبدو أن بن جلون أراد أن يتخطاه بالإمعان فيه، أي بطريقة داوني بالتي كانت هي الداء ليجادل بالمنطق والقلم الروائي، فهموم المغرب نُدب في وجوه كل المغاربة وغصّة في نفوسهم حلوا أم ارتحلوا، لذا يشهر صاحب صلاة الغائب سيف التحدي في وجه خصومه وغرمائه مصدرا روايته رحيل لسان حاله يقول: هيت لكم! .وهي رواية يمكن أن تصبح بدورها مصدر جدل من هؤلاء الغرماء بسبب موضوعها المنقول حرفيا من معيش منبتّ الصلة بحياة الكاتب، ولمن شاء أن يزعم بأنه تناوله كسقط متاع، لولا أنه متاح في الواقع للجميع، وسبق لآخرين أن عالجوه نصا وسينما ومسرحا، ولا أعرف إن أفلحوا أم غرقوا كأبطاله في اللج العميق. إنها قصة الشباب المغربي، العربي، قل الإفريقي والآسيوي الذي يغامر بحياته دفعة واحدة لينتقل إلي الشمال الأوروبي حيث حلم الكرامة والعيش الرغد والغد المشرق، تاركا وراءه بؤس الجنوب وفاقته وهوان الإنسان فيه. شباب (الباتيراس) قوارب الموت يركبونها من الساحل المغربي الشمالي باتجاه أمل بلوغ الساحل الإسباني المقابل، لا يبعد إلا 14 كلم عن مدينة طنجة إذا عبرتها تكن قد اجتزت الصراط وأدركت جنة الخلاص، بعد أن أحرقت كل شيء، كل ماضيك التعيس ومعه أوراقك، ومنه بعض معني الحريق و الحراقة يطلق علي الساعين إلي هذا الطريق والناجين منه والغرقي بصفة خاصة، وهم الأكثرية. هذه تيمة رواية بن جلون الأخيرة التي يدشن بها انتقاله من دار لوسوي إلي غاليمار ويؤكد عبر سردها انتماءه الصميم، وفق معتقده، إلي وطن الجنوب. وقصة هؤلاء الشباب هي وضعية آلاف المغاربة الذين يقطنون منذ سنوات خيبتهم وقد سدت في وجوههم أبواب الشغل بشهاداتهم الجامعية وغيرها تحولت إلي ما يشبه العار، تتوالي الأعوام وهم في يأسهم يراوحون، أو من عمق إفريقيا إلي ذروة البوغاز يصعدون. نلتقي بهم نحن يوميا، المغاربة منهم والأفارقة أصبحوا شحاذين ومستعدين لكل المهن والمهانات مقابل أي خلاص. والطاهر نفسه الذي أينعت جذوره الفاسية بطنجة يلتقيهم كلما حل بها، طاف بأسواقها الداخلية والبرانية، جلس بمقهي (لو باري) يراهم يجرجرون الخطي بنظرات متحفزة وقانصة للانقضاض علي أول فريسة، طريدة، أرملة أمريكية أو هولندية عجفاء، لم لا سائح متردي العمر جاء إلي أرض العرب يبحث عن اللذة يلبيها بواسطة الشاب المغربي الذي لم يعد يملك شيئا سوي (..) شأن أشقائنا الآخرين من عرب (الزيت) الذين جعلوا من لحم بناتنا ِقبلة لشهواتهم الفائضة عن حلائلهم وما ملكت أيمانهم كأفضل تعبيرعن التلاحم والتضامن العربي، أليس كذلك؟! إنه ميغل الرسام والتاجرالفني، الستيني الشاذ جنسيا، يعيش في جبل طنجة مستمتعا بالشمس والضوء و العيال الطنجاويين، يلتقي صدفة بأزل (AZEL) الشاب الذي، بعد أن تخرج من كلية الحقوق، التحق بجيش العاطلين، يعيش كيفما اتفق، عرضة للصعلكة وباحثا شأن أضرابه عن فرصة حرق المسافة إلي إسبانيا وتوديع بلد البؤس والمهانة في حسابه. هي الفرصة التي سيتيحها له ميغل متدبرا أمر تأشيرته ونقله إلي جانبه في إقامته الرسمية ببرشلونة، هناك حيث سيصبح عشيقه الرسمي الجديد مؤديا بذلك الثمن الأول لمغادرة الوطن.في هذه الإقامة الجديدة ستصبح لأزل (التركيب المزجي لإسم عز العرب، وهو إسم متداول في المغرب) وضعية مختلفة ماديا وسلوكيا ونفسيا ستقوده في النهاية إلي ما لا يحمد عقباه. تروي رحيل قصة بطلها بعرض سيرته عبر نسج سير لشخوص/ شخصيات موازية من ضمن عالم همومه وتطلعاته فتبدو ذرات صغري للنواة الكبري للشخص المرصود عليه العمل الروائي، صانعة لأبعاده، موسعة لفضائه، ومخصبة ما أمكن لتيمة الهجرة القسرية والإنتحارية بحثا عن حياة، أي حياة دونها الموت أو الضياع في نهاية المطاف. كنزة، سهام، نورالدين، الحاج، سمية، مليكة، عباس، ناظم، فلوبير الإفريقي، غابرييل، وآخرون. كواكب تطوف حول المجرة الكبري طرفاها الفنان ميغل ممثلا للشمال بقوته وغناه وجاذبيته وفحشه، أيضا، من جهة، والجنوب، عالم العرب والمسلمين، أزل أوعّز العرب أيقونة َهَوانِ العرب وتردي أحوالهم، متنازلين عن أوطان ولا سلاح لهم إلا ما عُلِم لـ استعادة الأندلس . الشخصيات الأخري، هي كما سماها استندال وهو يقصد الرواية، المرايا التي تجوب الحياة لتعكس صورتها بكل التفاصيل، وهي قد فعلت حد أن كل واحدة منها يمكن تقديرها كوثيقة سناد في ملف الهجرة الحارقة، القاتلة. إليكم بعض التفاصيل تقودنا إلي مرمي مهم آخر:ـ كنزة: هي أخت أزِل، مثله متعثرة في العمل، تطمح إلي الهجرة للخلاص. تجيد الرقص الشرقي فتمتع الأنظار في الأعراس، وسيتدبر لها أخوها بواسطة ميغل، أي واسطة جسده، أمر رحيلها في صفقة زواج أبيض هو الآخر مثال آخر لبيع الجسد والكرامة مقابل الهجرة.ـ سهام: صديقة أزل، تخيب في منتصف الدراسة، تعمل مؤقتا سكرتيرة، وتحلم بالرحيل الذي يأتي في صورة الوصول إلي مربيا الإسبانية لتخدم حارسة مربية لطفلة معوقة عند أسرة ربها ثري سعودي. وهي تتحمل الأرذل من أجل أن تكون حيث هي، فلقد نجت!ـ سمية: بنت الحسب والنسب الطنجاوي، بدورها لا تفلت من المحرقة، وبعد أن غرر بها ثري خليجي وجلبها في أمتعته إلي الأندلس لاذ بالفرار فألفت نفسها خادمة وطباخة في مطعم والتقت أزل الذي أعطــــاها صدرا ومتعة جنسية مفتقدة، فيما منحته هي أفانين من اللذة تعيد له الطمأنينة مخافة فقدان فحولته الرجولية مع المرأة، والتي يهدرها كل ليلة في فراش ميغل. ـ مليكة: التلميذة الطنجاوية الفقيرة، لا حيلة لها لمواصلة تعليمها فيلحقها أبوها بمعمل تشتغل فيه الفتيات لتقشير القريدس المنقول إلي أوروبا مصبرا، مما يتسبب في اهتراء أصابعهن وتلف جهازهن التنفسي مقابل دراهم معدودة. لا بديل لمليكة غير الحلم، وسطيحة بيت أختها من حيث تشرف علي الساحل الآخر المقابل، آه لو نبت لها في الليل جناحان لوصلت إلي خلاصها بدورها، وبدلا من ذلك ستموت ميتة ممضة وهي تحلم أنها هناك. ـ عباس: الفتوة الذي حرق كل السفن وراءه، مثل طارق بن زياد ولهدف مختلف، يصبح أزعر مالقة، هو مهاجر سري كالآلاف، بلا أوراق وبكل التدابير، إذ تجد عنده ما تشاء ولا يعف عن شيء ليبقي هنا ولا يُلقي به من جديد هناك، في جحيم بؤس الجنوب. ملاذ أزل حين تدور عليه الدوائر، ومعا سيذهبان إلي مصيرهما المحتوم، كل علي طريقته بَقدَرمشترك. ـ ناظم: التركي الحارق أيضا، مهاجر بلا أوراق، عشيق كنزة لتكون مطية للحصول علي الإقامة، المخادع لجهلها أنه متزوج وأب لطفلين. مثال إضافي لتضارب الحقيقة والوهم. ـ فلوبيرالإفريقي: الإفريقي المهاجر بكرامة، الباحث عن قريب له هاجرإلي أوروبا لكنه ضحّي بشرف القبيلة بسبب ديون معلقـــــة، ولا بد من عودته أو دفعها لغسل العار، وإذ يلتقيه عز العرب لا يفهم منطقه هو من أصبح عار المغرب بمنحه اللذة لمثيله، مقابل وطن محال.هؤلاء جميعا مرايا متقاربة ـ متباعدة لها سيرها أي حكاياتها الخصوصية تصب في السيرة المركزية للشخصية/ الشخص المختارنموذجا، نمطا لظاهرة تيمة لفهمها موضوعيا وكموضوع رسمَها لكي تتجـــــلي لبــــوسا روائيا، وهنا مربط خيلنا، خاصة مع الطاهر بن جلون قامــة روائية بين أجداد وأنداد. يشتغل الحرفي بأدواته، والروائي حرفي أو لا يكون أو يبطل عمله. وصاحب رحيل سعي لحبك وشبك قصته الموضوعة علي مقاس، والمصنوعة علي طرز، فوجّه مسيرها ومصيرها في خطوط طول وخطوط عرض، تمشي وحدها وتتقاطع مع غيرها، وفي السَّير تتكون البؤر وتُسرَد الحكاية التي ينبغي أن تشد إليها القارئ ليتابع فصولها بوصفها رواية، خاصة وأنها سليلة واقع يمكن أن يظهر أكثر روائية وجاذبية منها. من الشخص إلي الشخصية، من الواقع الفج إلي ما هو أكثر فجاجة باحتماليته، وخاصة من الجاهزالمعطي في تكرار حد التخمة والضجر مللا، هذا الذي أصبح عليه موضوع الهجرة القاتلة بقوارب الموتي إلي حد انتشاره ملء السمعي البصري في العالم كله. هنا قد يرد سؤال بسذاجة أو حسن نية، لم لا بمكر، أيضا: ماذا تستطيع الرواية أن تضيف؟ ماذا يستطيع الأدب عموما أن يضيف إزاء القسوة والفظاعة والتيه الإنساني/ اللاإنساني للإقناع وتمثل إشكالية شمال / جنوب، كما تبرزها الظاهرة المطروقة؟ لا يكفي أن نجيب أن الإبداع يقدم شهادته، إذ المطلوب أن تمتلك هذه الشهادة خصوصيتها ضمن رؤية وحَِرفية صاحبها أو تأتي كتابته تحصيل حاصل. لذا أقول إن الرواية لا تعمل بمنطق الإضافة الكمية، وإنما بمنطق فائض قيمة تركيب المعني واستبطان الإحساس، وهي تصبح بأسلوب عندما يتآخي الحدان في توأم فني.واحسب أن بن جلون المحترف واجه أسئلة من هذاالقبيل ورسم ككل صانع سيناريوهات مختلفة للفكاك من المآزق، في قلبها كيف تنسج سردا اليومي ينافسك كل لحظة في غرابته، غرائبيته المثيرة.ويبقي المأزق فاتحا فاه بفكين حادين، فـ رحيل قرأتَََها بالطول أو بالعرض، أي متريثا مثلي متربصا للانبثاق والإدهاش، تكاد لا تعطي أكثر من نَفَس المبذول كمعاني الجاحظ في الطريق، تلتصق بالموضوع لا بالرؤية، تجمع ما تفرق، تراكم الأشلاء والأنماط والكليشهات المعهودة حول هذه التيمة، تخلطها بتوابل، تنقعها بأفاويه، فلا تعلو في الأخيرعن مقاربة التوثيق، ومنظورالتحقيق؛ هذان ليسا عيبا في الرواية إن تقصّدهما الكاتب متوسلا للصناعة وصوغ الرؤية المخصوصة لعالم يُتمثل في خصوصية أشد علي غرار ما يسعي إليه بدأب وَنصَب صنع الله إبراهيم، أما وهما يظهران منتهي ما تبلغه الأداة الروائية، صنيع الروائي الإسباني خوان غاوتي صولو في رواياته الملتزمة، فهـــــي مسـألة أخري. لكأن الطاهر بن جلون، وقد استكمل جميع أوراق حياة وهلاك شخصياته التي بقيت خارج النص، وأنهي مرافعته عن فضيحة قوارب الموت والهجرة الفانية كخلاص وغيره، أحس بالفكين يضغطان عليه وسيفتكان بوليده الجديد ـ القديم إن لم يسارع إلي إنقاذ كتابته من مأزق التوثيق والتحقيق النافلين، ما دفعه إلي اقتراح نهاية ثانية علي النهاية الفاجعة لبطله وظلاله، في شكل صورة حلمية ( رؤيا) هي الباخرة الراسية في ميناء طريفة لتتوجه إلي عالم آخر وعلي متنها ميغل وكل الشخصيات يمتطونها بنزوع واستيهامات لا ـ توثيقية، فوق واقعية، لتمخر عباب الخيال في رحيل جديد، ربما ينقذ الطاهر بن جلون في رواية قادمة، ربما!كاتب من المغرب0