الصينيون يغزون نواكشوط ويفتحون 2500 محل تجاري في زمن قياسي
تجار غاضبون وشيوخ يعلّقون: هؤلاء ياجوج وماجوج المذكورون في القرآنالصينيون يغزون نواكشوط ويفتحون 2500 محل تجاري في زمن قياسينواكشوط ـ القدس العربي من عبد الله السيد:باتت الحوانيت الصينية والبقالات المطرزة بالكتابة الصينية التي تبيع شتي أنواع المواد الغذائية ومستلزمات الحياة، تشكل انشغالا كبيرا للموريتانيين الذين هالهم الانتشار السريع للدكاكين الصينية في بلدهم البعيد عن الصين. ويتضايق تجار المفرق في العاصمة الموريتانية نواكشوط من مزاحمة الصينيين لهم في بيع المواد المجزأة والضرورات اليومية. ويؤكد هؤلاء التجار أن انزعاجهم بسبب أن التواجد التجاري الصيني لم يقتصر علي الأحياء الراقية بل تجاوزها الي عمق الأحياء الشعبية.ولا يكترث الصينيون بالتضايق الذي يبديه التجار ازاءهم. ومن الحسنات ان الحاجز اللغوي يحول بينهم وبين منتقديهم والمتضايقين من وجودهم! لذلك فهم يواجهون المبتاع منهم والناقم علي حد سواء بابتسامة لا تزيد في عرضها ولا في طولها.والغريب في الدكاكين الصينية في موريتانيا أنها تستكمل مئات العمليات دون أي كلمة. فالعمليات تتم بالإشارات لأن الصينيين لا يفهمون اللغة المحلية. كما أن الموريتانيين لا يفهمون ولا يمكن أن يفهموا ما يسميه التاجر مولاي أحمد ولد سيدي الرطانة الصينية .يقول مولاي أحمد ان الصينيين هاجموا العاصمة نواكشوط دون إنذار وانتشروا حتي وصل عدد دكاكينهم في ظرف ثلاث سنوات الي 2500 دكان وبقالة. إلا أن ما يزعج تاجر المفرق الشيخ ولد الأمين الذي اضطر لإغلاق محله بسبب الصينيين هو أن هؤلاء يبيعون منتجات جيدة بأسعار منخفضة للغاية. أما المستهلكون في العاصمة نواكشوط فلا يرون بأسا في الإتجار الصيني ما دام يوفر المواد المطلوبة بأسعار في متناول الجميع. تقول السالمة بنت محمد الخارجة لتوها من بقالة صينية الحاجات التي نريدها موجودة، والصينيون مؤدبون ولا يظلمون ولا يغامرون في الأسعار .ويشدد لارباس ولد جدو علي أن الظاهرة الصينية تعكس تطورا كبيرا تشهده موريتانيا االتي يُفترض انها بعيدة جغرافيا وغير مغرية كوجهة للباحثين عن فرص عمل. لكن ولد جدو يري في البعد والهدوء عنصر جذب فيقول بلدنا آمن وهاديء والجميع يهربون الينا، حتي البعيدون .ومع كل هذا فالصينيون في العاصمة نواكشوط ينظر إليهم نظرة أخري. فهذا الشيخ سيدي محمد ولد الماجد يفسر الظاهرة بقوله هؤلاء الصينيون هم يأجوج ومأجوج المذكورون في القرآن وسوف ينتشرون كالجراد في الأرض .بين نظرة التجار الموريتانيين المنزعجين من وجود الصينيين المتزايد ونظرة أهل الغيب ممن يفسرون شؤون الحياة تفسيرا آخر، توجد الظاهرة الصينية التي يمتزج فيها القلق بالتعجب وبالعبرة بل وبأشياء أخري. ذلك ان تفانيهم في العمل وسرعة البديهة عندهم تلفت الانتباه وتجعل المرء يقف متأملا، خصوصا اذا كان هذا المرء في مجتمع يري في الصين آخر الدنيا من حيث البعد الجغرافي، علي الاقل.