الصفقة المستحيلة: الرئيس الضائع بين مؤسسة أبيه والمتغيرات الدولية

حجم الخط
0

الصفقة المستحيلة: الرئيس الضائع بين مؤسسة أبيه والمتغيرات الدولية

غسان المفلحالصفقة المستحيلة: الرئيس الضائع بين مؤسسة أبيه والمتغيرات الدولية كلما كان هنالك حراك عربي تجاه الأزمة السورية كلما كثر الحديث عن صفقة سورية أمريكية، والمثال الليبي يستخدم دائما كنموذج تاريخي وراهن لمثل هذه الصفقات، دون تحديد واضح هل فعلا كانت هنالك صفقة بين أمريكا وليبيا؟ أم أن هنالك رضوخا ليبيا من طرف واحد لشرط المجتمع الدولي وقراءة ليبية تستشرف المستقبل القريب والبعيد؟ وهل بشار الأسد كالقذافي؟وهل النظام السوري الحاكم هو كالنظام الليبي من حيث موقع القذافي فيه وموقع بشار؟ وهل الظروف الليبية كالظروف السورية بمعني هل الظروف السورية تشبه الظرف الليــبي علي كافة الصعد والمستويات؟ إن الصفقة التي لا تطال بنية النظام هي ليست صفقة بل هي تأجيل تكتيكي لمواجهة هي قائمة أصلا ولا يمكن حلها بحكم تعارض بنيوي. تعارض بنيوي بين الحدود التاريخية والإنسانية والعولمية وبين بني نظم متهتكة وشخصانية وديكتاتورية ولا تراعي الحد الأدني من الشفافية الاقتصادية والاجتماعية والمالية وحقوق الإنسان..الخ وبالتالي علينا التمييز بين نظام يريد الرضوخ الكامل للشرط الراهن والتكتيكي للمطروح عليه وبين صفقة بين طرفين ! هل كان النظام الليبي طرفا في صفقة أم رضخ تكتيكيا ليحفظ نفسه ونظامه بمنأي عن عــواصف الشرق الأوسط ؟والذي كان يدرك وهو الذي بات أقدم رئيس في الشرق الأوسط منذ عام 1969 وثاني أقدم رئيس بالعالم بعد فيدل كاسترو أنه ليس مطروحا علي الأولوية الفورية للضغط الدولي ورضخ لشروط تعتبر في جوهرها برانية ولاقيمة لها ـ أسلحة الدمار الشامل الليبية !! إنها النكتة ـ في عمل نظامه الذي يعتمد علي الريع النفطي في استمرار السيطرة العارية علي مقدرات الشعب الليبي ومصادرة حرياته. وصدق العرب نكتة أن النظام الليبي عقد صفقة وبدأت التحليلات العربية في هذا الموضوع وأخذت الإسقاطات علي النظم العربية الباقية خارج الصفقة. كالنظام السوري. ما الذي سيقدمه هذا النظام ويبقيه في كامل سيطرته علي آليات عمله القديمة ؟النظام الليبي :1 ـ لم يكن وسيبقي حتي أجل غير قريب علي جدول الأجندة الغربية وفي رأس أولوياتها بل كان في مؤخرة هذه الأجندة والتنازل الذي قدمه هو تنازل استباقي من طرف واحد.2 ـ وهو الذي يفتقد أصلا لأي نفوذ أقليمي أو تأثير في القضايا الأقليمية العالقة : فلسطينيا وعراقيا وإرهابيا.الخ فقد جردت منه هذه الأوراق قبل أن يقدم الورقة الأخيرة وهي أسلحة الدمار. 3 ـ والنفط لم يعد بإمكانه التلاعب به أبدا لأنه هو من يحتاج إلي ريعه أكثر مما يحتاجه الغـــرب خصوصا بعدما فقد السيطرة علي قسم من أرصدته الموجودة في البنوك الغربية، يحتاجه كي يستمر في تمويل نظامه الاستبدادي الــــذي يعتمد بشـــكل أساسي ورئيــــسي علي هذا المورد النفطي.4 ـ ما الذي جناه النظام الليبي من وراء هذه الصفقة، هل قوي نظامه أكثر مما كان مثلا؟ حتي علي شعبه فقد ضعفت سيطرته أكثر من السابق. 5 ـ والحيرة التي توقف المراقب جراء التحليلات العربية الكثيرة ولكن باتت هنالك عينة واضحة من هذه التحليلات وهي الغالبة :إذا تدخلت الحكومات الغربية وخصوصا الأمريكية ضد النظم الديكتاتورية : تهاجم من قبل المثقف العربي، وإن لم تتدخل في الضغط علي هذه النظم أيضا تهاجم، وإن عقدت صفقات تكتيكية بالمعني السياسي تجنبها فتح النار علي كافة الجبهات يتنطح المثقف العربي ليقول : رأيتم أنهم لايريدون الديمقراطية هاهم عقـــدوا صفقة مع القذافي.. ولهذا علي الأدارات الغربية والأمريكية خصوصا أن تشاور المثقف العربي قبل أن تمارس سياستها !! كي تعرف بالضبط ما الذي يريده هذا المثقف؟ وتتصرف تلك الارادات علي هدي نبوءات هذا المثقف لإنه تيه السلطة العربية.. قبل أن يكون تيه المثقف العربي.. تيه البقاء في بحر الفساد والقمع والتخلف والسيطرة علي الشعوب في زمن بات هذا الأمر مدانا علي كافة الصعد والمستويات، وغير فعال علي المـــدي الطويل نسبيا ومفارقة من باب العتب :المثقف المصري مثلا : ينادي بالديمقراطية في مصر ـ إبراهيم نافع ومصطفي بكري..الخ اللائحة طويلة ولا تنتهي ـ ويدافع عن النظام السوري ويمجد الرئيس مبارك في خطواته التي من شأنها أن تعيد إنتاج سيطرة النظام السوري علي رقبة الشعب السوري من جديد أكثر مما هو عليه، إنه الفصام الأكيد والذي لا نعرف ماذا نسميه.بل لايكتفي هذا المثقف بذلك بل يخون حتي من يريد معارضة النظام السوري في هذه المرحلة..الخ ـ راجع كل مقابلات مصطفي بكري، والأفتتاحية الأخيرة لإبراهيم نافع في الأهرام ـ حقائق خدام والإخوان المسلمين.النظام السوري :بين النظام الذي أرسي دعائمه الرئيس الراحل وورثه لأبنه وبين متطلبات الساحة الدولية والإقليمية يجد بشار الأسد نفسه ضائعا بين استمرار الشكل الأسدي في الحكم وبين المطلوب دوليا وإقليميا.! والصفقة التي يريدها المثقف القومي العربي لايمكن لها أن تتحقق لأن المطلوب هو:1 ـ أن يتخلي نهائيا وعلنا عن التحالف مع إيران وامتداداتها الإقليمية من حزب الله والجهاد الإسلامي في فلسطين..الخ 2 ـ أن يساعد في مكافحة الإرهاب الذي هو نفسه صدره إلي أفغانستان من قبل والعراق الآن. ويتخلي عن هذه الورقة وعائداتها نهائيا وإلي الأبد.3 ـ وأن يعقد صلحا مع إسرائيل .4 ـ أن يرفع يده عن آليات العمل الاقتصادي الحر في سورية، ويعيد هيكلة الاقتصاد بما يخدم أجندة العولمة.5 ـ قليلا من الانفراج السياسي السوري علي الصعيد الداخلي.6 ـ التعاون الكامل في قضية الحريري وكحد أدني تقديم أكباش فداء.7 ـ أن يتخلي نهائيا عن اللعب بالورقة اللبنانية.هذا المطلوب كحد أدني من النظام السوري؟ فهــــل هو قادر علي تلبيته ويبقي سيدا وعائلته في السيطرة علي سورية ؟أسئلة نتركها لحوار لاحق..كي نخرج من هذا التيه..ہ كاتب من سورية8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية