الصحافة الاردنية تعتبر الوطن البديل هاجسا حقيقيا الان.. كتاب التيار الاسلامي ينتقدون توقيت حماس واليساريون يدافعون عنها
رسائل تطمين للفقراء قبل رفع الاسعار.. والاجهزة الامنية تطارد ثلاثة مشبوهين من تنظيم القاعدة واشادة بالكشف عن مخطط تفجيرهاالصحافة الاردنية تعتبر الوطن البديل هاجسا حقيقيا الان.. كتاب التيار الاسلامي ينتقدون توقيت حماس واليساريون يدافعون عنهاعمان ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين: انشغلت الصحف الاردنية طوال الايام الثلاثة الاخيرة بالتحدث عن الانجاز الجديد لدائرة المخابرات العامة والمتمثل بالقبض علي اربعة اشخاص من جنسيات عراقية وليبية وسعودية كانوا يخططون لهجوم انتحاري ضخم علي منشأة مدنية لم يتم الافصاح عنها حتي الان، فيما المحت تقارير صباح الجمعة الصحافية الي ان السلطات تبحث عن ثلاثة اشخاص اخرين ضمن نفس المجموعة التابعة لتنظيم القاعدة فيما يعتقد علي نطاق اوسع بان المنشأة المقصودة قد تكون احد المجمعات التجارية الضخمة او محطة الكهرباء او مصفاة البترول الرئيسية في المنطقة.وحفلت الصحف الصادرة يومي الخميس والجمعة بالمقالات التي تشيد بأداء جهاز المخابرات العامة الذي قدم براهين وادلة وصورا حول مخطط التفجير الجديد، لكن هذه القضية لم تكن وحدها تحت الضوء الصحافي فاحتمالات رفع الاسعار والجدل المتواصل حول حركة حماس استمر التعبير عنه في الوسط الصحافي حيث اجتمع رئيس الوزراء بقيادات البرلمان وتم التمهيد لتطبيق خطة جديدة تحول دون تأثر الطبقات الفقيرة من قرارات رفع الاسعار المتوقعة قريبا. وبنفس الوقت ابرزت صحيفة الدستور احتمالات التغيير في الصف القيادي في جماعة الاخوان المسلمين حيث يفترض ان تنتهي مساء الجمعة انتخابات مجلس شوري الاخوان وحيث تتـــجه البـــوصلة الي الشيخ سالم الفلاحات ليكون مراقــــبا عاما للاخوان خلفا للشيخ عبد المجيد ذنيبات. وتابعت الصحف الاردنية ايضا اهتمامها بما يجري في العراق من حوادث تفجير كما تابعت الجدل المتواصل تحت العنوان الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة قبل ان تنشر جميع الصحف تقريبا التنقلات الجديدة التي جرت بين كبار الضباط في مديرية الامن العام علي خلفية ما حصل في سجن الجويدة جنوبي العاصـــمة عمان عندما تم احتجاز بعض رجال وضباط الشرطة من قبل سجناء تابعين لتنظيم القاعدة. وفيما توقع الدكتور فهد الفانك في صحيفة الرأي فوز حزب كاديما الاسرائيلي بالانتخابات المقبلة وتشكيل الحكومة برئاسة ايهود اولمرت اشار الي ان اولمرت وكاديما في طريقهما لتأسيس دولة فلسطينية بمواصفات حزب كاديما واعتبر الفانك ان خارطة الطريق تقود الي المجهول لانها تركت القضايا الاساسية للتفاوض مشيرا الي ان الانفراد الاسرائيلي في التحرك قد يناسب حكومة حماس لانه يعفيها من الجلوس علي مائدة المفاوضات وتقديم التنازلات لكنه لا يناسب الاردن لان المخطط الاسرائيلي يشكل خطرا مصيريا علي المصالح الاردنية، فمصلحة الاردن كما يقول الفانك تتطلب دولة فلسطينية قابلة للحياة والصمود سياسيا واقتصاديا لان الوطن البديل اصبح الان يشكل هاجسا حقيقيا.الحركات الاسلاميةوعلي صعيد الكتاب والمعلقين نبدأ بالكاتب الدكتور بسام العموش في صحيفة الرأي عن مقال يقارن بين الحركات الإسلامية حيث قال ان الحركات الاسلامية ذات توجهات متعددة، وكلها يرفع شعار الاسلام، ويدعي انه هو الصواب، وتتفاوت نظرة كل حركة الي الحركات الاخري، فهناك حركات عنيت بالشأن التربوي الصوفي التبليغي ولا تزال مستمرة في كثير من بلاد المسلمين والعالم وهي حركات او طرق بعيدة التأثير عن الشأن الحياتي والسياسي والاقتصادي والفكري والدعوي لانكفائها علي طقوس خاصة في حلقاتها الخاصة. رغم ان قسما منها وجدته الامة في مرحلة الاستعمار وكان لبعضهم سهم بارز في الجهاد الا ان الغالبية العظمي سلبية الاداء الاجتماعي والجماعي.وهناك حركات العناية بالشأن السياسي، بعضها يردد اقواله منذ اكثر من خمسين سنة يدعو للخلافة دون اثر يذكر علي ارض الواقع ولا رصيد شعبيا لها بل صارت جزءا من التاريخ الذي لا مستقبل له حزب التحرير .وهناك حركات الاخوان تعيش حالة المدافعة بينها وبين خصومها او مخالفيها، تكر وتفر، تظهر وتختفي، اذا فقدت لافتة بحثت عن اخري تعمل من خلالها لكنها لم تصل الي هدفها الرئيس وهو استاذية العالم رغم انها اثرت في الواقع الشعبي نوعا ما، كما تمتعت بتأثير متفاوت من بلد الي آخر في المجال السياسي. وقد نتج عنها او خرج منها افراخ هنا وهناك بعضهم ذهب ليبحث عن مصالح عبر صفقات بيع اللافتات، والبعض الاخر ذهب باتجاه التكفير والمصادمة الخاسرة. وحتي لا نبقي في العموميات ـ يقول العموش ـ اضرب مثالين فقط: حركة حماس الاخوانية التي استطاعت عبر بضع عشرة سنة ان تصل الي السيطرة علي السلطة الفلسطينية، فهو تقدم واضح يشير الي وصول فتح الي الشيخوخة، وهيام الناس بالاسلام، لكنه قد يكون الفاجعة ونحن في زمن الفواجع اذا لم تستطع حماس ان تعطي نموذجا في الاداء السياسي والاقتصادي.حماس والسلطةمع كل الاحترام لهذه الحركة الا انني اعتقد انها لم تكن موفقة في التوقيت، فقيادة السلطة التي لا تتمتع بالسيادة نتيجة الاحتلال ليس امرا سهلا، وخطاب حماس لا يناسب هذه السلطة، نعم يناسب الشعب او بعضه، لكنه لا يناسب الظروف الدولية والعربية والاسلامية.والحركة الاخري التي اسوقها مثالا هي الحركة السلفية الجهادية التي احترمها الناس يوم حملت السلاح وساندت جهاد الافغان لاخراج الروس المحتلين. لكن احدا لا يساندها في اثارة الفتن الداخلية في الاقطار الاسلامية من الدار البيضاء وحتي الرياض وعمان، لا يساندها احد حين تفتح لنا ملف السنة والشيعة وتعتبر هذا جهادا.وختم الكاتب قائلا: انني ادعو الحركات الاسلامية لوقفة حساب للمراجعة وعندها ستظهر المؤسسية وستظهر القيادة وستظهر الواقعية وسيظهر الممارسون للسياسة وسيتميزون عن اولئك الذين يرددون شعارات لا يقوون علي تطبيقها اذا صاروا هم السلطة.وخلافا لرأي الأخواني السابق الدكتور العموش عن حماس كتب اليساري جميل النمري في صحيفة الغد يقول: بقدر ما اختلفنا مع خطّ حماس في أوقات سابقة بقدر ما نقف معها الان. حماس تسير بشكل جيد، ولا ترتكب أخطاء، وتترك لخصوم الشعب الفلسطيني أن يتخبّطوا في مواقف متناقضة ومعيبة. وقد رأينا الرئيس عبّاس يدافع أمس بكل حرارة عن حماس ويقف معها ويشهد لها ويرفض ما تتعرض له من ضغوط ويعيد التذكير أنها هي التي تحترم الهدنة بينما الإسرائيليون يخرقونها كل يوم ويواصلون جرائمهم.الحقيقة إن الرئيس عبّاس انتزع إعجابنا بهذه الاستقامة والنزاهة الوطنيّة وهي شهادة له بأثر رجعي. فحين كان أيام الرئيس عرفات يتهم بسبب اعتداله كرجل الأمريكيين والاسرائيليين كان في الواقع يمارس قناعاته الصافية بما يراه مصلحة الشعب الفلسطيني من دون مراوغة أو مزايدة، وعمل بإخلاص من أجل انتخابات فلسطينية نزيهة، وفي موعدها، انطلاقا من قناعته وولائه لقضية الديمقراطية بوصفها خيرا وقوّة للشعب الفلسطيني، وها هو بعد أن أعطت صناديق الاقتراع الأكثرية لحماس يدافع عنها ويعمل من أجل ضمان استمرار تدفق الدعم والتمويل الدولي. والقناعات السياسية الأساسية هي التي تحرك عباس من دون أي ولع بالسلطة،. وقد كانت كوندوليزا رايس وكأنها خارج الزمان والمكان، بصورة مزرية، وهي تدعو ـ في مؤتمرات صحافية أثناء جولتها علي عواصم المنطقة ـ الحكومات العربية إلي مقاطعة حماس ومنع التمويل عن السلطة! هذا بينما كل التصريحات في المنطقة تتوالي عن التحضير لتعويض السلطة الفلسطينية عن نقص الأموال. والآن ها هي أوروبا تعلن عن دفعة من 120 مليون يورو للسلطة.أداء حماس ـ يقول النمري ـ جيد حتي الآن وقد تنجح في تشكيل حكومة وحدة وطنيّة إذا حصل اتفاق علي الخط السياسي للحكومة، والتوترات التي حدثت حول المناصب في التشريعي تبقي ثانوية مع أننا نسجل علي حماس أنها استولت علي كل المناصب في قيادة التشريعي والأصح، كما هو سائد في البرلمانات، أن تترك منصب نائب الرئيس لكتلة الأقلية، وحماس بحاجة لتوجيه رسائل تعكس روح الشراكة إضافة إلي رسائل الاعتدال والمسؤولية السياسية. فقراءوفي إطار اليوميات الساخرة التي يتميز بها الكاتب محمد طمليه في صحيفة العرب اليوم كتب الرجل عن ذكرياته :كنتُ ذات يوم تلميذاً في الابتدائي. كنت واحداً من قطيع بائس يذهب كل صباح الي المدرسة علي مضض، ولمجرد ان يتعرّض هناك لعمليات تنكيل يمارسها معلمون حاقدون للغاية: كان الجميع كذلك، فالأب متجهّم، والأم تشتم بوقاحة متناهية، والشارع مريب، وطاقم العائلة نام دون عشاء. لقد اكتشفنا الطبيخ في وقت متأخر نوعاً ما.. المدرسة بحد ذاتها عقوبة، والمدير شرس، ومربي الصفّ تلقّي هدية هي عبارة عن مطرق رمّان يضربنا به علي المؤخرات، ومراسل المدرسة جاهز عندما تقتضي العقوبة لاستخدام معدّات : الحبال في المقدمة. المجريات كانت توحي ان الغاية هي اجتثاث الطفولة من جذورها.أذكر انه كان طويل القامة، قوّياً، وهناك شرر يتطاير من عينيه. ادركنا حالاً ان الرجل ليس سهلاً، فجفلنا بصورة جماعية، وصرتَ لا تسمع سوي وقع قدميه الكبيرتين في الغرفة، ونبض قلوبنا في الصدور.لم يتكلم مطلقاً، بل ظل يرشقنا بنظرات سحقتنا تماماً. ولكنه تكلم اخيراً، ببساطة، هكذا: أنت. قف. اسمك الكامل، وبلدك، واسم أمك . فوجيء التلميذ بالطلب المتعلق باســــم الأم. فوجئنا جميعاً. كارثة. ان اســــم الأم عار وعيب ويمكن ان يجعل التلميذ ذليلاً الي الأبد. الـــولد مرتبك ومصعوق، والمعلم مصمم. ثم انفــجر التلاميذ في الضحك عندما قال الولد ان اسم أمه قطـــنة . وانفجرنا مرّة اخري عندما قال احدهم شيخة ، بهيجة ، فلحة و ذيبة …. وهكذا. وخــتم الكاتب قائلا: جاء دوري: من السخف ان اعـــترف بالحقيقة في هذا الجوّ الصاخب، مع قناعتي أن اســـم أمي معـتدل: حليمة . بقيتُ ساكتاً الي ان كرر المعلم الطلب بجلافة متناهية. فوجدتني أقول: سوسن . وندمتُ، وما زلت نادماً.