الشعر بقليل من عصير الليمون
عبد الكريم كاظمالشعر بقليل من عصير الليمونأيها الشاعرمثلما تدنو السماء من الأرضيدنو الشاعر من الشعرأتذكر ؟في تلك الأمسية الصيفيةبحدائق الاتحاد ببغدادتقدمت اليك بنصٍفأقرأتني اياهكنت تصغي بصمت ودماثةبعد أن أتممت عليك قراءتي تنفست الصعداءوأشرت باصبعك ملوحاً بسؤال …هل تعرف المسافة التي تفصل الشاعر عن الشعر ؟إنه الموتالوحيد الذي يقبعُ بينهماألا تري ؟جميعنا نتواطأ معهلنطلق الحياةوالصبواتثم همست بي ثانية:وماذا عن التناص ؟قلت :كلنا خرجنا من معطف السياب يا بن الحطاب أتعرف … بأنا غدونا خشباً لمواقد الشتاءونحاول ايواء الوقت الــ… ضاع منا أما انت …فلازلت تكتب بأصابعك ذاتهامانحاً القصيدةكل الوقت كل الجهد متسامياً فوق شتاءاتنا العاطلةمترفعاً عن كل المنافيمدركاً بيقينية اللحظة المملوءة بالشمسوالريح والأصدقاءإن هناك المزيد من القرنفللكتابة قصيدةوستقف أنت والقلم لتغالب معاً رحيق الورقة البيضاء……………………..أيُّ كلام لم يزل خارج المكانهو محض كلاممررنا عليه سيقولون لنا : هل فتشتموه ؟أجل …وكان غاصاً بالاحلام أنت تسأل عن الظلوأنا اسأل عن المعنيتري أما من شتاء آخر ؟مـدَّ يدك أيها المنفيفلقد سئمت التثاؤب ونبرة الكلامإلي متي تستمر المدارات ؟متي يختفي الدخان ؟متي تنتهي معارك الأعراق ويشرق وجه السيّد العراق ؟ياصديقي …ثمة رصيف يمتص التفاصيلليمضي بي إلي آخر السؤالمتي تكف عن الوخز، أعني الشعرسترد علينا ضاحكاً : عندما تضع القصيدة بيوضها فليس ثمة أحد بيننا يتكلم لغةأو يكتب لغة إن ما نفغله في الواقع هو إصدار الموجات الشعرية طبقاً لنوتة حزينةولكن فهم هذه النوتة هو الذي يمنح الدهشة شكلها المحدد قبل أن نتوقف في لحظة مالكي ننظر إليهابعينين مفتوحتينوذلك بالضبط هو ما نعنيه عندما نقول :الشعر بقليل من عصير الليمونطرابلس الغرب /شتاء / 1998 ہ شاعر من العراق يقيم في المانياملحوظة : إن الحروف تحتاج إلي وقت لكي تنضج فعندما قرأت المجموعة الشعرية للشاعر العراقي جواد الحطاب (شتاء عاطل) أثناء فترة وجودي في طرابلس الغرب هرعت كالمجنون أكتب هذه القصيدة، ولكن ثمة أمراً ما كان قد حدث لي جعلني أتوقف فجأة ومرت ملايين اللحظات وأنا أقف عارياً في فراغ حاد، متوحداً مع محنة البلاد ممنياً نفسي بفرصة إكمالها وكان لا بد ان يحدث هذا، فالقصائد مثل النباتات تحتاج إلي الضوء كي لا تبقي مطفأة. الواقع أن من يسلك طريق المنفي سيقضي عمره في جمع التجارب والكلمات … فالكلمات هي من أكثر أسلحة الحب الشامل حدة في مخاطبة الأصدقاء، الشعراء منهم وغير الشعراء وهذه القصيدة مهداة إلي الشاعر جواد الحطاب وهو يكتب الشعر ـ من بغداد ـ من منطقة الفخاخ المنصوبة علي طول القصيدة. 17/1/2006 ــ المانيا / شتوتغارت0