الشعب المصري نفسه يفرح !

حجم الخط
0

الشعب المصري نفسه يفرح !

الشعب المصري نفسه يفرح ! نقلت لنا كل الفضائيات العربية بلا استثناء الفرحة العارمة التي عمت أرجاء المحروسة بفوز مصر بكأس الأمم الأفريقية فلم تخلو محافظة من مظاهر الاحتفال والابتهاج حيث ألتف الجميع حول الحدث، وعلق البعض علي أن الفرحة مبالغ فيها خاصة أن دماء ضحايا عبارة الموت المسماة بالسلام 98 لم تبرد بعد وما زال أهالي المفقودين في حالة هلع.وباختصار تعود المصريون الهم، فهو جزء من حياتهم بل وأصبح العادي والطبيعي والمتوقع، مما جعل معظم القنوات التلفزيونية التي غطت مظاهر الاحتفال بالفوز تشير إلي أن المصريين كانوا في حاجة ماسة للفرح، بعد أن تلقوا إحباطات وصدمات كثيرة موجعة في ظل انتكاسات سياسات النظام المتتالية التي جعلت الأصفار تتوج كل المجالات، فما كاد المواطن المطحون يصدق نفسه عندما وجد شيئا يسعده بل واستكثر الفرحة علي نفسه حتي أن الإعلامي عمرو أديب عبر عن تلك الحالة عندما سأل احد المحللين الرياضيين هل كسبنا لأننا كويسين أم لأننا غلابة؟ البلد تعيش في حالة إحباط وأسي أكدها علاء مبارك نجل الرئيس عندما صرح ببراءة قائلا ان الشعب نفسه يفرح وكأنه يتحدث عن شعب مكتئب وحزين بسبب غامض ومجهول، مع انه لو كلف نفسه عناء تصفح اي جريدة لاكتشف أن صفحاتها لا تحوي سوي أخبار والده وأخبار الكوارث، ودون مجهود كان يمكنه استنتاج العلاقة بينهما.بالتأكيد كرة القدم رياضة شعبية محبوبة والفوز بكأس الأمم الأفريقـــــية حدث كبير يستحق الاهتــــمام، ولكن ما نالته المباريات من التفاف وتشجيع وتضــــــامن، وما ناله الفـــــوز من تقدير قد فاق الحدث، وجاء تعبيرا عن قوة الرغبة في النجــاح وشدة التشوق للفرح الذي كاد ينسي مـــــــع الزمن، فالمبــــاراة كانت الحدث الوحيد المتاح الذي يمــــكن أن يشارك فيه المواطــــن ويصدقه، فلا تزيف ولا تزوير و لا تبديل للصـــــناديق أو تعديل للـــــنتائج حسب الهوي، ولا تغيب أو تغيير لإرادة الجماهــــــير فأخيرا ستذهب أصواتهم ـ المشجعة ـ إلي حيث أرادوا وقلوبهم مطمئنة إلي أن الـــــنزاهة والشفافية والحيادية هـــــــذه المرة ليست مجرد كلمـــــات رنانة للاســــــتهلاك المحلي، بل حقيــقة واقعة أمام أعينهم في الملعـــــب لا يستطيع احد سرقتها من بين أيديهم.لبني حسن[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية