الشركات الفرنسية مهتمة بالاستفادة من الفرص المتنامية بالاقتصاد السعودي
الشركات الفرنسية مهتمة بالاستفادة من الفرص المتنامية بالاقتصاد السعوديالرياض ـ من كريستيان شيز:باريس ـ من ايمانويل سيرو:يشكل الاقتصاد السعودي المتنامي، بفضل فائض العائدات النفطية والذي فتح الافاق امام مشاريع جديدة ضخمة، عامل جذب للشركات الفرنسية التي بدات مؤخرا الاهتمام بالامكانيات الهائلة التي تزخر بها المملكة.ودلالة علي هذا الاهتمام الجديد يصطحب الرئيس الفرنسي جاك شيراك في زيارته الي السعودية التي يبدأها السبت، وفدا اقتصاديا فرنسيا رفيع المستوي خاصة من قطاع الدفاع (داسو وتاليس) والطاقة (توتال) والفنادق (اكور) والصناعة (الستوم) وحتي القطاع المصرفي (بي ان بي باريبا). كما يشمل الوفد المرافق لشيراك احدي مسؤولي تجمع ارباب العمل لورانس باريزو.ويقول رئيس البعثة الاقتصادية الفرنسية في السعودية جان كلود دوبيرو هناك ازدياد كبير في الاهتمام الذي تبديه الشركات الفرنسية الكبري .في السياق نفسه يقول ميشال دوبوا مدير الفرع السعودي لمصرف بي ان بي/ باريبا الفرنسي، وهو اول مصرف اجنبي (عدا المصارف الخليجية) يفتتح فرعا له في الرياض في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي يكفي النظر الي الارقام لكي نفهم .وكانت السعودية اعلنت في كانون الاول (ديسمبر) الماضي ان نسبة نموها وصلت الي 5.6% اضافة الي فائض ميزانية بلغ 55 مليار دولار للعام 2005.وبفضل عائدات النفط، ارتفعت القيمة السوقية لبورصة الرياض حيث تكتتب 78 شركة، بنسبة 116% خلال 2005 لتصل الي 660 مليار دولار.ونتيجة لهذه الفورة في العائدات النفطية، تقدر قيمة الاموال المستثمرة في المشاريع المتوقع انجازها خلال السنوات العشر القادمة بخمسمئة مليار دولار.اما ابرز هذه المشاريع التي اعلن عنها مؤخرا، فهي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في شمال مدينة جدة علي البحر الاحمر.وقد تم اختيار الشركة الاماراتية اعمار لبناء هذه المدينة بكلفة 26 مليار دولار، علما ان هذا المبلغ لا يمثل الا المرحلة الاولي من بناء المدينة. الي ذلك، تدرس السلطات السعودية فكرة انشاء خمس مدن اخري مشابهة.ويقول دوبوا في هذا السياق عندما ننظر الي الدول الخليجية الاخري، نري انها تحاول القيام بامور مدهشة مثل دبي الا انها تبقي في النهاية صغيرة معتبرا ان المارد الاقتصادي الحقيقي في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا هو السعودية.واختارت السعودية منذ سنوات قليلة الانفتاح علي المستثمرين الاجانب اذ قلصت عامي 2003 و2005 قائمة القطاعات المخصصة حصرا للمستثمرين الوطنيين.كما انشات السلطات عام 2000 هيئة رسمية خاصة لتعزيز الاستثمارات الاجنبية وهي الادارة السعودية العامة للاستثمارات.وتكللت هذه الجهود بدخول السعودية العام الماضي منظمة التجارة العالمية. وسيحظي الوفد الاقتصادي المرافق لشيراك بعرض مفصل من الادارة السعودية العامة للاستثمارات حول فرص الاستثمار في المملكة.واعرب دوبيرو عن امله بان تفتح هذه الزيارة الرئاسية اعين ارباب العمل الفرنسيين لكي يعرفوا ان الاوان قد آن ليثبتوا حضورهم هنا .يذكر ان العلاقات الاقتصادية بين فرنسا والسعودية ليست علي مستوي العلاقات السياسية بين البلدين. فهناك ستون شركة فرنسية فقط لديها استثمارات في السعودية بقيمة لم تبلغ الخمسمئة مليون دولار العام الماضي. اما علي صعيد التبادل التجاري باستثناء شراء الاسلحة ، فان حصة فرنسا محدودة جدا وهي في تراجع بحسب دوبيرو، لتصل الي 3.6% تقريبا.الا ان السعودية، وهي المستورد الاول للدواجن الفرنسية، لم تحظر حتي الآن استيراد الدواجن من فرنسا بالرغم من ظهور انفلونزا الطيور في هذا البلد.وبلغت قيمة الدواجن (اللحوم وغيرها) الفرنسية التي استوردتها السعودية العام الماضي 84 مليون دولار، اي ما يوازي قيمة الصادرات الفرنسية الي السعودية من عطور ومستحضرات تجميل.ويقول محللون ان الرئيس شيراك سيحاول اقناع المسؤولين في المملكة بشراء مقاتلات فرنسية من طراز رافال ونظام مراقبة الحدود ميكسا.وكانت مجموعة داسو اكدت في نيسان (ابريل) الماضي ان محادثات بهذا الشأن بين فرنسا والسعودية تجري بعد ان تحدثت الصحيفة الاقتصادية (ليزيكو) عن مشروع شراء 48 طائرة رافال الي جانب امكانية الحصول علي 48 طائرة اخري، تبلغ قيمتها الاجمالية ستة مليارات يورو.ورافال التي تعد برنامجا رائدا في الصناعة الدفاعية الفرنسية، طائرة قتالية متعددة الوظائف صممت في بداية الثمانينات وقادرة علي القيام بمهمات اعتراضية وهجومية علي الارض والاستطلاع وحتي القصف النووي.ولم تصدر فرنسا ايا من هذه الطائرات حتي الآن بعد ان اختارت سنغافورة في ايلول (سبتمبر) الماضي الطائرة اف-15 التي تنتجها المجموعة الاميركية بوينغ. لكن داسو تعتزم طرح طائرتها في مناقصة هندية.اما الملف الآخر، اي مشروع ميكسا لمراقبة الحدود، فقد قال بونافون انه سيبحث ايضا. وهو يشكل صفقة تبلغ قيمتها حوالي سبعة مليارات يورو علي مدي 12 عام لمجموعة الصناعات الدفاعية الالكترونية تاليس.ويقضي الاتفاق بتسليم المملكة 225 جهاز رادر لكشف اي تسلل بري او بحري او جوي علي امتداد الحدود السعودية التي يبلغ طولهـــــا خمسة آلاف كيلومتر، خصوصا مع العراق واليمن، وشبكة اتصالات وطائرات استطلاع وحوالي عشرين مروحية. وتحتل فرنسا المرتبة الثالثة بين الدول المصدرة للاسلحة بعد الولايات المتحدة وبريطانيا بـ12% من السوق العالمية لمبيعات الاسلحة. والسعودية من اهم زبائنها.وقال بونافون ان قيمة الواردات الفرنسية من السعودية التي تملك 25% من الاحتياطات النفطية العالمية تبلغ ثلاثة مليارات يورو سنويا مقابل 1.3 مليار من الصادرات الفرنسية الي المملكة.4