السيستاني يدعو لعراقٍ خالٍ من التدخلات الخارجية وإلى حصر السلاح بيد الدولة

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: وجّه رجل الدين الشيعي العراقي البارز، علي السيستاني، الإثنين، انتقاداً لاذعا للمجتمع الدولي إزاء عجزه عن فرض حلول ناجعة لإيقاف الحرب في غزّة ولبنان وتحييد المدنيين مما وصفها «مآسي العدوانية الشرسة» التي يمارسها الكيان الإسرائيلي، فيما دعا العراقيين إلى العمل على تحقيق مستقبل أفضل لبلادهم يكون فيه خالياً من الفساد والتدخلات الخارجية وحصر السلاح بيد الدولة.
وذكر مكتبه في بيان أصدره عقب استقبال محمد الحسان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها في العراق «يونامي» والوفد المرافق معه، في مقرّ إقامته في محافظة النجف.
ووفقاً للبيان فإن المسؤول الأممي قدم للسيستاني «شرحاً موجزاً حول مهام البعثة الدولية والدور الذي تروم القيام به في الفترة المقبلة، وفي المقابل رحّب السيستاني بحضور الأمم المتحدة في العراق وتمنى لبعثتها التوفيق في القيام بمهامها».

مستقبل أفضل

وأشار رجل الدين الشيعي إلى «التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق في الوقت الحاضر وما يعانيه شعبه على أكثر من صعيد» لافتاً إلى إنه «ينبغي للعراقيين – ولا سيما النخب الواعية – أن يأخذوا العِبر من التجارب التي مرّوا بها ويبذلوا قصارى جهدهم في تجاوز إخفاقاتها، ويعملوا بجدّ في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار».
ورأى السيستاني أن ذلك لا يتسنى «من دون إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات. ولكن يبدو أن أمام العراقيين مسار طويل إلى أن يصلوا إلى تحقيق ذلك، أعانهم الله عليه».
وفيما يخص الأوضاع الملتهبة في منطقتنا عبّر السيستاني عن «عميق تألّمه للمأساة المستمرة في لبنان وغزّة، وبالغ أسفه على عجز المجتمع الدولي ومؤسساته عن فرض حلول ناجعة لإيقافها او في الحدّ الأدنى تحييد المدنيين من مآسي العدوانية الشرسة التي يمارسها الكيان الإسرائيلي» حسب البيان.
في حين أعلن الحسّان، اتفاقه مع المرجع الديني الشيعي الأعلى في النجف، على العمل المشترك لتعزيز مكانة العراق وأمنه.
وقال في مؤتمر صحافي في أعقاب اللقاء، «تشرفت بلقاء السيستاني واستمعت إلى حكمته ورؤاه للمنطقة والعراق» مضيفا: «تعلمون مكانة السيد في العالم الإسلامي والعالمي، وأنا سعيد بهذا اللقاء».

انتقد عجز المجتمع الدولي عن تجنيب المدنيين العدوان الصهيوني

وأشار إلى اتفاقه مع رجل الدين الشيعي البارز على «العمل المشترك على تعزيز مكانة العراق» لافتا إلى أن «السيستاني طلب مني تنفيذ الأولويات بما هو لمصالح العراق».
كما استدرك ممثل الأمم المتحدة في العراق قائلاً: «نحن لا نقبل بأي مساس بمقام المرجعية، ومشورة السيد السيستاني تحظى باحترام المبعوثين الخاصين» لافتاً إلى أنه خلال اللقاء أكدنا أن «الأمم المتحدة ستستمر في دعم العراق».
ووفق الحسّان، فإن «السيد السيستاني توقع أن يعزز العراق علاقاته مع جيرانه، كما نحن ملتزمون في دعم الأولويات للعراق ولا نتدخل إلا في المشورة». وتعليقاً على بيان السيستاني، أعلن «الإطار التنسيقي» الشيعي ترحيبه ببنوده وترجمتها إلى خطوات عملية.
وأصدر «الإطار» بياناً صحافياً ذكر فيه: «نُرحب بالبيان الصادر عن مكتب المرجع الأعلى سماحة السيد السيستاني (دام ظله) عقب استقبال سماحته رئيس بعثة يونامي في العراق» معربا عن تقديره «العميق لما يصدر عن المرجعية العليا في النجف الأشرف، ونؤكد التزامنا الكامل بترجمة توجيهات سماحته إلى خطوات عملية تعكس تطلعات شعبنا».
ودعا جميع المشاركين في العملية السياسية «للعمل على تجسيد المبادئ التي أكد عليها سماحته، وفي مقدمتها ضرورة اعتماد الكفاءة والنزاهة في اختيار القيادات، ومنع التدخلات الخارجية بكل أشكالها ومستوياتها، وتكريس سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، والتصدي الحازم لآفة الفساد».

وثيقة مبادئ

كذلك، دعا ائتلاف «النصر» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، لاعتماد توجيهات الإمام السيستاني كوثيقة مبادئ للعمل السياسي.
وذكر الائتلاف في بيان، بأنه «يعلن تأييده الكامل لتوجيهات سماحة الإمام السيستاني القاضية بمنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ويرى فيها مبادئ كبرى تحفظ مصالح الشعب والدولة».
وأضاف: «أننا نرى في تأكيد سماحته على(إدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية، ومكافحة الفساد على جميع المستويات، جوهر الإصلاح المنشود الذي ينبغي العمل به لضمان الإدارة الصالحة والفاعلة للدولة ومؤسساتها».
ودعا «النصر» جميع القوى السياسية إلى «اعتماد توجيهات سماحته كوثيقة مبادئ ينتظم من خلالها عمل وأداء القوى السياسية بعيداً عن المغامرة والفوضى والفساد، وحفظاً للمصالح الوطنية العليا».
كذلك، أعرب تحالف «العزم» السنّي بزعامة مثنى السامرائي، عن دعمه الكامل لما صدر عن السيستاني حول إدارة البلد بمبادئ الكفاءة والنزاهة، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد، في ظل التحديات التي تواجه العراق.
وأكد المكتب الإعلامي للتحالف في بيان على «تأييده التام لمواقف سماحته تجاه الأوضاع الإقليمية، وخاصة المأساة في لبنان وغزة، داعياً المجتمع الدولي للتحرك لحماية المدنيين».
وشدد التحالف على أهمية «التزام القوى الوطنية بهذه التوجهات لتحقيق مستقبل أفضل للعراق ينعم فيه الجميع بالأمن والازدهار».
وزاد: «نغتنم الفرصة لنعرب عن ترحيبنا بممثل الأمين العام للأمم المتحدة ونبارك له تسنمه هذا المنصب، متمنين له التوفيق والنجاح في أداء مهامه».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية