السيد نصرالله وفتح جبهة الجولان

حجم الخط
94

اعلن السيد حسن نصر الله ان الرد السوري على اي عدوان اسرائيلي سيكون ردا استراتيجيا من ذي شقين: الاول يتمثل في تزويد حزب الله باسلحة حديثة متطورة، والثاني فتح جبهة الجولان امام المقاومة الشعبية السورية، واكد ان حزبه سيقف مع هذه المقاومة وسيدعمها وينسق معها حتى يتحقق التحرير.
من الطبيعي ان يقف السيد نصر الله مدافعا عن النظام الذي دعمه في كل حروبه ضد اسرائيل وزوده بالاسلحة والعتاد، وان يكرر مقولاته حول الرد الاستراتيجي وليس الرد العاطفي على العدوان الاسرائيلي الاخير الذي استهدف مخزنا للصواريخ الحديثة، اي من خلال اطلاق عدد من الصواريخ على اهداف اسرائيلية فقط.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو حول تأخر هذا الرد الاستراتيجي طوال السنوات الماضية، وعدم فتح جبهة الجولان امام المقاومة الشعبية لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي الجاثم على هذه الارض العربية السورية لاكثر من اربعين عاما.
هناك مثل يقول ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي ابدا، ولذلك فان المأمول ان تبدأ المقاومة الشعبية التي تحدث عنها السيد نصرالله باسرع وقت ممكن، ليس للرد على المشككين او الذين يصطادون في الماء العكر، وانما لان هذا واجب وطني كفلته كل القوانين والمعاهدات الدولية.
لا نستطيع ان نوجه اي لوم للسيد نصر الله والمقاومة الاسلامية اللبنانية التي يترأسها، فسجلها حافل بالانجازات والانتصارات، فقد حررت جنوب لبنان من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000 واجبرت ايهود باراك رئيس الوزراء في حينها على سحب قواته هروبا من الخسائر البشرية والمادية الضخمة التي تكبدتها، كما ان هذه المقاومة تصدت ببسالة للعدوان الاسرائيلي الذي استهدف لبنان صيف عام 2006 وكبدته خسائر ضخمة وحطمت اسطورته كجيش لا يقهر.
الآن هناك توجه لتفعيل جبهة الجولان وتحويل سورية كلها الى جبهة مقاومة للاحتلال الاسرائيلي، ولا شك ان هذا التوجه اذا ما جرت ترجمته عمليا على ارض الواقع سيغير معادلات كثيرة في المنطقة العربية شريطة ان لا يكون تكتيكيا او وقتيا. فاسرائيل طغت وتجبرت وعاثت في الارض فسادا وقتلا واستيطانا وتهويدا للمقدسات بسبب توقف المقاومة وجنوح العرب لسلام كاذب ومضلل.
ليست جبهة الجولان فقط التي يجب ان تفعّل وانما كل الجبهات العربية الاخرى بما فيها جبهة الجنوب اللبناني والاردن والضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء طالما ان الاسرائيليين يرفضون مبادرات السلام العربية، ويسخرون منها، ويحتقرون مقدميها والمطالبين بتطبيقها.
الهيمنة الامريكية على المنطقة العربية، ووجود حكام عرب مستسلمين لها، وتراجع اعمال المقاومة، كلها اسباب اوصلت المنطقة الى حال الهوان والضعف التي تعيشها حاليا، فلا الاراضي والمقدسات العربية تحررت، ولا المواطن العربي حصل على الحد الادنى من حقوقه المشروعة في الكرامة والعدالة وحقوق الانسان والمساواة في الحقوق والواجبات.
قبل الحديث عن المقاومة ومواجهة المشروع الاستيطاني الاقصائي الاسرائيلي الامة العربية تحتاج الى مصالحة بين مذاهبها وطوائفها واعراقها، والتوصل الى حل سياسي في مناطق التوتر، وسورية على وجه الخصوص، مصالحة توقف سفك الدماء وتحقق التغيير الديمقراطي الذي تثور من اجله الشعوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الشعوب العربية:

    مليون تحية الى المقاومة العربية الاسلامية في لبنان سيبقى حزب الله مقاوما عربيا اصيلا مرغ رأس العدو الاسرائيلي في التراب عدة مرات وهذه شهادة لا تحتاج الى ابواق فتنة الحاقدين . حزب الله حزب مقاوم كما يؤمن الكثيرون فهو مقاوم في الميدان ضد العدو الصهيوني رغم انف ابواق الطابور الخامس اذناب الناتو المستعمر بينما الاخرون قاعدون يثرثرون بالكلام الفارغ . العرب الشرفاء لا يتكلمون بغير هذا الكلام

  2. يقول Saad:

    عندما تكون لدينا رويه مشتركه ونتحرر من الجهل المعشش في عقول الكثير منا نستطيع تحقيق ما قد يبدو مستحيل …الكثير من التعليقات تنفي قدره البعض علي فهم حجم وعمق التأثير المعادي علي مواقفنا فقد فقدنا القدوه علي التحليل واصبحنا وعن طيبه خاطر تبخس قياداتنا حقها بالفكر والعمل الاستراتيجي فاصطففنا مع الغير من حيث لاندري …مشكلتنا ان كل منا يفتي بالذي يفهمه والذي لايعية …لتقوم لنا قاءمة دعونا نصلي من اجل القرار القيادي الصاحب وندعم كل من موقعة العمل القيادي الصاءب والسلام عليكم

  3. يقول مهند:

    اللي بجرب لمجرب بكون عقله مخرب انضرب بالبيدر شو صار سنرد ونزلزل الأرض تحت اقدام اسرائيل عالفاضي ونضرب مرة تاني في البيدر وبالصاحب وبو كمال واخرها وليس اخرآ بدمشق وقاسيون وشو صار كلام انشائي

  4. يقول دحمان:

    يقال أن العربي قد اكل لحم الابل فانتقلت اليه عدوى الحقد و حب الانتقام كما هو في سلوك الجمل .
    مثل ذلك الحقد يحمله المواطن السوري عن دولته التي أخطأت في حماه سنة 1982 باسرافها في القتل .
    الصهاينة يعرفون سلوكاتنا الغريزية المائلة الى الحقد و الى التصورات الفرويدية لذلك كانوا يبرمجون هذه الثورات على طريقة هنري ليفي .
    نحن في الجزائر نحب لحم الخروف ننطح برؤسنا نقتل او نقتل لاجل ديننا لكننا لا نحمل الحقد لهذا فشل هنري ليفي عندنا .
    قتل منا في عشر سنوات ما لم يقتل في ليبيا و سوريا و مصر و تونس مجتمعة لكن زيتنا في دقيقنا و اخوك اخوك لا يغرنك صديقك .
    أعتبر ان حزب الله قد ابدع طريقة جديدة في القتال و الصمود جمع فيها بين الاستغلال الجيد للميدان الجبلي الغابي من جهة و التحكم و الاستخدام الجيد للسلاح والاستطلاع مع تفادي الصراعات الداخلية العقيمة .
    الجولان ميدان مناسب لطريقة حزب الله و اذا فتحت فمنها ستكون بداية النهاية للمشروع الصهيوني الاستيطاني .

1 7 8 9

إشترك في قائمتنا البريدية