السودان: أكثر من 800 ألف مدني محاصرون وسط المعارك في الفاشر

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

الخرطوم ـ «القدس العربي»: تتواصل التحذيرات من تصاعد العمليات العسكرية في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط تلويح دولي مستمر بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات والفظائع في حرب السودان المندلعة منذ أكثر من عام.
وتدخل المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الحركات المسلحة من جهة والدعم السريع والمجموعات الموالية له من الجهة الأخرى في العاصمة التاريخية لإقليم دارفور يومها الخامس على التوالي رغم التحذيرات من الكلفة الباهظة لمعركة كبيرة مرتقبة في الفاشر.
وقالت غرفة طوارئ معسكر «ابوشوك» للنازحين بالفاشر إن القصف المدفعي المكثف الذي نفذته قوات الدعم السريع على المعسكر، الأحد، تسبب في مقتل خمسة أشخاص وإصابة 23 آخرين بإصابات متفاوتة معظمها في الرأس والرقبة والصدر.
وحسب وزارة الصحة في إقليم دارفور، قتل 38 شخصا وأصيب 280 خلال المواجهات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم في الفاشر.
وقال المتحدث باسم حركة جيش تحرير السودان الصادق علي النور إن قوات الدعم السريع قامت بتنفيذ هجوم جديد على الفاشر صباح أمس الثلاثاء، متهما إياها بإطلاق صواريخ ومدفعية ثقيلة على أحياء مأهولة بالسكان المدنيين.
وأضاف أن الهجوم استهدف، مؤسسات مدنية ومستشفيات ومرافق عامة وراح ضحيته عدد من المدنيين من النساء والأطفال وأصيب العشرات بجروح خطيرة.
وأفاد شهود عيان بانتشار قناصين في النواحي الشرقية والشمالية للمدينة، مؤكدين سقوط ضحايا إثر القصف المدفعي الثقيل في حي دار السالم الواقع شرق المدينة حيث تتمركز قوات الدعم السريع ويتبادل الجانبان الهجمات.
ولوح الاتحاد الأوروبي باستخدام أدواته بالكامل، بما في ذلك العقوبات المستهدفة لوقف ثقافة الإفلات من العقاب في البلاد والتحرك نحو حل سلمي للصراع.

الاتحاد الأوروبي يلوح بإقرار عقوبات ضد مرتكبي الانتهاكات

وفي بيان مشترك أدان ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي جوزيب بوريل ومفوض إدارة الأزمات يانيز لينارسيتش الهجمات في الفاشر.
وقال إن تكثيف القتال في ضواحي مدينة الفاشر وداخلها يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي أصلاً ويترك تأثيراً مأساوياً على المدنيين.
وندد بالهجمات العشوائية من كلا الجانبين، بما في ذلك على مستشفى بابكر نهار للأطفال، مبديا قلق الاتحاد الأوربي البالغ إزاء نقص الإمدادات الطبية والأدوية في مستشفى الفاشر الجنوبي، وهو المستشفى الوحيد العامل في الولاية بأكملها.
وذكر أن أطراف النزاع تمنع إيصال المساعدات وتحرم أكثر من 800 ألف مدني محاصرين في الفاشر من المساعدة منذ أبريل/ نيسان من العام الماضي.
ونوه البيان الأوربي إلى التزامات الجانبين بموجب القانون الإنساني الدولي بحماية المدنيين، لافتا إلى أن منع الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي، وقد يصل إلى تصنيفه جريمة حرب.
وطالب كذلك، أطراف النزاع السماح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وغير مشروط ودون عوائق إلى كامل الأراضي والسكان، مضيفا: « لقد روعنا أن نقرأ من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه حتى الآن، لم تصل سوى 39 شاحنة إنسانية إلى الفاشر، مما يحد بشكل كبير من تدفق المساعدات ويحرم مئات الأشخاص المحتاجين من المساعدة المنقذة للحياة».
وحث الأطراف المتحاربة على إنهاء النزاع المسلح في جميع أنحاء السودان ووقف تصعيد الأعمال العدائية حول الفاشر، مؤكدا على التزام الاتحاد الأوربي بضمان محاسبة أولئك الذين يرتكبون الفظائع، والقادة الذين يعيقون إيصال المساعدات الإنسانية ويفشلون في التزاماتهم بحماية المدنيين.
بالتزامن، تلقى رئيس مجلس السيادة السوداني، القائد العام للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، اتصالا هاتفياً من المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك.
وحسب المجلس السيادي السوداني، أكد البرهان التزام حكومة السودان بقضايا حقوق الإنسان وبكافة المواثيق والعهود الدولية التي تحفظ حقوق الإنسان.
وقال إن القوات المسلحة السودانية تعمل باحترافية ومهنية وتستند إلى قوانين راسخة تتسق مع الأعراف والمواثيق الدولية التي تحفظ حقوق الإنسان وتعمل على حماية المدنيين.
وأكد استعداد السودان للتعاون مع المفوضية مبدياً ترحيبه بزيارة الخبير المستقل لحقوق الإنسان في السودان.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية