السودانيون المختطفون في العراق يصلون الخرطوم.. ومنظمات انسانية مصرية تحتج علي ترحيل طالبي اللجوء

حجم الخط
0

السودانيون المختطفون في العراق يصلون الخرطوم.. ومنظمات انسانية مصرية تحتج علي ترحيل طالبي اللجوء

السودانيون المختطفون في العراق يصلون الخرطوم.. ومنظمات انسانية مصرية تحتج علي ترحيل طالبي اللجوءالخرطوم ـ القدس العربي ـ من كمال حسن بخيت: لا زالت قضية اللاجئين السودانيين الذين فُض اعتصامهم بالقاهرة تتصاعد داخلياً وخارجياً بعد قرار الحكومة المصرية ترحيلهم وبالامس احتجت منظمات مدنية مصرية علي قرار الترحيل بينما وصل مطار الخرطوم في الساعات الأولي من فجر امس (الأربعاء) السودانيون الخمسة الذين كان قد تم اختطافهم في بغدد وتم إطلاق سراحهم لاحقا بينهم السكرتير الثاني بسفارة السودان لدي العراق عبدالمنعم محمد التوم وأربعة مستخدمين محليين بالسفارة هم مبارك محمد علي الرضي، الراوي أحمد، صلاح محمد علي وعبد العظيم أحمد عبدالله.ورحب السفير إبراهيم فقيري ممثل وزارة الخارجية الذي كان في استقبالهم بمطار الخرطوم بالعائدين، وقال في تصريح لسونا إننا نحمد الله كثيراً أن وفقنا في حقن دماء أبناء أعزاء من هذا الوطن، الذين كانوا يدافعون ويذودون عن هذا البلد ونتمني أن تكون دائما قراراتنا صائبة ما دمنا نسير علي كتاب الله ونهج رسوله. وقد كان في استقبال المختطفين الذين قدموا علي متن الخطوط الجوية الملكية الأردنية أسرة وزارة الخارجية وأسرهم.وفي القاهرة احتجت منظمات حقوقية مصرية امس الاربعاء علي الترحيل القسري لطالبي اللجوء واللاجئين السودانيين. وانتقدت ست منظمات لحقوق انسان في بيان مشترك اقدام السلطات المصرية علي الترحيل معتبرة انه يتنافي مع مبدأ عدم الاعادة القسرية الذي نصت عليه اتفاقية جن/يف للعام 1951 . وتم توقيع هذه الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين في 1951 في جنيف. وهي تشكل المرجعية الاساسية للقانون الدولي في ما يتعلق باللاجئين. واعلنت السلطات المصرية الثلاثاء انها تستعد لترحيل 650 من طالبي اللجوء السودانيين الذين احتجزوا بعد قيام الشرطة بفض اعتصامهم بالقوة الجمعة الماضي في احد ميادين القاهرة ما اسفر عن سقوط 27 قتيلا. ووقع البيان مركز الجنوب لحقوق الانسان ومركز النديم لضحايا التعذيب والتاهيل النفسي ومركز الارض لحقوق الانسان وجمعية المساعدة القانونية والسبطة العربية لمعلومات حقوق الانسان ومركز حقوق الطفل المصري. وقال البيان ان الادعاء بان ترحيل السودانيين يتم بناء علي رغبتهم لا يقلل من خطورة الموقف حيث ان عمليات العودة الطوعية للاجئين ينبغي ان تتم تحت رعاية المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وبتوفير الضمانات الكاملة للعودة بسلام وبكرامة الي بلادهم . ودعت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين في القاهرة اسبريت فان جنديرين ستيوارد السلطات المصرية الي عدم ترحيل السودانيين والسماح للمفوضية العليا للاجئين بزيارة المعسكرات التي تم احتجازهم فيها للتحقق من الظروف التي يقيمون فيها.وفيما امرت النيابة في مصر بتسليم الجثث التي تم التعرف عليها الي ذويها، ومواصلة البحث في هوية بقية الضحايا من اللاجئين السودانيين كشفت المتحدثة باسم المفوّض السامي لمفوضية اللاجئين أسبريت ستيوارد عن اتصالات موسعة قالت انها تجري حاليا مع المسؤولين المصريين وذلك لاعطاء المفوضية الفرصة للالتقاء باللاجئين وقالت المتحدثة في المؤتمر الصحافي الذي عقدته أمس بمقر المفوضية انهم شددوا علي ضرورة عدم ترحيل اي لاجئ قبل التحقق من هويته لمعرفة اذا ما كان يدخل في نطاق عمل المفوضية من عدمه.ونفت اسبريت نفيا قاطعا نقل اي لاجئ وترحيله الي السودان حسبما رددت بعض الصحف ذلك مؤخرا، معربة عن استغرابها لما تردد حول ترحيل عدد كبير من اللاجئين بطائرات مصرية الي السودان، مؤكدة انه لم يصل الي المفوضية اي تقارير تفيد بترحيل اي لاجئ من قبل موظفي المفوضية في السودان.وحول مطالبة المعتصمين باعادة توطينهم في بلد ثالث بصورة جماعية قالت ان هناك استحالة في هذا الأمر، مبينة أن هناك أكثر من 3 ملايين سوداني بمصر من بينهم 24 ألف لاجئ مسجلين في المفوضية.وقالت اسبريت ان المفوضية قد عملت لمئات الساعات مع قادة الاعتصام في تفاوض طويل للوصول الي اتفاق، واشارت الي الاتفاق الذي توصلت اليه المفوضية مع اللاجئين في السابع عشر من كانون الاول (ديسمبر) الماضي، مؤكدة ان عددا كبيرا من طالبي اللجوء رفض الاتفاق.واشارت اسبريت الي أنه لم يتم من قبل ترحيل أو اضهاد أي سوداني في مصر، موضحة أن السلطات المصرية أخرجت عددا كبيرا من اللاجئين وأن المفوضية قامت بتقديم مساعدات لهم عن طريق الكنائس وزيارة المصابين بالمستشفيات.من جانبه أعرب الفنان المصري عادل امام سفير النوايا الحسنة لشؤون اللاجئين عن بالغ حزنه للنهاية المأساوية التي انتهي بها اعتصام اللاجئين في المهندسين، مرجعا ما حدث لهم بأنه سوء حظ حيث قال: أعتقد أن ماحدث كان سوء حظ وأن وزير الداخليه المصري لم يصدر أوامره باستخدام القوة المفرطة في انهاء الاعتصام، وما حدث هو مصادمات بين قوات الأمن واللاجئين، وهذا لا بد أن يكون له ضحايا موضحا ان هناك تحقيقات في الحادثة تجريها السلطات المصرية حـول المسألة.وكشف عادل إمام عن وجود تهديدات وصلت الي موظفي الأمم المتحدة بعد الحادث والي منظمة الكاريتاس وبعض الكنائس للانتقام منهم لما حدث. وقال امام ان اللاجئين في مصر يعيشون عيشة المواطن، معتبرا ان هذا كرم مصري خالص، واوضح أن مسألة اعادة التوطين توضع بشروط واليات محددة مشيرا الي ان المفوضية اعادت توطين اكثر من 17 الف لاجئ كانوا يقيمون في مصر.واكد علي حزن الشعب المصري لما حدث وقال نحن جميعا نشعر بضيق، ولكن اللاجئين في مختلف دول العالم يعانون من ظروف انسانية بالغة الصعوبه ودعا الدول الغنية في العالم لمساعدة الدول الافريقية الفقيرة، معربا عن أسفه لعدم قيام الدول العربية الغنية بالتبرع. للدول العربية الفقيرة التي تحتاج الي الدعم والمساعدة.وفي الخرطوم قالت مصادر مطلعة بان وفدا فنيا يضم ممثلين لوزارتي الخارجية والداخلية من اعضاء اللجنة الوزارية التي شكلتها الحكومة لمتابعة استقبال اللاجئين السودانيين الذين كانوا معتصمين بوسط العاصمة المصرية سيتوجه الي القاهرة لتفقد اوضاع اللاجئين في المعسكرات الثلاثة التي تم نقلهم اليها عقب اجلائهم من مكان الاعتصام بميدان مصطفي محمود بوسط المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية