الزعيم الحق هو الذي يحس باشتياق الناس الي التغيير السياسي والاجتماعي

حجم الخط
0

الزعيم الحق هو الذي يحس باشتياق الناس الي التغيير السياسي والاجتماعي

الزعيم الحق هو الذي يحس باشتياق الناس الي التغيير السياسي والاجتماعي يحسد ساسة شارون علي شخصيته العامة كزعيم نسيج وحده ويتعبهم التفكير في مصادرها. الي جانب الحضور الذاتي القوي، الذي يصعب حل خفاياه، يمكن ان نشير الي السر الظاهر للزعامة السياسية. تسهل الاشارة ويصعب التحقيق. ان اولمرت، وليفني، ومؤيديهما سيفحص عنهم بقدرتهم علي الاستمرار في اجراء صاغته قيادة شارون واستنفاد الطاقة الكامنة فيه. نتنياهو، الذي كشف عن قيادة اقتصادية شجاعة، فشل فشلا ذريعا في الحلبة الوطنية، العامة. اما عمير بيرتس فلا يستمد ابدا من المادة السياسية الملائمة. كلاهما يركب امواجا دهماوية غابرة.الزعامة الوطنية مصحوبة بالاستعداد للمخاطرة في فقدان القاعدة السياسية الموجودة وتعرف مصادر تأييد عام واسع في التيار المركزي. يستطيع القائد الوطني تصييره من طاقة واعدة الي حقيقة سياسية: اخراجه من القوة الي الفعل بجرأته علي حفز اجراء، يعلم الجمهور في سويداء قلبه أنه يحتاج اليه لضمان احتياجاته الوطنية. يحتاج زعيم كهذا الي أن يواجه جماعات فئوية ذات خبرة عظيمة مصممة علي احباط اجراء وطني يضر بمصالحها الراسخة. اذا ازالت هذه الجماعات من تحت رجليه قاعدة التأييد السياسي الموجودة، فان ذلك الزعيم يحتاج الي أن يصوغ هذه القاعدة من جديد، اعتمادا علي التأييد الذي يضمنه له الجمهور العريض عندما يبرهن علي أنه عاقد العزم علي تقديم سياسته. في أيام شارون تمكن الاشارة علي الاقل الي اربعة مجالات نجحت فيها زعامة وطنية في أن تواجه جماعات مصلحة فئوية، قامت في المفارق الحساسة لاتخاذ القرارات. في ثلاثة منها حدث تحول عميق، وفي الرابع أُُلجيء النظام الفئوي الي الدفاع عن نفسه.افصح التغيير العميق عن نفسه بالانفصال الذي يفضي الي تقسيم البلاد بمبادرة اسرائيل، بالرغم من مقاومة المستوطنين الشديدة واليمين الواضح في الحزب الحاكم وفي الائتلاف. المجال الثاني هو ازالة الحريديين (شاس في الاساس) عن موقف السيطرة والابتزاز الذي استطاعوا التأسيس في سني التسعين، برغم اغراء حطم التعادل السياسي الذي يهدد استقرار حكومات اسرائيل كلها، بهم.والثالث هو التحول الاقتصادي، الاجتماعي لنتنياهو، الذي اعاد اسرائيل الي سبيل نمو في الانتاج والعمل، برغم دهماوية جماعة الضغط الاجتماعية . والرابع الذي لا يزال لم يحسم فيه، ابتدأ بمحاولة وزيرة العدل تسبي لفني كف جماح املاءات المحكمة العليا، التي اصبحت في واقع الامر، تحت ستار سلطة القانون ، حاكم اسرائيل غير المنتخب. الطاقة الكامنة للتأييد العام للتحول كانت موجودة: والزعامة هي التي نجحت في تحقيقها. لم ترد الكثرة ان تترك لقلة عقائدية في اليمين ان تملي علي اسرائيل طابعها ومستقبلها. والجمهور الذي يحمل الدولة علي كاهله ضاق ذرعا باتكالية وبفساد شاس. ولاحظ كثيرون مساويء المخصصات لأولئك الذين لا يريدون العمل (لتمييزهم من اولئك الذين لا يستطيعون) ويطلب الجمهور الي قضاته ان يكشفوا في بيتهم عن كبح النفس في ولاية العمل الذي يطلبون، وبحق، من سلطات الحكم الاخري.ان هذيان اوسلو يشهد انه ليس كل عمل متعجل يمكن أن يجند له تأييد عام سريع هو صحيح بالضرورة. لكن عندما يتبين لسياسي مسؤول استعداد في التيار الرئيس للثبات لجهد متصل ولتغرير شديد، فان من الجدير ومن الراد النافع، ان يخاطر بجلده السياسي في الامد القصير وان يصنع ما انتخب من أجله وهو ان يقود. دان شيفطاننائب رئيس المركز لبحوث الأمن القومي في جامعة حيفا(يديعوت احرونوت) 9/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية