الرئيس يخطب ود الجيش بعد تفاقم غضب القادة العسكريين.. والكنيسة تحشد اتباعها والبابا يواصل اعتكافه

حجم الخط
0

القاهرة – ‘القدس العربي’لأن الأنظار تتطلع الآن للجيش المصري وعن موعد نزوله للميادين تشهد الصحف المصرية حالة من التنافس الذي يصل لحد الصراع على نشر التقارير والتحليلات التي تتسرب عن المؤسسة العسكرية، وللحقيقه فإن صحف ‘صوت الامة’ الاسبوعية و’المصري اليوم’ و’الوطن’ اليوميتين تهتمان بحرفية بالغه بالأمر وتتنافسان مع صحف أخرى للانفراد بالعديد من التقارير التي إن عابها شيء فهو تجهيل المصادر التي باتت سمة غالبة في العديد من الصحف. وقد اهتمت العديد من الصحف بالموضوع واحتلت المانشيتات انباء اللقاء الذي عقد على نحو مفاجئ بين الرئيس والمجلس الاعلى للقوات المسلحة بحضور وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي عنونت ‘المصري اليوم’: ‘لقاء مفاجئ بين مرسي والمجلس العسكري’. اما ‘الوطن’ فجاء عنوانها: ‘السيسي يكشف للرئيس خطة اسلاميين للهجوم على الجيش’. ‘الأخبار’ و’الحرية والعدالة’: ‘الرئيس يجتمع بالمجلس الاعلى للتحرير’، مرسي: لا تفريط في حبة رمل واحدة من حدود مصر.. خبير عسكري ترقية القادة محاولة لتهدئة غضب الجيش. اما ‘الشروق’ فقالت: ‘غدا محاكمة مبارك.. فيما واصل العديد من الكتاب هجومهم على الرئيس وجماعته، واحتلت الازمات الأقتصاديه مكاناً بارزا في صحف الامس، وشن عدد من الكتاب هجوماً على دولة قطر، خاصة في الصحف المستقلة، فيما قام كتاب ودعاة بالثناء على تلك الدولة واميرها على ما يقدمه من مساعدات لانقاذ مصر من مشاكلها الآخذة في التزايد، إذ بات اقتصادها على شفا الافلاس، في ما لازالت الدماء التي سالت في قرية الخصوص على خلفية مواجهات حاضرة في المشهد الاعلامي. كما اهتمت الصحف بمظاهر الحزن والغضب التي تعتري الكنيسة والشارع القبطي على إثر الاعتداء الذي تعرضت له الكاتدرائيه قبل ايام عند تشييع جنازة مسيحيين قتلوا في مواجهات بقرية الخصوص.

لماذا اجتمع الرئيس
بقيادات الجيش فجأة؟

السؤال يبدو وجيها، خاصة إذا علمنا ان الاجتماع جاء بغتة وبدون موعد مسبق، وفيما أعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس محمد مرسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، عقد اجتماعا، مساء أمس، مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة الفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع أكدت مصادر مطلعة أن ‘الاجتماع الذي تم بشكل مفاجئ ناقش الأمور العسكرية فقط وترتيبات احتفالات مصر بذكرى تحرير سيناء’، لكن مصادر أخرى أوضحت أن الهدف الأساسي من الاجتماع هو محاولة احتواء غضب قادة الجيش من حملات التشويه الإخوانية، وأكد مصدر عسكري أن لقاء مرسي بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة ‘لم يكن مخططاً له’. وأوضح في تصريحات لـ’المصري اليوم’ أن ‘اللقاء يأتي لبحث الأمور العسكرية فقط باعتبار أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة معني فقط بالأمور العسكرية والسياسات الخاصة بها’. وتابع أن ‘هذا اللقاء يعد الثاني للدكتور مرسي منذ تسلمه الحكم’، مشيرا إلى أن ‘المجلس الأعلى للقوات المسلحة كان قبل ذلك يجتمع مرتين فقط في العام، الأولى في 25 إبريل بمناسبة أعياد تحرير سيناء، والثانية في 6 أكتوبر بحضور رئيس الجمهورية’.

السيسي يكشف سعي
اسلاميين للصدام مع الجيش

ونبقى مع العلاقة الملتبسة بين الجيش والرئاسه وهذه المرة عبر صحيفة ‘الوطن’ التي كشفت عن معلومات خطيرة، غير انها لم تسم المصدر الذي كشف لها عما نشرته، إذ قالت ان الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، أبلغ الرئيس محمد مرسي، غضبه من محاولات التدخل في شؤون الجيش والتطاول على قياداته، مطالباً الرئاسة بوضع حد لذلك. وأوضحت أن السيسي قدم للرئيس تقارير تؤكد أن تيارات إسلامية تسعى للصدام مع الجيش، وتهدد قياداته، وطالبه باتخاذ إجراءات ضد التيارات التي تسلح نفسها وتسعى للصدام، ورد عليه مرسي بأن هناك من يسعى لإحداث فتنة بين الرئاسة والجيش، نافياً ما تردد بشأن الإطاحة بقياداته وقال مصدر عسكري رفيع المستوى إن الاجتماع كان مقرراً الأحد الماضي، ولكنه تأجل بسبب الظروف الحالية وأحداث الكاتدرائية، موضحاً أن وزير الدفاع طالب الرئيس بإيجاد حلول سريعة وفورية لما يحدث، حتى لا تصوَّر الأمور على أنها فتنة طائفية، قد تجر البلاد لحرب أهلية لن تسمح بها القوات المسلحة.

مؤامرة خفية تتحرش بالجيش

وكشف المصدر أن وفداً من الأقباط كان طلب لقاء السيسي، موضحاً أن اللقاء لم يتطرق إلى نزول الجيش لمدينة الخصوص أو الكاتدرائية وأوضح المصدر أن السيسي صارح الرئيس بأن الأوضاع الداخلية غير مطمئنة، وقال لمرسي، حسب المصدر، إن هناك مؤامرة تحاك ضد القوات المسلحة، بدأت بحرب الشائعات، ثم تطورت إلى تهريب الزي العسكري، وقدم السيسي تقارير عن خيوط جديدة بشأن مذبحة رفح، مؤكداً للرئيس أن القوات المسلحة لن تتنازل عن دماء أبنائها، وتعمل على سرية التحقيقات لمنع تسريبها، حفاظاً على الأمن القومي المصري، وتسعى لكشف ملابسات الحادث كاملة، ونفي الرئيس ما تردد عن تنازل مصر عن حلايب وشلاتين، فيما أكد السيسي أن الجيش موجود هناك ويحمي الأراضي المصرية، وزاد من عدد قواته، موضحاً أن القوات المسلحة لا تلتفت للشائعات، ولكنها تتخذ كافة احتياطاتها وحسب المصدر ناقش الرئيس والوزير العلاقات المصرية – الإيرانية، حيث أكد السيسي أن الجيش لا علاقة له بالأمور الاقتصادية والخارجية بين البلدين، ولكن لا يجب حدوث تقارب عسكري بينهما وأبدى السيسي تحفظه على نزول قوات تابعة للجيش حالياً’.

هل يكره مرسي الاقباط؟

وإلى المعارك الصحافيه التي نشبت على خلفية غضب الكنائس من الرئيس بسبب الهجوم الذي تعرضت له الكاتدرائيه مؤخرا وهو ما دفع محمود خليل لأن يهاجم الاخوان ورئيسهم في جريدة ‘الوطن’: ‘غضب الأقباط – وحق لهم أن يغضبوا- من أسلوب تعامل الرئاسة مع أحداث الخصوص وموقعة الكاتدرائية، فالدكتور ‘مرسي’ لم يكلف خاطره ويعزي هؤلاء المواطنين المصريين في شهدائهم الذين سقطوا بنيران الفتنة، والأكثر من ذلك أن الدكتور عصام الحداد، مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية، خرج علينا ببيان وجهه إلى الأجانب، قال فيه إن الأقباط الذين كانوا يشاركون في تشييع شهداء الخصوص قاموا بتحطيم عدد من سيارات الأهالي بالمنطقة المحيطة بالكاتدرائية مما أدى إلى اشتباكهم معهم وحقيقة الأمر أن أداء الدكتور مرسي في ما يتعلق بملف المواطنين المصريين الأقباط يمنح المتابع له انطباعاً بأنه يمارس نوعاً من العقاب لهم، بسبب اتجاه النسبة الغالبة منهم إلى التصويت لصالح منافسه في الانتخابات الرئاسية الفريق أحمد شفيق، وقد تردد – أيام الانتخابات- أن بعض أنصار الدكتور مرسي كانوا يمنعون الأقباط من التصويت حتى لا تذهب أصواتهم إلى المرشح المنافس. إنني يمكن أن أتفهم أن يكون لدى مرسي وجماعته رغبة في معاقبة ‘أحمد شفيق’، بحكم أنه جزء لا يتجزأ من النظام السابق الذي قامت الثورة للإطاحة به، وذلك على فرض أن مرسي والجماعة مؤمنون بثورة يناير! لكنني لا أستطيع أن أستوعب بحال من الأحوال أن يكون موقفه من الأقباط على هذا النحو لمجرد أنهم مارسوا حقهم في الاختيار، بعد ثورة شاركوا فيها بقوة، واضطر الكثير منهم إلى أن يعصروا على أنفسهم ‘لمونة’ ليختاروا ‘شفيق’، لأنه لم يكن من المنطقي أن يختاروا مرشحاً ينتمي إلى فصيل ديني ينظر إلى الأقباط كأهل ذمة! تماماً مثل هؤلاء الذين عصروا على أنفسهم ‘لمونة’ واختاورا مرسي، لأنه لم يكن من المعقول أن يختاروا مرشحاً فلوليا’ً!

ما لا يعلمه الرئيس عن الاقباط

ونبقى مع نفس القضية، ولكن في صحيفة ‘المصري اليوم’ إذ يهاجم سليمان جودة الرئيس على موقفه من القضية: للأمانة يجب أن يقال إن المسلمين والأقباط في سوء المعاملة هذه كانوا ولا يزالون سواء، غير أن المسألة بالنسبة لأي قبطي تظل أكثر حساسية وألماً، ولا يعنيه كثيراً عندئذ أن يكون سائر إخوته في الوطن يواجهون ما يواجهه هو بالضبط من إهانة، وإهمال عام، ولا مبالاة محزنة في كل يوم طاف هذا المعني في ذهني حين قرأت، في صحف الأمس، نص البيان الصادر عن المجلس الملي، صباح أمس الأول، وفيه يتهم القيادة السياسية بشكل مباشر بأنها كانت مسؤولة ولاتزال عن تداعيات أحداث الخصوص والعباسية الطائفية، وأن سلوكها كسلطة حاكمة تجاه ما جرى لم يكن عند مستوى الحدث، ولا كان يشير إلى أنها راغبة في أن تطبق صحيح القانون في البلد على مواطنيه جميعاً دون تفرقة بين أي منهم على أي أساس وربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يخاطب فيها المجلس الملي، وهو ثاني أكبر هيئة داخل الكنيسة المصرية، السلطة الحاكمة في البلد بهذه اللهجة، فلم يحدث طوال سنوات ‘مبارك’، رغم ما كان فيها من أذى لا أقول هذا بالطبع على سبيل صب الزيت على النار بين الطرفين، وإنما أقوله وأنا أرى أن الدولة في أعلى مستوياتها كانت غائبة ولاتزال، ليس عن الحضور المفترض في هذا الحدث فقط، وإنما في غيره أيضاً، وكان غيابها دون عذر واضح، أو مقنع، كما أنى أقوله وأنا أعتقد أن الكنيسة معذورة، وهي ترفع صوتها إلى هذا الحد، فما حصل يبدو مؤسفاً وموجعاً وإذا كان للدكتور مرسي أن يلتفت إلى شيء مهم في هذا السياق، فهذا الشىء هو أن حساسية الكنيسة تجاه أي ظلم كان يلحق بها أيام الرئيس السابق لابد أنها مختلفة تماماً عنها الآن، لأن نظام مبارك لم يكن يزعم أنه يحكم بما قال الله’.

على طريقة زواج عتريس من فؤادة باطل

لكن الهجوم على مرسي يتخذ اشكالاً عدة بعضها يستلهم شخصية عتريس في الفيلم السينمائي الشهير ‘شيء من الخوف’ ومن هؤلاء الكتاب المذيع عاصم بكري في جريدة ‘الوطن’، والذي انقلب على الأخوان بعد ان كان مذيعا لفضائية 25 والذي يرى ثمة شبها بين الرئيس وعتريس يا ليت مستشاري الرئيس مرسي ينصحونه نفس النصيحة قائلين له: حينما تريد أن تظهر قويا فلا ينبغي أن تهدد كثيرا ولا أن ترفع صوتك فضلا عن إصبعك إرهابا ووعيدا، ولا ينبغي أن تحتد لهجتك أو ترفع حاجبك أو تفتح الجاكيت، فكل هذه الأفعال سوف تؤكد أنك ضعيف ولست قويا، مهزوز ولست واثقا، فكثير الوعيد منعدم الوفاء بالوعد، يهدد كثيرا لأنه لن ينفذ حتى قليلا، وحذارِ أن تستمر في مثل هذا النوع من الصراخ والتهديد والوعيد وإلا ربما يتصور بعض الناس أنك رشدي ولست عتريسا، رشدي ذلك الرجل الذي أخذ يصرخ قائلا أنا تلاتين عتريس في بعض، أنا بلوه سودة، لا ينبغي أن تكون عتريسا مصطنعا ولا عتريسا حقيقيا وإنما ينبغي أن تكون نفسك كما هي، فإن وجدتها غير وافية لمتطلبات المنصب الرفيع، وغير كافية لأداء مهامه الفارقة، فعليك أن تقولها بمنتهى الصراحة لمن زج بك عنوة في هذا المعترك: ‘رحم الله امرأ عرف قدر نفسه’، وذكره وذكر نفسك بحديث المصطفى (صلى الله عليه وسلم) لسيدنا أبي ذر الغفاري ‘وهو من هو’ حينما طلب الولاية: ‘يا أبا ذر إنك رجل ضعيف، وإنها لأمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى ما عليه’.

ليسوا مسلمين ولا اقباطاً

احتل الحديث عن المواجهات التي شهدتها قرية الخصوص وامام الكاترائيه في حي العباسية اهتمام العديد من الكتاب الذين دقوا ناقوس الخطر بسبب رياح الفتنه التي تنتشر بقوة بين المسلمين والاقباط، ومن هؤلاء عبد الناصر سلامة رئيس تحرير ‘الاهرام’: نحن إذن.. أمام كارثة متكررة، ما دمنا أطلقنا عليها طائفية وهي أيضا مستمرة، ما دمنا في تناولنا أطلقنا على هؤلاء مسلمين، وأولئك أقباط، وهي أيضا كامنة تنتظر الإشارة، من هنا، أو هناك، ما دامت الحلول مجرد مسكنات، لم ترق يوما إلى العلاج الجذري الذي يستأصل شأفة المرض، ومن هنا سوف يظل الفيروس يتوغل في دمائنا، والسرطان ينخر في عظامنا، إلى أن يدرك المجتمع حق الإدراك حرمة الدم المصري، وقداسة النفس البشرية جمعاء ومن المهم التأكيد.. وفي ظل المرحلة الراهنة تحديدا، أن حادثي الخصوص والكاتدرائية معا، لا يجب أبدا، وبأي حال، أن يمرا هكذا كسابقهما، بتحقيقات لا تفضي إلى شيء وسوف يتطلب ذلك، بالتأكيد، تشكيل لجنة خاصة من الجانبين، تخرج، في النهاية، بنتيجة واضحة ومعلنة للجميع، بعد أن تضع الدولة تحت يد هذه اللجنة كل الإمكانات ووسائل المساعدة، ثم يجب أن تتحول القضية بكامل أطرافها إلى محاكمة علنية، بأحكام رادعة، تكون بمثابة العبرة لكل من يفكر ـ مجرد التفكير ـ في العبث بالوحدة الوطنية للدولة وشعبها، ذلك الشعب الذي سطر في الماضي دروسا في الوحدة والتضامن والتآلف تحت شعار يحيا الهلال مع الصليب قبل أن تظهر إلى الوجود فضائيات الفتاوى، والعظات، أو جبهات الخراب، وصحف الفتنة! فمن العار، أن تذهب دماء وأرواح تسعة مواطنين هباء دون أن نتأكد أن هذه المأساة لن تتكرر في أي مكان أو زمان، ومن المخجل أن يمر هذا الحادث دون أن يتحمل المجتمع ـ المسؤولية كاملة عنه، وإعلان ذلك بشكل رسمي، ومن المخزي أن يرتع الجناة والمحرضون الآن داخل المجتمع، بمنأي عن العقاب’.

‘التحرير’: التوتر بين الاخوان والجيش

ونعود للحديث عن صراع مكتوم بين المؤسسة العسكرية والاخوان المسلمين في الخفاء وهو مادفع ابراهيم عيسى في صحيفة ‘التحرير’ باتهام الجماعة بالسعي للانقلاب على الجيش: ‘عندما يصيح منفعلًا كعادته الدكتور محمد مرسي، ويقول إنه قد يستدعي الشعب لثورة ثانية، فالأمر يستحق أن نسأله: وانت كان مالك أصلا بالثورة الأولى، فأنت وجماعتك لم تدعُ إليها ولم تُنادِ بها أساسًا؟ فالرجل الذي لا يعرف شيئا عن الدعوة للثورة الأولى لا يجب أن يثق بقدراته للدعوة إلى ثورة ثانية، خصوصا أنه وجماعته وإخوانه لم يشاركوا في الأولى إلا متأخرين وانتهازيين، ثم أفشلوها وأفْشَوا فيها الفتنة والانقسام ثم يبقى السؤال كذلك: هل سمعتم من قبل عن رئيس عربي يتحدث عن شعبه وإمكانية دعوته إلى ثورة في خطاب يدلي به في بلد عربي آخر، لا على أرض بلده حتى ولو مع جالية شعبه (طبعا نحن نعرف أن الحضور في لقاءات الجاليات مع مرسي مقصور على الإخوان فقط، حيث الأهل والعشيرة وصراخ العقيرة!)؟ هذه من أسبقيات مرسي التي لا ينافسها سوى عطاءات الأخ قائد الثورة الليبية العقيد المرحوم معمر القذافي، الذي كان دائم الدعوة لشعبه للقيام بثورة (ضد مَن) مش مهم أهي ثورة وخلاص ونبقى نحدد ساعة ما تقوم هي ضد مين!) مرسي كالقذافي يتصور أنه قائد ثورة، بينما هو عضو جماعة تقود الثورة المضاده ثم هو يتخيل أن شعبه معه ويهتم به وينتبه إلى دعواته، وهو أصلا نجح بفارق هَشّ، والبعض يشكك في الفارق وفي النتيجة، لكنه أيضا فَقَد حتى ما تبقى من مصداقيته بسبب حجم الخطايا وعدد الخطابات التي ألقاها، ومن ثمّ فهو في حقيقة الأمر يتحدث عن شُعَب (بضم الشين) الجماعة، لا شَعْب مصر أريد أن أتعامل بجدية مع دعوة مرسي المزعومة لثورة جديدة، فهي موجهة من السودان، حيث نظام متمسح بالإسلام، فاشل وفاسد وقسّم بلده وأثار فيه الحروب الأهلية، وهو نظام يمثل نموذجا لمرسي هاديا ومرشدا، فكيف باقتصاد منهار وبانقسام شعبي سياسي مريع يمكن أن يستمر حاكم في حكمه بقوة البوليس والجيش فقط وليذهب استقرار البلد وتقدمه وعدله ورخاؤه في خرّارة’؟!

‘المصري اليوم’:
من تغريداتكم سلط عليكم

وتحت هذا العنوان الساخر أطلق حمدي رزق في ‘المصري اليوم’ اسلحته مهاجما الرئيس الذي خاطب المصريين مؤخراًعبر تغريداته على تويتر : ولأن الرئيس مرسي رجل إلكتروني وله في الفضاء باع، من أيام وكالة ‘ناسا’ للفضاء الخارجي، لم يتوان، فتح صدره، وخلع الجاكت، ولبس الجلابية المخططة بالطول، وبدون قميص واق اقتحم الفضاء الإلكتروني مغرداً كالعصفور، مشتبكاً مع الواقع المرير، وأعلن أنه متفتح على ‘تويتر’، وعنده حساب مالوش آخر، يهب من يشاء بغير حساب، وبشجاعة نادرة قرر تلقى أسئلة الشباب في تغريدات، والإجابة عليها في تغريدات، على طريقة كله يغرد، كله يغني، وأنا الرئيس المنتخب أرد عليكم، وأغني عليكم، أغرد لكم منه لله جهاد الحداد، المستشار الإلكتروني للرئيس مرسي، جهاد حتماً سيُغرق الرئيس، أوقعه في شر أعماله، الرئيس صار يخشى البلل الإلكتروني، الحداد ألحّ على الرئيس يشترى تويتر بثلاث عجلات يغرد عليه، الرئيس يقعد على تويتر ويمدد رجليه ويفتي (يغرد)، بالضبط وكإنه قاعد على المصطبة ساعة العصرية تحت الجميزة البحرية في ‘العدوة – شرقية’، أيام محلاها عيشة الفلاح، الرئيس وقع في غرام تويتر مستورد، من يومها والرئيس سهران يغرد، ينام ويصحى على تويتر، يتعشى تويتة مخلية، ويفطر على تويتة بالجبنة، حياته كلها تغريدات، الحياة بقى لونها بمبي مخطط. في أول تجربة تويترية حية، الرئيس جاله تسمم إلكتروني حاد بعد النص ساعة الأولى الرئيس فتح الحساب لمدة نصف ساعة فقط لا غير، وعلى ودنه، ومنين يوجعك، بالوعة وانفتحت، مجاري وضربت، تويتات محشوة بالغضب، تغريدات محلاة بالسخرية، جمل قصيرة تسم البدن، نقد عنيف، ضرب تحت الحزام، تشبيهات رعدية عاصفة، تعصف بالرئيس وملئه، مصحوبة بشتم غزير أغرق حساب الرئيس بالسخام، نصف ساعة من العذاب إنت اللي جبته لنفسك يا مرسي، صرت هدفا ولوحة نيشان، التلاميذ في ثانوي عملوا جروبات للتغريد على الرئيس، وطلبة الجامعة يعدون لهجمة تويترية على حساب الرئيس، تلميذ في خمسة ابتدائي سمعته المدرسة يقول لزميله: جهزت لصاحبك تغريدة آخر حاجة’.

وا مرسياه.. مصر تستغيث

وإلى مزيد من المعارك إذ يعتب عبد الحليم سالم في صحيفة ‘اليوم السابع’ على الرئيس مرسي لأنه نكث عن عهده بحل مشاكل الجماهير، لكنه لم يقدم شيئاً حتى الآن: ‘اخترنا الرئيس محمد مرسي لأنه المرشح الوحيد الذي لم يطلب الرئاسة، ولم يرشح نفسه، لكن تم إجباره على ذلك، لكنه لم يكن يريدها لن نجد أصدق منه عزماً وقدرة على تطبيق الشريعة.. أنا أثق أنه إذا صرخت سيدة مسلمة مصرية في أي مكان وقالت (وامرسياه) فسينتفض لها (مرسي) من قصر القبة، أو في أي مكان كان، ويقول لها (لبيك يا أختاه)’لم أكن أتخيل أن تستغيث مصر كلها بالرئيس وللأسف لم ينتفض من القصر ولا من البيت وليته لم ينتفض فقط بل وقف ضد المستغيثين وكأنهم من بلاد أخرى فهم لم يشربوا مياه ملوثة أو يأكلوا الفتات أو ينتظروا بالساعات على محطات القطارات أو يلعنوا الزحام وأسبابه، أنهم أكيد أيضا لا يعانون من مشكلات في الإسكان وفي الوظائف وفي الحياة عموما كما لم يعانوا مطلقا من البلطجة والانفلات الأمني الذي استجاب فورا لكلمة وامرسياه بكلمة وابلطجتااااه، لقد استغاث الشعب بالرئيس مرسي ولكنه استغاث في الفراغ، صوته خرج دون أن يسمعه الرئيس أو جماعته التي ترى أنها على حق وأنها المؤمنة وأنها صاحبة الشرعية وأنها أفضل خلق الله كلهم وأنها وأنها، والباقي فلول قلنا مرارا وتكرارا إن مصر للمصريين وليست للجماعة ترى هل غيرت الكراسي العقول والأفكار والقلوب أيضا؟، أنا شخصيا برغم اختلافي مع الجماعة لكن أرى أنهم يقدرون الفعل إن أرادوا هم فيستطيعون تغيير الوطن وفتح صفحة جديدة وتقبل الاختلاف لكن لا أعلم حقيقة لماذا لا يريدون فعل ذلك؟ نعود إلى الفقرة الأولى من المقال هي في الحقيقة فقرة منسوبة إلى الشيخ الداعية صفوت حجازي في مؤتمر انتخابي للرئيس محمد مرسي قبل الانتخابات الرئاسية أنا أطلب من صفوت حجازي أن يخرج الآن ويقول للناس نتائج ما قاله، هل استجاب الرئيس للاستغاثات الشعبية؟ هل طبق الرئيس الشريعة؟ هل أصلح الرئيس البلد؟ هل تحقق ما كان يحلم به الشيخ صفوت’؟

العفو عن الصحافيين قرار صائب للرئيس

وفي معرض رصدنا لصحف امس عثرنا بالكاد على كاتب يثني على قرار للرئيس حيث امتدح جمال سلطان رئيس تحرير ‘المصريون’ الرئيس بعد ان هاجمه من قبل في العديد من المواقف: ‘القرار الذي أعلنت عنه رئاسة الجمهورية أمس بسحب جميع البلاغات التي قدمها الرئيس مرسي ضد صحافيين أو إعلاميين قرار إيجابي بدون شك ولا بد من أن نحيي عليه الدكتور محمد مرسي، لأنه تصحيح لخطأ سياسي فادح طالما حذرنا منه، لأنه يعطي مؤشرًا خطيرًا على الاتجاه نحو الديكتاتورية والقمع، ولأنه كان يكشف عن أن التحرش بالإعلاميين والترصد لهم وعمليات التشهير والإساءة التي بدت ممنهجة كانت بتوجيه رسمي من رئاسة الجمهورية، كما أن بعض الوزراء ‘الإخوان’ المقربين من الرئيس مرسي أعلنوا في أحاديث تليفزيونية على الهواء مباشرة اتهامات صريحة لإعلاميين وفضائيات بالفساد وأن هناك قوائم في طريقهم إلى محاكم الجنايات قريبًا، وهذا الكلام كان يمثل أسوأ دعاية ضد نظام الرئيس مرسي، لأنه يعني نوايا تكميم الأصوات المعارضة والتنكيل بكل من ينتقد الرئيس وجماعته وحزبه، كما أن هذا الكلام وغيره كثير مما قالته قيادات بجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة كان يعني أن النظام الجديد دخل في معركة حقيقية مع الإعلام وخصومة تفقد الدولة حياديتها، وتطعن في عدالة الإجراءات التي تتخذ لأنها تكون أشبه باستخدام أدوات الدولة القانونية كسلاح سياسي في يد السلطة، ولذلك أتمنى أن تكون مبادرة الرئيس محمد مرسي تدشينًا لمرحلة من العقل السياسي الناضج للجماعة والحزب، فضيق الصدور من النقد ومن الإعلام ضرره أكثر كثيرًا من فائدته، فالإعلام يواجهه بالإعلام، كما أن لعبة الدفع ببعض المقربين من الجماعة أو الحزب لتقديم بلاغات ضد الإعلاميين لن يطهر يد الحزب والجماعة والرئيس من الورطة’.

‘اليوم السابع’: مشعلو
الفتنة يتاجرون في الدماء

وإلى أحد رموز الاخوان في الوسط الصحافي قطب العربي الذي يتهم خصوم الرئيس في ‘اليوم السابع’ بأشعال النيران والوقيعه بين عنصري الامة من اجل مصالحهم الخاصة: ‘رغم فداحة الجرم، و’غلاوة’ الدم، تبقى أحداث الكاتدرائية المرقسية وما سبقها في الخصوص أحداثا سياسية أكثر من كونها أحداثا طائفية، فعلى خلاف كل الأحداث الطائفية السابقة لم يكن السبب في تفجر هذا الحدث هو تحول مسيحي إلى الإسلام أو العكس، أو زواج مسيحي من مسلمة أو العكس، أو بناء كنيسة أو ترميمها.. إلخ من جملة الأسباب التقليدية للأحداث الطائفية، بل كان السبب مجرد رسم صليب معكوف على جدران معهد أزهري في قرية الخصوص، وهذا الصليب المعكوف ليس رمزا دينيا بل هو رمز سياسي للنازية، ربما أراد صاحب الرسم فقط أن يشعل نيران العنف مجددا بعد أن فشلت في موقعة المقطم، وبعد أن فشلت ‘ثورة 6 إبريل’ في ذكرى انطلاقتها الخامسة، وهي الثورة التي بشرت الحركة أنها ستتضمن أنشطة وتحركات علنية وأخرى سرية!! وستعم كل ربوع القطر ولن تتوقف حتى تقضي على مرسي وعشيرته! لم يحقق إذن مقاولو العنف أهدافهم عبر الميليشيات المسلحة، أو عبر حصار الاتحادية أو حتى منزل الرئيس، أو عبر اقتحام المقار الحزبية وحرقها، أو عبر إغلاق الطرق والكباري، وتذكروا أن هناك ورقة ‘توجع’ هي الفتنة الطائفية، وهم يدركون أن الأجواء مهيأة في ظل احتقان سياسي واجتماعي واسع إضافة إلى الاحتقان الطائفي الذي ورثناه من دولة مبارك كان من الممكن أن يظل الحدث في بدايته بسيطا، وكان من الممكن لعقلاء منطقة الخصوص أن يئدوا الفتنة في مهدها، لكن تدخل أطراف سياسية أدمنت العنف والقتل زاد النار اشتعالا، وجعلها تنتقل من ضاحية على أطراف القاهرة إلى وسط القاهرة وتحديدا في قدس الأقداس المسيحية وهي الكاتدرائية المرقسية في العباسية، وشاهدنا بعضا ممن يوصفون بالنشطاء السياسيين الذين وقفوا دوما خلف عمليات العنف والتخريب خلال الأيام الماضية يقودون المظاهرات والهتافات في قلب الكاتدرائية’.

الاخوان وبروفا
للانتخابات البرلمانية

ومن الهجوم على الرئيس للهجوم على طلبة الاخوان كما يشير عمرو خفاجي في جريدة ‘الشروق’ ما حدث في انتخابات اتحاد طلاب مصر، يجب أن نتوقف عنده طويلاً، لأن ما حدث يكشف الكثير عما يدور في رؤوس من أصبحوا في السلطة، ويكشف أيضاً عن كيفية تعامل السلطة مع ما لا ترضى عنه، وكأن كل ما حدث في هذه الانتخابات يمثل برو’ة للفوضى التي يمكن أن تشهدها مصر إذا استمرت الأمور على ما هي عليه الآن ما حدث باختصار، أن طلاب الإخوان حينما شعروا بالهزيمة، قام أحد قياداتهم بكسر الصندوق الانتخابي الشفاف الذي يعلن هزيمتهم ويؤكد فوز الطلاب المستقلين، بينما قام المسؤول الحكومي بإلغاء الانتخابات، وتحويل الأمر إلى مجلس الدولة للإفتاء في الأمر، على اعتبار أن اللائحة غامضة وغير مفهومة، ولم يتخذ أي إجراء أو حتى تحقيق، في واقعة كسر الصندوق كسر الصندوق، رمز واضح، لما يمكن أن تشهده البلاد في حال إذا ما جاء هذا الصندوق بغير ما يرغب تيار بعينه، وهو إعلان مبكر عن رفض الآلية التي من الممكن أن تعمل على تداول السلطة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن إلغاء العملية الانتخابية بدوره يكشف عن تدخل المسؤول الحكومي فيما لا يجوز التدخل فيه، ويكشف عن انحياز واضح للانتماءات السياسية، والغياب التام للحياد في هذا الإجراء الديمقراطي، وأخيراً إحالة الأمر لمجلس الدولة يعلن بوضوح عن أن من وضع اللائحة كان يستعد لهذا الموقف، أو أنه عديم الكفاءة أما الجانب العبثي في القصة، فهو تأجيل الانتخابات وإحالة أمرها إلى مجلس الدولة، يعني القضاء على هذا الاتحاد، لأن العام الدراسي قد انتهى، وأية فوائد من وجود هذا الاتحاد قد ذهبت أدراج الرياح، ولم يحصد الطلاب منه سوى تعميق الخلافات فيما بينهم، على العكس تماماً من دوره، الذي يهدف إلى تفعيل الأنشطة الطلابية وإنشاء روابط حقيقية بين طلاب الجامعات المختلفة’.

اعتكاف البابا لن يحل القضية

وإلى حالة الغليان داخل صفوف الاقباط والذي دفع البابا للأعتكاف غضبا من الرئاسة والحكومة لانهم لم يفعلوا شيئاً لحماية شعب الكنيسة وهوما يمتعض منه فراج اسماعيل في صحيفة ‘المصريون’: ‘حوادث الثأر لا يجري تشييع ضحاياها بوصفهم شهداء ولا بهتافات طائفية من نوعية ‘انس القبطي بتاع زمان إحنا حنضرب في الميدان’ أو هتاف ‘بالطول بالعرض إحنا أصحاب الأرض’ و’بالروح بالدم نفديك يا صليب’. الضحايا لم يكونوا يدافعون عن دينهم وعقيدتهم في مواجهة عدو، لكن خطبة القسيس بالكاتدرائية منحتهم الشهادة فاستثارت آلاف المشيعين وأطلقت العنان لحماستهم الدينية لا يعقل أن تقتصر الشهادة على القتلى المسيحيين في الخصوص دون الشاب المسلم الذي قتل في البداية ولا يعرف أحد اسمه ولا أين تم تشييع جثمانه إذا كان الأخوة المسيحيون يتحدثون عن تفرقة في المعاملة ويطالبون مرسي بإثبات أنه رئيس لكل المصريين، فأهل ذلك الشاب المسلم يشعرون بأنهم ضحية تمييز وخصوصية انتزعها الطرف الآخر اعتمادًا على الضجيج الإعلامي المنحاز وردة فعل البابا الذي اعتكف دليلًا على الغضب من الدولة ثم وصف رئيس الجمهورية بالإهمال، علمًا أن الرئيس نفسه لم يستطع حماية بعض مساجد المقطم من اقتحام البلطجية وتدنيس المصاحف، ولم يملك منع حرق مقرات حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين، ولا الحيلولة دون حصار بعض المتظاهرين لمسجد القائد إبراهيم في محاولتهم الوصول إلى الداعية الكبير الشيخ أحمد المحلاوي للاعتداء عليه، وأخيرًا لم يستطع أن يمنع طُلابًا غاضبين من التظاهر أمام مقر مشيخة الأزهر ومحاولة اقتحامها مطالبة الدولة ببسط حمايتها الخاصة على الكنائس والمسيحيين تمييز لا تجيزه المساواة في المواطنة. السلاح في أيدي الجميع لا فرق بين مسلم ومسيحي وفي حالة كتلك لا نتوقع أن يتصرف أحد بحكمة مع الزناد، وقد اعترف شاب مسيحي في لقاء مع قناة الجزيرة مباشر بأنهم جلبوا أسلحة خلال أحداث الكاتدرائية، وذلك لم يستسغه المفكر القبطي جمال أسعد عبد الملاك، فمن شأنه أن ينطبق على المسلمين أيضًا، فيجلبون أسلحة للدفاع عن أنفسهم’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية