الرئيس الموريتاني ولد فال يزور داكار اليوم ومشكلة اللاجئين تتصدر موضوعات البحث
ضمن ترسيخ التفاهم بين موريتانيا والسنغالالرئيس الموريتاني ولد فال يزور داكار اليوم ومشكلة اللاجئين تتصدر موضوعات البحثنواكشوط ـ القدس العربي من عبد الله السيد:بعد شهر من زيارة أداها الرئيس السنغالي عبد الله واد لموريتانيا يقوم الرئيس الموريتاني العقيد علي ولد محمد فال اليوم الإثنين بزيارة لداكار تدوم يومين.ولاحظ المراقبون أن الفترة القصيرة بين الزيارتين تشير إلي ترسخ التفاهم بين موريتانيا وجارتها الجنوبية كما تؤكد أن الإنسجام بين الرئيسين واد وولد فال قد تأسس الآن بعد فترة من التوتر سببتها استضافة السنغال لمعارضين موريتانيين متطرفين أسبوعا بعد إزاحة الرئيس الموريتاني السابق عن السلطة وقبل أن يستكمل النظام الموريتاني الجديد سيطرته علي الأمور.وقد رأت نواكشوط أن تلك الإستضافة تشكل تدخلا في الشأن الموريتاني مما تسبب في انزعاجات موريتانية.وقد حرص الرئيس السنغالي عبد الله واد خلال زيارته لنواكشوط في الواحد والثلاثين كانون الثاني (يناير) الماضي علي الإعتذار عن تلك الإستضافة مبرزا أنه أراداها تسهيلا لعودة الأمور إلي طبيعتها في موريتانيا.غير أن الموضوع الهام الذي سيجري بحثه خلال هذه الزيارة هو استكمال تسوية مشكل زوارق الصيادين التقليديين السنغاليين الذين يصطادون في المياه الموريتانية برخص ممنوحة لهم من الحكومة والذين كثيرا ما اشتكي منهم خفر السواحل ومراقبو المياه الموريتانية لكونهم يستخدمون شباكا غير مرخصة كما يصطادون في مناطق محظورة.وتعتبر مشكلة هؤلاء الصيادين الذين يتجاوز عددهم ثلاثة آلاف صياد وتعتمد عليهم مجموعة كبيرة من الأسر السنغالية الفقيرة في وجباتها اليومية،إحدي أهم الموضوعات التي سيبحث لها عن حل نهائي خلال هذه الزيارة وفقا للمصادر.وسيحظي موضوع النقل البحري والنهري بحيز هام في مباحثات الرئيسين اللذين يستعجلان انجاز الخط البحري داكار ـ نواكشوط ـ الدار البيضاء واستكمال الدراسات الخاصة بإقامة جسر علي نهر السنغال يسهل عبور الأشخاص والممتلكات.وحسب مصادر الخارجية الموريتانية فإن زيارة الرئيس ولد فال لداكار ستسمح بتعميق الموضوعات التي اتفق عليها خلال زيارة الرئيس واد الأخيرة لنواكشوط.وكان الرئيسان قد أكدا في نهاية تلك الزيارة ارتياحهما لمتانة علاقات الأخوة والصداقة وحسن الجوار العريقة القائمة بين الشعبين السنغالي والموريتاني وأكدا علي ارادتهما المشتركة في توطيدها أكثر،خدمة للشعبين الشقيقين.وشدد الرئيسان تصميمهما علي دفع التعاون في جميع الميادين ودعيا الي الانعقاد المنتظم للجنة الكبري للتعاون الموريتاني السنغالي وقررا في هذا النطاق عقد دورتها المقبلة بنواكشوط خلال النصف الأول من السنة الجارية.وتظل الشوكة التي صعب اقتلاعها حتي الآن خلال اللقاءات الموريتانية السنغالية والمنغرسة بعمق في قلب هذه العلاقات هي مشكلة اللاجئين الموريتانيين من أصل زنجي والذين يقيمون شمال السنغال منذ أحداث 1989 العرقية الدامية التي رحل خلالها في الإتجاهين، الآلآف من مواطني البلدين علي مستوي الحدود.يذكر أن موريتانيا تؤوي عمالة سنغالية يفوق عددها ثلاثين ألف شخص ناشطين في مجال ميكانيكا السيارات والتجارة الحرة.وتوفر موريتانيا ألف رخصة للصيادين التقليديين السنغاليين تسمح لهم بالإصطياد في المياه الموريتانية لتوفير حاجات السنغال من المواد السمكية.وإضافة لتشابك المصالح علي هذا المستوي فالروابط بين الشعبين يوطدها الإنتماء المشترك للإسلام وللمذهب المالكي وللعقيدة الأشعرية ثم للطرق الصوفية.