الديمقراطية المستحيلة في ليبيا
الديمقراطية المستحيلة في ليبيا بدأ البعض يردد في الايام الاخيرة أن هناك اصلاحا ديمقراطيا قادما الي ليبيا، وأن هناك خطوات ستتم بهذا الخصوص، حتي أننا قد نسمع بان هناك مراقبين قد يأتون من الاتحاد الاوروبي لمراقبة صناديق الانتخابات الديمقراطية في ليبيا. ومنذ قيام الدولة الليبية، بعد الاستقلال منذ أكثر من نصف قرن، لم تستطع أن تكون ديمقراطية.وكلنا يعرف أن هناك أنواعا عديدة من الدول الديمقراطية. فمنها الملكية، والجمهورية، وقد تختلف تلك الدول في طريقة تطبيقها للحكم الديمقراطي بطرق عديدة حسب ظروفها الخاصة، ولكنها تشترك في نوع واحد فقط من التفكير، وهو أن جميع أعضاء المجتمع هم دائما من البشر المتساوين، أمام القانون.فبعد أن قامت الدولة الليبية كما قلنا منذ أكثر من نصف قرن، وقعت ليبيا في ذلك المأزق الفكري، والذي جعل مواطنها لا يعرف ما هي الديمقراطية حتي يومنا هذا. وقد كان ذلك المأزق، أن الفكر الليبي القديم قد جعل من الملك ادريس السنوسي، وأعضاء العائلة السنوسية، ومن ترضي عليه تلك العائلة، أفرادا ليســـوا من البشر مثل باقي أعضاء المجتمع الليبي الاخرين، وخلال ذلك العمر القصير لتلك المملكة الليبية، لم يستطع الفكر الديمقراطي أن ينمو علي أرض ليبيا، ثم قامــــت بعد ذلك ثورة الفــــاتح من سبتمبر، واصبـــحت ليبيا جمهورية، ثم بعد ذلك جماهيرية، والسلطة والثــــروة والسلاح فيها كما يقال للشعب. وكم فرح ليبيون كثيرون، بعد قيام تلك الثورة، نظــــرا لان قيادتها كانت من عامة الشعب، وليس بها أحد من تلك العـــائلات الليبية المقدسة.ولكن ما حدث بعد الفاتح من سبتمبر أن قيادة تلك الثورة، وبعد أطاحتها بذلك النظام الملكي المقدس، أصبحت نظاما ثوريا مقدسا ايضا. واصبح الانسان الليبي يستطيع أن يقوم بنقد الله سبحانه وتعالي ولا يستطيع مجرد الحلم بانه يريد أن يفكر حتي بينه وبين نفسه بانه يــــريد أن يقـــوم فقط بنقد القائد، أو أحد أعضاء عائلته، أو قبيلته.فكيف أيها الاصدقاء نستطيع أن نحلم بانه من الممكن خلال الفتره القادمة أن يقام حكم ديمقراطي في ليبيا، اذا لم يكن فيه جميع أفراد الشعب الليبي هم بشر متساوون أمام القانون!عبدالرازق المنصوريطبرق ـ ليبيا6