الديمقراطية الأمريكية… أبو غريب نموذجا

حجم الخط
0

الديمقراطية الأمريكية… أبو غريب نموذجا

الديمقراطية الأمريكية… أبو غريب نموذجاعَرضت شبكة الإرسال الخاصة (اس بي اس) الاسترالية قبل أيام قليلة ضمن برنامج ديت لاين الذي يقدمه السيد جورج نيغوس صور ومشاهد مؤذية ومقززة ووحشية لا تمت للحضارة والانسانية بأي صلة الا صلة المحتل الامريكي تُظهر مرة أخري تعذيب الجنود الأمريكيين السادي للمعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب، ومن بين تلك المشاهد المؤذية التي عرضها البرنامج صورا لمعتقلين عراقيين في أوضاع جنسية مهينة جدا ومؤذية لمشاعر العرب والمسلمين. إن ما نشاهده من معاملة لأبناء الشعب العراقي المكلوم ليدعو فعلا للأسي والقهر، وما قاله نيغوس من أن لديه مئات الصور الأخري التي لم يتم عرضها لكونها فاضحة جدا في تفاصيلها، لهو أشد وطأة من مُشاهدة تلك الصور التي رأيناها، ولا ندري في الحقيقة أي فضاعة أخري تحملها تلك الصور التي تحدث عنها السيد نيغوس، وأي إيذاء جديد للمشاعر يحمله لنا جنود الولايات المتحدة الأمريكية في العراق أكثر من المشاهد اللاإنسانية الرهيبة التي شاهدناها، إنه لأمر محزن حقا أن نعلم أن ما تم نشره من صور حتي الآن لا يمثل في الحقيقة سوي رأس جبل الجليد. في الحقيقة أتصور أنه لم يعد بوسع الولايات المتحدة الأمريكية ولا بريطانيا بعد فضائح التعذيب المبرمجة والمتكررة، القول بأن تلك الممارسات المشينة والمهينة التي تعرض لها الأسري والمعتقلون العراقيون هي ممارسات فردية من قبل جنود عاديين في الجيش الأمريكي والبريطاني، وإنما الحقيقة الواضحة التي تحاول الإدارة الأمريكية عبثا طمسها ومداراتها هي أن من قام بهذه الانتهاكات هم ضباط الاستخبارات العسكرية الأمريكية والبريطانية أنفسهم، الذين تخرجوا من مدارس التربية العسكرية، وأقسموا اليمين علي احترام قوانين الحروب، وحقوق الإنسان، وهذه الحوادث المشينة لا يمكن لنا إلا أن نعزوها إلي حالة نظامية مبرمجة كجزء من سياسة قمعية بعيدة كل البعد عن مفاهيم الديمقراطية والإنسانية التي تتبجح بها هذه الإدارة الأمريكية. إننا إذا وضعنا هذه المشاهد المؤذية التي تُظهر تعذيب جنود الولايات المتحدة الأمريكية للمعتقلين العراقيين، مع صور الجنود البريطانيين وهم يعتدون علي عدد من الصبيان العراقيين؛ فإنه يتبين لنا بوضوح مدي كذب وزيف الوعود والشعارات التي أطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش وحليفه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بشأن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في عالمنا العربي بشكل عام وفي العراق بشكل خاص، وما رأيناه من صور ومشاهد لتظهر بجلاء الوجه القبيح للولايات المتحدة الأمريكية، وإذا كانت هذه هي الديمقراطية التي ترفع لواءها إدارة بوش وطاقمها المتعجرف فلا غرابة أن تشتد المقاومة علي حضورها في العراق من أجل استعادة الأرض والتخلص من هذا العدو الجاثم علي أنفاس الشعب العراقي الجريح.أحمد بوقرين ـ ليبيا[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية