الدبلوماسية التحويلية للتأثير علي الاحداث.. والتأكد من تواجد امريكا في شوارع المدن العالمية

حجم الخط
0

الدبلوماسية التحويلية للتأثير علي الاحداث.. والتأكد من تواجد امريكا في شوارع المدن العالمية

رايس تعيد هيكلة الدبلوماسية الامريكية.. وتطالب السفراء بمعرفة لغات منها العربية والصينيةالدبلوماسية التحويلية للتأثير علي الاحداث.. والتأكد من تواجد امريكا في شوارع المدن العالميةلندن ـ القدس العربي :في خطوة تعبر عن تغيير في اولويات الدبلوماسية الامريكية، اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس عن اكبر عملية نقل للسفراء الامريكيين، لمناطق تعتبرها امريكا في مركز اهتمامها، وتعلن هيكلة جديدة لا تأخذ بعين الاعتبار شروط الحرب الباردة والصراع الذي قام بين المحورين الدوليين، امريكا والاتحاد السوفييتي، بل تعيد الانتباه الي شكل الانظمة التي تحكم في الدول والبلدان العربية والاسيوية. وقالت رايس في محاضرة القتها في جامعة جورج تاون ان التهديدات الكبري تظهر الان في داخل الدول نفسها، وليس نتيجة عن الاحتكاك بينها . واضافت ان ما يهم الان هو شكل الانظمة السياسية اكثر من توزيع السلطة الدولية . وقالت رايس ان جزءا من اعادة هيكلة بناء الدبلوماسية الامريكية، هو ان الدبلوماسيين لن يترفعوا في سلك وزارة الخارجية الا بعد قبولهم العمل في مراكز وسفارات في دول خطيرة ومناطق ساخنة، وان عليهم الحصول علي معرفة مقبولة وخبرات في لغتين اجنبيتين علي الاقل، مشيرة تحديدا الي العربية، والصينية ولغة الاوردو التي يتحدث بها سكان باكستان، وجزء من سكان الهند. ولاحظت رايس ان توزيع الدبلوماسيين العاملين في سفارات امريكا لا يعكس الاهتمامات والاستراتيجيات الجديدة لادارة الرئيس الامريكي جورج بوش، فمثلا اشارت الي ان سفارة امريكا في المانيا يعمل فيها طاقم كبير جدا، 82 شخصا، وهو نفس الحجم العامل في سفارة واشنطن في الهند، مع ان تعداد الاخيرة يصل الي مليار نسمة. وكخطوة اولي ستقوم بنقل 100 شخص من الدبلوماسيين الامريكيين العاملين في اوروبا، وتوسيع حجم السفارات في الهند، ولبنان ونيجيريا ودول اسيوية اخري حيث سيكون للعاملين الاضافيين اثر جوهري . وقالت انه من اجل دفع ما اسمته الدبلوماسية الانتقالية او التحويلية علينا ان نغير توزيع طاقمنا الدبلوماسي . ويصل عدد العاملين في السلك الدبلوماسي الامريكي الي 6400 موظف. واشارت مصادر صحافية امريكية الي ان هذه الاجراءات قد ادت الي انتشار نوع من القلق بين الموظفين لانها ستطال علي الاقل ثلث العاملين في الدبلوماسية الامريكية. ولدعم هذه التغييرات، اعلنت رايس عن اعادة تشكيل الوكالة الامريكية للتنمية الدولية (يو اس ايد)، حيث تخطط لتغيير طبيعة منصب مديرها الذي رشحت له راندل توبياس، واعتباره بمثابة الوزير المساعد لوزيرة الخارجية لشؤون التنمية والمساعدة. ومع ان هذا التحرك لم يدمج الوكالة الامريكية في وزارة الخارجية، الا انها تهدف لتقريب الوكالة من الوزارة. وسيمنح المسؤول الجديد لها سلطات جديدة بشأن المساعدات الخارجية التي تقدمها واشنطن. ونقلت صحيفة واشنطن بوســــت عن محللين ان التغييرات الجديدة في طبيعة ادارة يو اس ايد قد يؤدي الي الكشف عن حجم المساعدات الخارجية. وقال مسؤول في مجموعة تمثل المنظمات غير الحكومية الامريكية ان التغييرات هذه قد تؤثر علي تدفق المساعدات المخصصة للتنمية حيث سيتم تحويلها لخدمة اهداف قصيرة المدي عسكرية ودبلوماسية. وتعكس التغييرات التي اعلنت عنها رايس يوم الثلاثاء، تحولا في اهتمامات امريكا الجديدة التي تتلخص في معركتها ضد ما تطلق عليه الارهاب الدولي، ومكافحة تهريب المخدرات وانتشار الامراض. وقال مستشار لرايس ان التغييرات الجديدة هي جزء من محاولات رايس زيادة الانخراط الامريكي مع العالم وحواره. ووصفت رايس مفهوم السياسة التحويلية او الانتقالية بانها لا تكتفي بتقرير الاحداث بل تؤثر عليها لتعزيز الديمقراطيات في كل انحاء العالم. وبموجب هذه السياسة التحويلية ستؤكد الخارجية الامريكية علي انشاء مراكز يحتلها شخص واحد في كبريات مدن العالم التي تصل الي 200 مدينة، يزيد تعداد سكان كل منها عن مليون شخص. وهذه المراكز مقتصرة الان علي الاسكندرية في مصر، وميدان في اندونيسيا. وتقول رايس هناك 200 مدينة في كل انحاء العالم تعداد سكان الواحدة منها يزيد عن المليون ولا يوجد لامريكا تمثيل رسمي فيها ، مع ان الفعل الحقيقي يحدث فيها . ويعتقد ان التحرك الجديد، يهدف الي انخراط الدبلوماسيين الامريكيين في الشارع بدلا من البقاء في داخل اسوار السفارات الامريكية التي تقام علي شكل قلاع في عواصم الدول العالمية. ومن ضمن الخطط ايضا، التأكيد علي استخدام الميديا المتعددة في الانترنت للتواصل بين الدبلوماسيين الامريكيين والمواطنين، وانشاء وحدات تدخل سريع لحل المشاكل الاقليمية وتعمل مع الضباط العسكريين لتعزيز الاستقرار بعد انهاء الصراعات.وقال مسؤولون بوزارة الخارجية الامريكية ان هذه الخطوة تتزامن ايضا مع تركيز جديد علي ان يكون للدبلوماسيين دور أكبر في الخارج لترويج صورة امريكا بما في ذلك القيم الديمقراطية. وستساعد اعادة الهيكلة رايس علي وضع بصمتها علي البعثات الدبلوماسية بعد أن حظي سلفها كولن باول باعجاب واسع بين الدبلوماسيين الامريكيين لتزويدهم بالتكنولوجيا المتطورة لتمكينهم من اداء وظائفهم بشكل أكثر كفاءة.

mostread1000000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية