الخوف يحول شوارع بغداد لمتاهات من الحواجز الخرسانية

حجم الخط
0

الخوف يحول شوارع بغداد لمتاهات من الحواجز الخرسانية

الخوف يحول شوارع بغداد لمتاهات من الحواجز الخرسانيةبغداد ـ من لين نويهض:وكأن القنابل والرصاص لا تكفي.. أصبح مجرد السير في العاصمة العراقية بغداد هذه الايام كابوسا بطيئا يعذب العراقيين الذين يدورون في متاهة من حواجز الطرق والاسلاك الشائكة ونقاط التفتيش المنتشرة في المدينة. قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 مباشرة كان التحرك في المدينة سهلا امنا لكن بعد أن اصبحت الهجمات الانتحارية واطلاق النار من السيارات المسرعة من الروتين اليومي بدأت تظهر حواجز خرسانية تحمي المباني من السيارات الملغومة.وعلي مدي نحو ثلاث سنوات ظل كل من يملك ثمن هذه الحواجز يبنيها ويحرسها بمسلحين يمنعون الناس حتي من دخول الشارع مما يحدث فوضي مرورية. هذا بالاضافة الي الشرطة والجيش وقوات تابعة لوزارة الداخلية التي تقيم نقاط تفتيش دون تنسيق فيما بينها لتسود حالة من الفوضي في بغداد. وقال السائق تيمور طلال اذا كنت ذاهبا لمكان يبعد عشر دقائق فانك قد تحتاج في بعض الاحيان لثلاث ساعات للوصول اليه . وأضاف يغلقون الطرق في كل ارجاء بغداد.كل حزب سياسي أو شركة تغلق شارعها للامان وكل مسؤول يخلي الشارع ليمر ركبه المسلح . العديد من الاحزاب السياسية لها ميليشياتها الخاصة لحمايتها وكثيرا ما يسير المسؤولون وحتي رجال الاعمال والصحافيون الاجانب في الشوارع بحراسة مسلحة تمنع أي شخص من الاقتراب. ونصف شارع سعدون وهو شارع رئيسي في بغداد متفرع من الميدان الرئيسي الذي اسقط فيه تمثال الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 2003 مغلق بحوائط خرسانية. وشارع ابو نواس الذي يمتد علي الضفة الشرقية لنهر دجلة الذي كانت ذات يوم تنتشر علي جانبيه المطاعم المفتوحة وكان العراقيون يستمتعون بالتجول فيه مغلق منذ فترة طويلة بسبب فندقين ومقار عدد من المؤسسات الاعلامية. وفي واقع الامر يمكن لاي جماعة مسلحة اقامة نقطة تفتيش واستخدامها في السرقة او الخطف أو القتل. ونظرا لتواصل اعمال العنف في البلاد تتعرض الحكومة لضغوط كبيرة لفتح الطرق وتقول انها ستفعل. وقال عصام فاروق وهو سائق في بغداد هناك عدد مبالغ فيه من المسؤولين والاحزاب وكلهم يحمون انفسهم بهذه الطريقة. لا أحد يعرف ما يحدث. الكل يكسر القوانين والمواطن العادي الذاهب لعمله هو من يعاني . وأضاف في بعض الاحيان تري سيارات اسعاف أو اطفاء تجاهد للوصول الي مكان ويكون الامر أكثر خطورة عندما تزدحم الطرق لانه اذا وقع هجوم لا يكون هناك منفذ للفرار .ولا يبدو ان الحواجز والاسلاك الشائكة قد حققت نجاحا في درء خطر المفجرين او خفض عدد القتلي والجرحي الذين يسقطون كل يوم. والمنطقة المحاطة بأعلي اجراءات الأمن في بغداد هي المنطقة الخضراء التي تضم السفارتين الامريكية والبريطانية ومقر الحكومة العراقية. وهي محاطة بعدة صفوف من الحواجز والاسلاك الشائكة ويقصدها كبار المسؤولين وفي بعض الايام يكون من المستحيل الاقتراب منها. وأغلقت الشرطة العراقية الشارع المؤدي الي المنطقة الخضراء مرتين هذا الاسبوع مرة بسبب مظاهرة في مكان قريب ومرة بسبب توقع مرور ركب شخصية مهمة. وذات مرة حوصر المراسل الذي أورد هذا الخبر مع 20 سيارة أخري في مساحة صغيرة من شارع بالقرب من وزارة الخارجية به نقطتا تفتيش لمدة نحو نصف ساعة. ففي طرف من الشارع اقامت قوات خاصة مسلحة تحمي وزارة الداخلية نقطة تفتيش خاصة بها ومنعت المرور. وعلي الطرف الاخر من الشارع اغلقت نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي الطريق ومنعت المرور.ويقول هادي العامري زعيم منظمة بدر الجناح العسكري السابق لحزب شيعي يسيطر علي وزارة الداخلية ان جزءا من المشكلة هو عدم التنسيق بين الافرع المختلفة لقوات الامن. وهذا يصعب وقف عمليات الخطف والقتل التي تتهم جماعته بارتكابها بالتنكر في زي الشرطة غير انه ينفي ادارة فرق اغتيال شبه رسمية. ويقول انه ليس هناك فصل واضح للمسؤوليات بين وزارتي الداخلية والدفاع لذلك تقع مثل هذه الاعمال. ووصف حالة الفوضي التي تسود البلاد حاليا بانها مؤسفة. (رويترز).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية