الخرطوم تعلن دخول مفاوضات ابوجا مراحلها النهائية
الخرطوم تعلن دخول مفاوضات ابوجا مراحلها النهائيةالخرطوم ـ القدس العربي ـ من كمال حسن بخيت: يبدو ان الدماء لن تجف قريباً من جنوب السودان علي الرغم من توقيع اتفاق السلام الشامل بين الحكومة والحركة الشعبية والذي أكمل عامه الاول خلال الايام الماضية ليتجدد القتال في الجنوب بين الجنوبيين هذه المرة. فقد أعلن قائد قوات دفاع الجنوب غوردون كونق شول مقتل نحو 200 مواطن في مواجهات بين قوات دفاع الجنوب وقوات الحركة الشعبية بولاية جونقلي إثر محاولة الأخيرة نزع سلاح الأولي عنوة، واضاف ان المواجهات اندلعت أمس الأول وما زالت مستمرة. وهاجم الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة بالمنطقة وذكر ان صمتها يعني مشاركتها الضمنية في تلك الأحداث.أما علي صعيد الاوضاع في غرب السودان واقليم دارفور الملتهب فقد أعلنت الحكومة امس ان مفاوضات السلام مع متمردي دارفور الجارية حاليا في العاصمة النيجيرية ابوجا دخلت مراحلها النهائية الحاسمة، ونقلت وسائل الاعلام الرسمية امس عن رئيس وفد الحكومة التفاوضي مجذوب الخليفة احمد الموجود في ابوجا ان التفاوض دخل مراحله النهائية وتمت مناقشة جميع البنود المتعلقة بمحاور التفاوض المتمثلة في السلطة والثروات والترتيبات الأمنية. واوضح احمد انه تم الاتفاق علي البنود الثلاثة الاولي من محور السلطة المتعلقة بالمبادئ العامة وحقوق الانسان ومعايير قسمة السلطة مشيرا الي ان الحكومة قدمت اراء ايجابية في البند المتعلق بمستويات الحكم والاختصاصات المختلفة وشاركها في ذلك المجتمع الدولي. وأكد دعم حكومته للتمثيل العادل لأهل دارفور معتبرا ان الحركات المسلحة لا تمثل أهل دارفور وستجد نصيبها عندما تتحول الي احزاب سياسية مشيرا الي ان الحكومة والاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي متفقون علي ضرورة قيام مؤتمر جامع لأهل دارفور باعتباره جزءا مكملا للاتفاق. وأكد انه تم الاتفاق مع ممثل السكرتير العام للامم المتحدة بالسودان يان برونك علي ضرورة توفير الامن في دارفور بمساعدة المجتمع الدولي مؤكدا التزام حكومته بذلك.وناشد الاطراف الاخري بالالتزام الصارم بوقف النار خلال الحوار وتنفيذ اتفاقية انجمينا مشددا علي ان تعزيز الامن يجب ان يأخذ الأولوية لتأثيره المباشر علي الابعاد الانسانية وتطبيق اتفاقية السلام. وعن تحويل دور الاتحاد الافريقي في دارفور الي الامم المتحدة نهاية اذار (مارس) المقبل أكد ان حكومة بلاده تتمسك بالاتحاد موضحا ان هناك مبدأ في الامم المتحدة بان تتولي الاقاليم حل مشاكلها دون تدخل وأن افريقيا أحد هذه الأقاليم. وأشار الي ان الاتحاد أحرز تقدما بعدد من المواقع والآن بصدد النجاح في السودان مؤكدا انه يجب عدم استغلال ضعف الامكانات المالية والعتاد لاجهاض مسيرة الاتحاد ومصادرة ايجابياته وان القادة الافارقة اذا وجدوا الدعم الكافي دون ابتزاز فانهم قادرون علي حل مشاكلهم. وأكد ان ارسال قوات دولية الي دارفور لن يتم الا بالتشاور مع حكومة الخرطوم معربا عن أمله في ان يتم التوصل لاتفاق سلام باعتباره الحل لاستقرار البلاد. ومن جانبه أكد يان برونك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان أن قوات الأمم المتحدة لن تتدخل في السودان ضد إرادة السودانيين باعتبار أنها ليست قوات تابعة لحلف الأطلسي وأن دخولها لدارفور لن يتم إلا بطلب من الإتحاد الافريقي حين يؤكد أن الانتقال ممكن وأن القوات الدولية لن تعمل إذا لم يكن هناك سلام ووقف لإطلاق النار. وطلب برونك خلال مخاطبته مساء امس بأبوجـــــا الجلسة المشتركة للوفود بمشاركة الاتحاد الافريقي والمجتمع الـــــدولي، من الاتحاد الافريقي الاستمرار في عملية السلام مؤكدا دعم الأمم المتحدة له في هذه المهمة بنسبة 100%، كما طالب بمشاركة كافة أهل دارفــــور في توقيع السلام للانطلاق نحو التنمية والديمقراطية. وأضاف أن الأمم المتحدة تشعر بقلق كبير بسبب تزايد أعـــــمال العنف وسقوط القتلي من المدنيين، مشيرا الي أن التوتر بين السودان وتشاد ترك آثارا ســــالبة علي ولاية غرب درفور وأن هناك مجموعات من المسلحين لا يمكن التحكم فيهم، حيث تعرض العاملون بالأمم المتحدة في مجال الإغاثة الي الهجوم من تلك الجماعات مشيرا الي ان قرارا اتخذ الاسبوع الماضي بعدم تقديم معونات إنسانية في المناطق التي يوجد فيها قتال، وأكد برونك أن الامم المتحدة إذا طلب منها إرسال قوات دولية الي دارفور فلن تتصرف وحدها وإنما عن طريق شراكة مع الاتحاد الافريقي ولن تبادر وحدها بالدخول.