الحوار الحضاري والهجرة في جدول اعمال ندوة بالرباط بمناسبة مرور عقد علي مسار برشلونة
الحوار الحضاري والهجرة في جدول اعمال ندوة بالرباط بمناسبة مرور عقد علي مسار برشلونةالرباط ـ القدس العربي من محمود معروف:شكل الحوار الحضاري والهجرة محورين رئيسيين لندوة اختتمت امس الاربعاء بالرباط حول المشروع المتوسطي بمشاركة سياسيين مغاربة واسبان وفرنسيين وذلك بمناسبة مرور عشر سنوات علي انطلاق مسلسل برشلونة.وأكد نبيل بنعبد الله وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية أن الحوار بين الشعوب والثقافات يجب أن يلعب دورا حاسما في بناء الفضاء الأورو ـ متوسطي ، وأن هذا الحوار يشكل اليوم ضرورة، ليس فقط للتموقع ضد ايديولوجية تصادم الحضارات تحت غطاء مواجهتها ولكن لافشال تصادم الجهل الذي يعتبر أكثر هدما وبات ضرورة ملحة، وواجبا أخلاقيا وانسانيا وشرطا أساسيا للدفع بالتعاون البناء والمثمر ولارساء تعايش سلمي بين البشر .وأضاف بن عبد الله أن الحوار يجب أن يكون قائما علي الاحترام المتبادل بين الجميع، والسهر علي حماية مبادئ القانون والعدالة والانصاف واعطاء دفعة لجهود المجموعة الدولية الهادفة الي نشر التسامح وارساء الأمن والسلام والتعايش بين البشر .وتهدف الشراكة الأورو ـ متوسطية حسب المنظمين الي بناء منطقة للاستقرار السياسي والرفاه الاقتصادي بين الاتحاد الأوروبي وجيرانه المتوسطيين وينص اعلان برشلونة علي ضرورة شمول التعاون بين دول ضفتي البحر المتوسط الجانب السياسي والأمني والاقتصادي والمالي والاجتماعي والثقافي والانسانيوقال المسؤول المغربي انه خلال السنوات الأخيرة، أخذ الجانب الاجتماعي بعدا جديدا حيث أن حوار الحضارات والهجرة هما الموضوعان اللذان يحظيان بالأولوية يندرج في هذا الاطار وان البعد الانساني يبقي الجانب الأساسي للشراكة الأورو ـ متوسطية حيث يتعلق الأمر بتعزيز دور والمشاركة الفعلية للمواطنين والمجتمع في هذا المسلسل .وقال بنعبد الله ان الحوار يجب أن يتجاوز الآليات الكلاسيكية للتعاون والمساعدة الدولية والاقليمية وايجاد روابط له في المعرفة والتفاهم المتبادل ليس فقط من قبل الدول والمؤسسات ولكن أيضا من قبل المجتمعات والأشخاص الذين يعيشون في هذا الفضاء المشترك .وأضاف أن تطلعاتنا ورهاننا وارادتنا من أجل تجديد عميق وبشكل قطعي للحوار بين الشعوب والثقافات في الفضاء الأورو ـ متوسطي في مستوي الرهانات الكبري المطروحة: السلم وهو ليس سلم الخوف والهروب، وسلم الجهل واللامبالاة وانما سلم الشجاعة والاقتناع والاجتهاد وحب الاضطلاع والمعرفة والتحاور .وقال ان بلوغ حوار ناجع وعميق يقتضي مضاعفة اللقاءات التي تعمق التعايش وتشجع علي التقارب والتفاهم بين الشعوب وهو الهدف الاسمي لتعزيز الروابط الانسانية التي من شأنها ان توحد الشعوب والامم .وأكدت نزهة الشقروني الوزيرة المغربية المكلفة بالجالية المقيمة بالخارج، أن الشراكة الأورو ـ متوسطية يجب أن تقدم أجوبة طموحة لظاهرة الهجرة التي يجب ان تصبح مصدرا للاغناء المتبادل بين ضفتي المتوسط.وقالت الشقروني انه بغض النظر عن الاختيار بين الفتح الكلي للحدود الأوروبية أو اغلاقها المحكم، فقد حان الوقت لفتح نقاش حول رهانات ظاهرة الهجرة، سواء كانت سياسية، اجتماعية، اقتصادية، ثقافية أو أمنية .وأوضحت أن هذا النقاش، الجدي والمستقبلي، يجب أن يعالج ظاهرة الهجرة انطلاقا من ثلاثة أبعاد وهي واجب التضامن الاقليمي وضرورة الأمن الجماعي وملاءمته مع تطور سوق الشغل بأوروبا.واعتبرت المسؤولة المغربية أن اعادة صياغة سياسة للهجرة علي مستوي الفضاء الأورو ـ متوسطي تفرض نفسها من الآن فصاعدا وأنه بدون حكم مسبق لتوجهها المستقبلي يبقي من الضروري أن تشرك هذه الأخيرة دول الاستقبال والدول المصدرة للهجرة وكذلك دول العبور.وأضافت أنه لتقديم أجوبة متوازنة ودائمة، فان هذه السياسة يجب أن تتجاوز الاطار الحكومي المحض وتنفتح علي المجتمع المدني والأوساط الاقتصادية والمهاجرين أنفسهم. وقال الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية المغربي أن بلاده عازمة علي تعزيز التعاون مع الاتحاد الاوروبي في اطار سياسة الجوار للاتحاد كما أنها تظل فاعلة لمسلسل برشلونة الذي يجمع بلدان جنوب وشرق المتوسط.وأضاف الفاسي الفهري يتعين علينا انجاح مسلسل برشلونة وسياسة الجوار للاتحاد الاوروبي وان المغرب عازم علي مواصلة العمل لتعميق هذا التعاون في الاطار الثنائي وفي اطار اتفاق الشراكة الذي تعزز مؤخرا بمخطط عمل في اطار سياسة الجوار .وأشار الي أن المغرب يظل أيضا مناضلا نشيطا في مسلسل برشلونة الذي يضم الاتحاد الاوروبي وجيرانه من الضفة الجنوبية لحوض البحر الابيض المتوسط متسائلا عما اذا كانت أوروبا راضية عن الاليات الحالية للتعاون والشراكة مع جيرانها في حوض المتوسط .وقال ايلمار بروك رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الاوروبي ان ارساء تعاون وثيق في اطار سياسة حسن الجوار سيكون مفيدا بالنسبة لضفتي المتوسط لانه يمكن من ضمان مصالح كل طرف مضيفا أن الامر يتعلق اليوم بالاستقرار والسلم والامن في المنطقة وكل هذا رهين بحسن الجوار .وأكد أن البرلمان الاوروبي يعتبر أن تطوير أوروبا نحو الشرق هو بنفس الوزن الذي يحظي به تطورها نحو الجنوب .