الحكيم يدعو الي التهدئة: الذين استهدفوا المرقد لا يمثلون السنة

حجم الخط
0

الحكيم يدعو الي التهدئة: الذين استهدفوا المرقد لا يمثلون السنة

الحكيم يدعو الي التهدئة: الذين استهدفوا المرقد لا يمثلون السنةلندن ـ القدس العربي : شكك كثير من المعلقين العراقيين بقدرة الحكومة العراقية الانتقالية علي احتواء العنف بسبب تدمير مقام الامام الهادي في مدينة سامراء والذي ادي الي مقتل العديد من العراقيين من السنة والشيعة، وادي لانفجار موجة من العنف الطائفي وتدمير مساجد للسنة وقتل ائمتها.وفي الوقت الذي اعلنت فيه الحكومة عن تمديد اجراءات حظر التجول في بغداد، الا ان عددا من المعلقين قالوا ان الورقة لم تعد بيد الحكومة الانتقالية، بل في ايدي المراجع الدينية، والهيئات التي تمثل السنة، فبيد هذه الجماعات والمرجعيات ادخال البلاد في حرب اهلية، ومنعها. واكد معلق في جامعة بغداد نقلت عنه صحيفة لوس انجليس تايمز قوله ان القادة الدينيين هم الذين يملكون السلطة في البلاد . وقالت الصحيفة ان تصاعد قوة المرجعيات يعتبر اخبارا غير طيبة للامريكيين الذين حاولوا تعزيز مواقف الجهات العلمانية، ومع ذلك فشلت محاولاتهم. ولا يملك الجيش الامريكي اي تأثير علي المرجعيات الشيعية ولا علي علماء السنة. وفي المقابل ينظر العراقيون الي الجماعات العلمانية بانها قريبة من الاحتلال الامريكي. ويشار في هذا الاتجاه الي اياد علاوي، رئيس الوزراء المؤقت السابق الذي لم ينجح في تحقيق اي تمثيل قوي في الانتخابات الاخيرة. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية ان الامريكيين لا زالوا يعيدون انتاج نفس الوجوه منذ الاحتلال، عام 2003. واشار ان الكثير من العراقيين يبغضون الاحتلال ويربطون كل السياسيين الذين يتسيدون المشهد بالاحتلال الامريكي . وحتي القيادات الدينية التي عادت الي العراق بعد انهيار نظام الرئيس السابق صدام حسين، تعرضوا للانتقاد من مرجعيات ظلت في العراق طوال فترة حكم صدام، ومن بين الاصوات التي صعدت صوت مقتدي الصدر الذي اصبح يملك تأثيرا واسعا في اوساط العراقيين الفقراء، في احياء مثل مدينة الصدر، وبني شرعيته علي بقائه في العراق وارث والده الذي اغتيل عام 1999. ولم يجد السياسيون الذين ارتبطوا بالاحتلال او الذين اقاموا علاقات مع الذين يتعاونون مع الاحتلال الا الشجب والتنديد بما حدث في مدينة سامراء، وفي الوقت الذي يتراجع فيه دور السياسيين بسبب فشلهم في تقديم حل للعراقيين تتصاعد قوة المرجعيات والمشايخ. ويعلق باحث قائلا لا توجد لدينا حكومة جيدة ولا سلطة قادرة علي تطبيق القانون . ومن هنا جاءت تصريحات السيستاني عقب الانفجار اذا لم تكن القيادة السياسية قادرة علي توفير الامن فالمؤمنون سيقومون بتوفيره . واعترف قادة امريكيون ان حربا اهلية فكرة مطروحة علي البساط الا انها لم تتحقق بعد، ورفضت القيادات الامريكية في العراق الحديث عن هذه الحرب، حيث تحدثوا عن امكانية تسليم المهام الامنية للعراقيين باشراف امريكي. وكانت جماعات الامن العراقية قد اتهمت بالقتل والاعتقال العشوائي، خاصة الفرق التابعة لوزارة الداخلية التي اخترقتها ميليشيات بدر، والتي اتهم زعيمها، عبد العزيز الحكيم الولايات المتحدة بالدفع لتفجير الازمة. وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان اتهامات الحكيم الذي حقق دخوله للعراق من المنفي عبر 100 الف جندي امريكي، واكثر من الفي قتيل امريكي، تشير الي انحدار في الوضع السياسي. واتهمت الصحيفة القيادات السنية بالتركيز علي عمليات الرد والقتل التي قامت بها جماعات شيعية ضد السنة، ولم تقم بشجب ما حدث في مسجد العسكري، مع ان كل القيادات السنية شجبت الحادث. واعتبرت الصحيفة الامريكية ان الحفاظ علي وحدة العراق يبدو صعب المنال. فيما اشارت صحيفة لوس انجليس تايمز الي ان الحرب الاهلية في لبنان قد تبدو حدثا عابرا والتي استمرت 15 عاما، حالة اندلاع الحرب الاهلية في العراق. واعتبرت الصحيفة ان حل الازمة خرج من يد امريكا ويجب اعطاء دور الوساطة للدول العربية والاسلامية والمرجعيات الدينية من الطرفين. ويجب التأكيد لهذه الدول ان انحلال العراق وتفككه سيتركان اثارا مدمرة عليها، خاصة تركيا، ايران، الاردن والسعودية. ولا تستبعد التعليقات الصحافية استمرار التوتر في العراق لعدد من الايام القادمة، وهو التوتر الذي اثر علي المفاوضات لتشكيل الحكومة الدائمة. وقالت صحيفة فايننشال تايمز ان تفجير القبة الذهبية يعتبر ضربة موجهة تهدف الي دفع العراق الي حافة حرب طائفية واسعة بين السنة والشيعة. وكانت الضربة موجهة بشكل يخلق في الحقيقة خطرا حقيقيا من انها ستنجح في تحقيق هدفها، مشيرة الي ان ضبط النفس اصبح صعبا. واشارت الي الدور الذي يلعبه رجال الدين، مشيرة الي دور السيستاني، حيث قالت علي السيستاني والقادة العراقيين اتخاذ قرار حول ما اذا كانوا سيمارسون تلك السلطة ويتقاسمونها في ظل عراق فدرالي لان البديل لذلك هو الحرب . ولا تزال الصحف تدور حول المدي الذي وصلت اليه الاوضاع في العراق، هل دخلنا الحرب الاهلية ام لا زلنا في المراحل التحضيرية لها، واستغرقت التعليقات في تحليل اثر هذه الحرب علي المصالح الامريكية والبريطانية. ويتفق المعلقون انه مع كل حادث يخسر الامريكيون والبريطانيون، والعراقيون المتعاونون معهم حلم الحفاظ علي عراق موحد، حيث قالت الغارديان ان الخيارات تتضاءل، واصبح تطبيق الخطط التي تم وضعها قبل اسابيع للحوار السياسي والانسحاب التدريجي للقوات واجراء محادثات مع المسلحين الذين لا يمكن هزيمتهم، اكثر صعوبة بكثير من قبل. وقالت صحيفة ديلي ميل عن تشاؤمها بسبب الاحداث الماضية وقالت يواجه الحلفاء الآن اخطر ازمة منذ غزو العراق. فبعد ان فشلوا في تحقيق الاستقرار، فربما يخفقون كذلك في تنصيب حكومة تمثل الشعب العراقي وتقدم للعراق امله الوحيد في السلام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية