الحرب الفكرية اخطر من الغزو العسكري واقل تكلفة

حجم الخط
0

ما هي الحرب الفكرية؟ لماذا يتبع اوباما الحرب الفكرية ضد العرب؟ الحرب الفكرية مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى، أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة، وهو أخطر من الغزو العسكري، لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية، وسلوك المآرب الخفية في بادئ الأمر، فلا تحس به الأمة المغزوة ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له، وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه، وتكره ما يريد منها أن تكرهه. محاولة التأثير على المواطن العادي عن طريق الإعلام ‘التلفاز’، ووسائل الأنباء، حيث أنها تقوم بإدخال فكرة معينة إلى عقل المواطن تجعله يصدقها بشكل من الأشكال.
وعد اوباما عندما دخل البيت الأبيض أن يحسن صورة أميركا في العالم الإسلامي والعربي التي انهارت في زمن الرئيس السابق بوش وازداد كره الشعوب لأميركا بعد حرب أفغانستان والعراف وسوء المعاملة التي عانت منها الشعوب من تصرف الجنود الأمريكان غير الإنسانية والأخلاقية كما حدث في سجن أبو غريب وغوانتنامو. وتصريحات بوش بتدمير الشعوب العربية أخلاقيا ودينيا وإعلانه أنها حرب صليبية ضد الإسلام. أن الشعوب أصبحت لديها قناعات ان الحرب ليست الحل لحل المشاكل الحروب العسكرية لا تؤثر كما تؤثر الحروب الفكرية على الثقافات الدينية والشعوب لجوء اوباما إلى تغيير سياسة البيت الأبيض ليخفف تهديد التطرف والعنف ضد أميركا وللحفاظ على مصالح أميركا في الشرق الأوسط. ولتخفيف أعباء الموازنة التي دمرت على زمن بوش الرئاسة السابقة وأدى ذلك إلى انهيار المئات من البنوك والبورصة الأميركية .
وجد الأمريكان أن سياسة الحرب الفكرية العقلية تحافظ على مصالح أميركا وتحقق الأهداف بأقل التكاليف المطلوبة. لان تكلفة الحرب الفكرية التي تشنها أميركا في سنة واحدة تعادل تكاليف ما يكلف الجنود الأمريكان ساعة واحدة في أفغانستان أو العراق. مع الحفاظ على الأرواح البشرية .
ثقافة عصرنا الحالي الذي وصلت فيه البشرية إلى درجة من التحضر وممارسة الديمقراطية وحقوق الإنسان واستخدام التكنولوجيا المتطورة أدركت الشعوب أن الحل ليس بالحرب لحل المشاكل في كل الأحوال وقد تكون الحرب أسوأ حل الحرب التي تريدها أمريكا حرب فكرية عقلية تصطدم فيها الأفكار وتتصارع فيها الأدلة العقائدية والتاريخية والتراثية والفتاوى الحرب الفكرية العقلية هي الحل الأمثل ليس فقط في نشر الحرية الدينية لمواجهة المتطرفين بل أيضا في مواجهه الاستبداد لذلك بدا يعلمون الديمقراطية وثقافتها قبل فرضها على الناس.
هدفهم في ذلك أيجاد صراع بين المجتمعات وصراع داخل المجتمع نفسه عن طريق تقسيم الشباب إلى أتباع العديد من المنظمات المتعددة الأفكار لإضعاف دور الشباب في المجتمع ولإشغالهم عن إتباع المتطرفين وإيجاد صراع بين الشعب والحكومات الظالمة المستبدة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والإعلام وحرية الصحافة والمساواة بين الجنسين والقضاء المستقل والمجتمع المدني وهم على علم بان الحكومات العربية ترفض كل الرفض هذه الحقوق والمطالب .
لذلك تجد في المجتمعات العربية العديد من المنظمات المجتمعية تعمل جهارا نهارا أو تحت أسماء مخفية لكسب الشباب وتقسيم المجتمع وزرع الفتن وإضعاف الجبهة الداخلية للوطن.
إبراهيم القعير

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية