الحدود التي يشكلها جدار الفصل تعني التنازل عن كل ما هو موجود شرقه المتمثل بشمال الغور وجنوبه

حجم الخط
0

الحدود التي يشكلها جدار الفصل تعني التنازل عن كل ما هو موجود شرقه المتمثل بشمال الغور وجنوبه

الحدود التي يشكلها جدار الفصل تعني التنازل عن كل ما هو موجود شرقه المتمثل بشمال الغور وجنوبهمنذ حرب الايام الستة عام 1967، توجد في اسرائيل ثلاث توجهات مركزية تميز طبيعة الجدل في اسرائيل حول مستقبل الاراضي المحتلة. أ ـ ارض اسرائيل الكاملة : علي اسرائيل أن تُنجز وتجسد حق الشعب اليهودي علي ارض اسرائيل الكاملة، وأنه لا يحق لها الانسحاب من هذه المناطق، بل ان من واجبها ضم هذه المناطق لاسرائيل، وهذا هو التوجه التقليدي لحزب الليكود وللجمهور المتدين الوطني ولليمين.ب ـ الانسحاب الكامل: ان هذه المناطق محتلة من قبل اسرائيل، وهي، أي اسرائيل، لا يحق لها الاستمرار في الاحتفاظ بها، ولذلك فانه يتوجب عليها الانسحاب الي خطوط عام 1967، هذا التوجه كان يمثل آراء اليسار الاسرائيلي المتطرف، ولكنه في السنوات الأخيرة أخذ يسيطر كذلك علي حزب العمل.ج ـ تسوية اقليمية: إن لاسرائيل الحق في الاحتفاظ بأرض اسرائيل التي احتلتها في حرب دفاعية. ولكن من اجل الحفاظ علي طابعها كدولة يهودية صهيونية وديمقراطية، فانه يجب عليها التنازل عن جزء من هذه الارض وضم الباقي ضمن تسوية. هذا التوجه، الذي كان اول من طرحه ايغال ألون، حتي خلال العمليات في حرب الايام الستة، وكان هذا هو الطريق المركزي لدي حزب العمل، وكان هذا هو طريق اسحق رابين حين وقع علي اتفاقات اوسلو، وبناء عليه أسس خطته للتسوية الدائمة والتي أعلن عنها قبل شهر واحد من مقتله، من منصة الكنيست. هذا التوجه يميز بين مناطق مختلفة بناء علي تركيبتها (المناطق) الديمغرافية، ففي الوقت الذي يجب علي اسرائيل الانسحاب منها لانها كثيرة السكان، توجد مناطق قليلة السكان يجب الاحتفاظ بها، مثل غور الاردن ومنطقة شمال البحر الميت، والتي لا يوجد (تقريبا) فيها سكان فلسطينيون، وفيها متسع كبير لاستيطان يهودي، كما أنها تعتبر خطوطا دفاعية ممتازة ورأس فاصلة بين الدولة الفلسطينية وبين الجبهة الشرقية. لذلك، يجب علي اسرائيل أن تحافظ في كل تسوية سياسية علي منطقة غور الاردن وشمال البحر الميت الي جانب كتلة المستوطنات، وأن تبقي تحت السيادة الاسرائيلية.هكذا كان طريق حزب العمل الي ما قبل خمس سنوات، ففي عام 2000 انحرف ايهود باراك عن طريق التسوية الاقليمية، وجسد خط اليسار الاسرائيلي بالانسحاب التام، وحاول صنع سلام مع الفلسطينيين مقابل التخلي عن 98 في المئة من الاراضي، وتبادل 2 في المئة من المناطق في النقب، لكن اقتراحاته هذه في مفاوضات كامب ديفيد وطابا رُفضت من قبل الفلسطينيين بهجمات دموية في ذلك الحين. والآن، وقد اتضح لمعظم أتباع اليمين الاسرائيلي أن فكرة ارض اسرائيل الكاملة ليست توجها موضوعيا، وأن طريق الانسحاب التام قد جُربت وجلبت حربا فظيعة، فمن الطبيعي أن تجرب اسرائيل طريق التسوية الاقليمية وأن تكرسها من جانب واحد. من الواضح أن البرنامج السياسي لحزب كديما يدل علي أن شارون قد تنازل عن منطقة غور الاردن، وهذا ليس سهوا، لأن غور الاردن لم يأت ذكره كمنطقة اسرائيلية بعد رسم الحدود علي عكس الكتل الاستيطانية الكبيرة.البرنامج الذي نشر مؤخرا يدل علي أن جدار الفصل يشكل الحدود التي خطط لها، وأن تفسير ذلك يعني التنازل عن كل ما هو موجود شرق هذا الجدار، وأن امتناع الحكومة عن اقامة جدار فصل شرقي في الوقت الذي تشيد فيه محطتان حدوديتان، واحدة شمال الغور والاخري جنوبها، يؤكد هذا الاحساس. وفي خطابات كثيرة، ومن بينها خطابه أمام المراسلين في التاسع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2005، وعد شارون بالحفاظ علي منطقة غور الاردن، واذا كان الامر كذلك، فلماذا لا يذكره في برنامجه السياسي؟ لهذا، علي شارون أن يوضح ذلك لجمهوره.أوري هايتنركاتب في الصحيفة(معاريف) 4/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية