الحب الآخر..
سهيل كيوانالحب الآخر..أشهر ورقة ملونة أمام عينيها قائلا: انظري مؤتمر مصففي الشّعر العالمي لأجل السلام وعندما لم تعره انتباها قال بِحنكٍ رخو لا تستهتري بنشاط كهذا . ابتسامته المترنحة وتأكيداته المتكررة حول برنامج المؤتمر أيقظت لديها مشاعر الشك التي لم تعرفها بهذه الحدة من قبل،علي هامش هذا المؤتمرالغريب ما يخفيه عنها!ہہہأيقظته هواجسه قبل الموعد الذي ضربه مع ساعة هاتفه،ارتخاء جفنيه أمام حدقتي عينيها الثاقبتين، فطوره الخفيف الذي دس نصفه بصعوبة في بلعومه مثل عاشق، ثم قبلته المرتبكة وكأنّه يعتذر سلفا عما هو مقدم عليه..وأخيراً صوته الأقرب لصوت أنثي وهو يقول لها بغنج.. باااااي!كلها إشارات أكدت لها أن مؤتمر مصففي الشعر العالمي لأجل السلام لن يجلب سلاما بل قد يشعل ناراً بينهما!ہہہإنها لا تستقبل أحدا إلا بموعد مسبق حسب قرار رابطة المنجمين كي يتسني لهم تبادل المعلومات عن زبائنهم، اليوم ستزورها زبونة ثقيلة تطلب الكشف عن مستقبلها، وبناء علي نصيحتها ستقرر الزبونة الي أي القوائم تنضم قبيل الانتخابات لتضمن بقاءها في البرلمان.أذهلت زبونتها البرلمانية بسؤالها عن والدتها الراقدة في المستشفي،حدثتها عن الغيرة والخصوم والمؤامرة الكبيرة التي تحاك ضدها، وأخيراً نصحتها بالانضمام لحزب الجنرال، دفعت هذه لها بكرم كبير وخرجت أكثر قناعة بضرورة القفز مع الموجة العالية.ہہہكانت قد صدّقت أن الزمن بصيغه الثلاث مكشوف لها، ورغم ذلك شعرت بخيبة فظيعة وقالت لنفسها أنا التي أكشف أسرار الناس،أنا التي يقصدني رجال ونساء حتي من أصحاب القرارفي مصيرالبلاد والعباد! لا أعرف ما الذي يفعله الرجل الذي يعيش في حضني منذ عامين!ہہہشغّلت جهاز التلفزيون ولاحقت الشريط الأخباري 14 اصابة انفلونزا طيور في تركيا ، اسقاط مروحية شماليّ بغداد ، اغتيال اثنين من قادة الجهاد في جنين ، حالة الجنرال حرجة ولن يعود الي وعيه . صفعت راحتها بجبينها، ما أغباني قالت لنفسها، لقد ضيّعتْ ضربة حظ كبيرة، لو تنبأت بانفجار مخ الجنرال! لوقف الزبائن الدّسمون علي بابي بالمئات! كان واضحا أنّ هذا سيحدث له بعد الانفجار الأول! أي طبيب مختص يعرف أن الاحتمال كبير بانفجار ثان أقوي من الأول! كان عليّ أن أغامر، شعرت بضياع فرصة قد لا تعوّض،البطالة التي كانت تعلّم التطريز فيما سلف،صارت تعلِّم التنجيم لأن المطرَّزات تصل من الصين وتركيا رخيصة جدا، التنجيم مهنة مطلوبة مثل الطبخ بل أكثر في معظم القنوات التلفزيونية، حتي في الصحف الثورية والملتزمة، والمنافسة علي أشدها!ہہہيجب أن تشعره بحدسها وحسها وقلقها ليس لأنها عرّافة، بل لأن بوصلة أحاسيسها كأنثي نبهتها منذ أشهر! ببساطة لأنه يعود بعد لقاءاته الهامة فارغا مثل قربة حسب تعبير سمعته أو قرأته في مكان ما! وينسي أنوثتها وحاجتها لأسابيع، وإذا اقترب منها فهو يؤدي وظيفة بشكل رديء. بعد تردد قررت رش قليل من الفلفل علي حياتهما!رد بصوته الأثنوي: هالو! ـ أين أنت؟ ـ أهلا بحبيبتي العرّافة! ردت ممتعضة من سخريته ـ كيف كان المؤتمر؟ـ المؤتمركبير فيه سفراء ووزراء! وأنت! كيف كان نهارك!هل جاءت زبونتك؟ـ نعم وأذهلتها! كشفت لها حياتها الشخصية مثل فيلم فيديو، قررت الانتقال الي حزب الجنرال!ـ سوف أسرّب الخبر الي صديقي الإعلامي، علي كل حال ليس من عادتك الاتصال! يسرني أنك بدأت تغارين علي!واو! جميل أن يشعر المرء بغيرة حبيبه عليه! ـ طبعا أغار عليك يا عزيزي! وأريدك أن تغار عليّ! ـ لقد أسعدتني هذا النهار.. واو أيّ إثارة!ـ انتبه منهن! ـ معك الحق النساء هنا جميلات ومغريات!ولكن ضعي يديك وقدميك في مياه باردة. قالت ساخرة ـ المهم أن ينجح مصففو الشعر بصنع السلام!ـ لا تسخري يا عزيزتي، هؤلاء يصففون شعور الناس وأفكارهم! هل نسيت أنك صففت اليوم أفكار عضوة برلمان خطيرة!ـ ومتي سيختتم المؤتمر؟ ـ ما زال أمامنا ثلاث ساعات علي الأقل! بااااي يجب أن تعد له مفاجأة، طعاما وشرابا يحبه، وستشعل شموعا تضفي رومانسية علي غرفة النوم! دخلت الحمام لتعدّه، يجب ان تكون مرتخية ومرتاحة، لا يمكن لهذا الفتور بينهما أن يستمر بعد عامين فقط من ارتباطهما. في تلك الأثناء التفت بهدوء الي الشاب العاري المسترخي الي جانبه علي السرير، مد كفّه اليمني الي شعره الطاووسي وبأنامل يسراه مسّد له صدره فسُرّته ف…وهمس وهو يلصق شفتيه بأذنه تصور يا حبيبي..ما زالت أمامنا ثلاث ساعات بالتمام والكمال… وانقلب فوقه!كاتب من فلسطين0