الجلادون هذه المرة ابناء جلدتهن وتظاهرات تنديد في الافق

الجلادون هذه المرة ابناء جلدتهن وتظاهرات تنديد في الافق

مغربيات يشتكين من ابتزازهن جنسيا للحصول علي فرص عمل في اسبانيا الجلادون هذه المرة ابناء جلدتهن وتظاهرات تنديد في الافقمدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي:اضيفت الي الممارسات العنصرية التي يتعرض لها المغاربة أحيانا في اسبانيا ممارسات جديدة ضحاياها نساء مغربيات.وتتمثل هذه الممارسات في ابتزاز العاملة للحصول علي العمل مقابل تلبيتها النزوات الجنسية لرب العمل أو الوسيط الذي عادة ما يكون مغربيا، مما شكل فضيحة في هذا البلد الأوروبي، ولم تتحرك السلطات القضائية بالقدر الكافي للتحقيق في هذا الشأن.وانفجرت هذه الفضيحة خلال الأسبوع الجاري، عندما قامت مغربيات بفضح هذه الممارسات في تصريحات للصحافة في منطقة مورسيا الواقعة شرق اسبانيا وتطل علي البحر الأبيض المتوسط. وتعتبر مورسيا رفقة ألمرية وفالنسيا من أكثر المناطق التي يقصدها المهاجرون للعمل في المزارع.ونشرت جريدة لفيرداد أن ثلاث نساء مغربيات غادرن المغرب نحو اسبانيا للبحث عن حياة أفضل وللهرب من التهميش، لكن تعرضن الي ما لم يكن في الحسبان، حيث تؤكدن أنه مقابل الحصول علي العمل في المزارع يطلب منهن ممارسة الجنس كمقابل . يذكر أن أرباب المزارع في منطقة مورسيا أو ألمرية نادرا ما يتعاقدون لمدة طويلة مع العمال والعاملات المهاجرات بل يتم العمل علي شكل التعاقد اليومي أو الأسبوعي فقط، حيث يأتي رب العمل ويختار ضمن عشرات وأحيانا مئات المهاجرين الذين يصطفون في صف واحد. وتسمح عملية انتقاء العمال والعاملات بوقوع ممارسات ابتزازية.وقالت إحدي المغربيات ان هذه المشكلة ليس حديثة، مضيفة انا شخصيا قدمت منذ سنتين ووجدت الوضع علي ما هو عليه حيثما تتوجه، غالبا ما يطلب منك الجنس كمقابل التشغيل . واوضحت أن صاحب المزرعة يطلب ممارسة الجنس وكذلك بعض الوسطاء ومن ضمنهم مغاربة. وتؤكد أن بعض النساء في آخر المطاف يقبلن بهذا الشرط المهين للحصول علي لقمة العيش ، لاسيما وأن بعضهن يرغبن في إعالة عوائلهن في المغرب.وتفيد بعض المصادر أن الكثير من النساء لا يجرؤن علي البوح بما يتعرضن له لأسباب مختلفة، من ضمنها أن نسبة معينة لا تعرفن حقوقهن. ومن جهة أخري أن بعض النساء يرغبن في العمل بدل البقاء في البطالة ولو قهرا ومسا بكرامتهن، علاوة علي أن الكثير من النساء يتجنبن الحديث علانية عن هذه الممارسات خوفا من الفضائح لأنهن تربين تربية تقليدية ومحافظة في المغرب.واستنكرت النقابات وجمعيات أرباب العمل الاسبانية والجمعيات المغربية والجزائرية هذه التصرفات المشينة وطالبت السلطات القضائية الاسبانية بالتدخل الفوري لفتح تحقيق. والتزم المدير العام للعمل في وزارة الشؤون الاجتماعية والشغل خوسي مارتين بـ التحقيق في هذه الممارسات ، وطلب من المتضررات الذهاب الي القضاء لفتح تحقيق قضائي رسمي. واستغربت الكثير من الجمعيات التزام القضاء حتي الآن الصمت دون المناداة علي النساء المغربيات لفتح تحقيق جنائي فيما تعرضن له.وتنوي جمعيات محلية وتابعة للمهاجرين تنظيم تظاهرة احتجاجية خلال الأيام المقبلة للتنديد بهذه الوضعية المشينة التي تعرضت لها النساء المغربيات، وأوضحت الجهات المنظمة في تصريح للصحافة أن الهدف من هذه التظاهرة هو تشجيع النساء علي فضح هذه الممارسات والمطالبة باحترام حقوق المرأة العاملة .ولا يقتصر الابتزاز فقط علي النساء بل حتي المغاربة الرجال يتعرضون لنوع آخر من الابتزاز ويتجلي في تأدية مبلغ مالي للوسيط أو نسبة مئوية للحصــول علي العمل.ولا يستغرب بعض المهتمين بالهجرة من تورط مهاجرين مغاربة في مثل هذه الممارسات، ذلك أن المهاجرين المغاربة ليسوا فقط ضحية اعتداءات اليمين المتطرف وممارسات عنصرية من طرف بعض الاسبان، بل ضحية إخوانهم المغاربة. ومن ضمن الأمثلة السابقة أن مافيا قوارب الوقت كانت تستقدم المهاجرين من المغرب الي اسبانيا وتحتجزهم في منازل مهجورة وتطالب عائلاتهم بتأدية مبلغ مالي كفدية.ويذكر أن نسبة المغربيات ضمن الهجرة المغربية في اسبانيا يصل الي قرابة 25%، وتسجل اسبانيا أكبر هجرة نسائية مغربية في تاريخ هجرة هذا البلد العربي-الأمازيغي، ذلك أن النساء في الماضي كن يهاجرن للالتحاق بأزواجهن ضمن عملية التجمع العائلي في دول مثل فرنسا وهولندا وبلجيكا أما في حالة اسبانيا، فنسبة لا بأس بها تهاجر بشكل فردي بحثا عن العمل وأحيانا في قوارب الموت، حيث ارتفع معدل النساء اللواتي يلقي القبض عليهن في عرض البحر.