الجزائريون لا يعرفون من يحكمهم وقلق بتونس والمغرب من مصيره

حجم الخط
0

الجزائريون لا يعرفون من يحكمهم وقلق بتونس والمغرب من مصيره

صحف فرنسية تتساءل عن مصير الرئيس بوتفليقة وتتكهن بوجود أزمة سلطة في الجزائر الجزائريون لا يعرفون من يحكمهم وقلق بتونس والمغرب من مصيره باريس ـ القدس العربي من شوقي أمين:بينما تكرّس الاعتقاد بأن الملف الصحي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي أسال كثيرا من الحبر طوي بخروجه من مستشفي فال دو غراس العسكري بباريس، عادت الصحف الفرنسية لطرح مسألة الحكم في الجزائر وراحت تتحدث عن فترة ما بعد بوتفليقة التي باتت تلوح في الأفق خاصة وأن بوتفليقة من منظورها لا يبدو في أحسن حال .وتحت عنوان مرشحون مفترضون يتسابقون لخلافة بوتفليقة ، أوضحت صحيفة لوفيغارو (القريبة من اليمين) امس الاربعاء أن مؤشرات كبيرة توحي بأن الرئيس الجزائري غير قادر علي الاستمرار في الحكم رغم كل ما قيل عن استعادته لعافيته .واستفاضت الصحيفة في عرض الاختلالات التي طبعت قصر الرئاسة (مقر الرئاسة الجزائرية) في الآونة الأخيرة، متحدثة عن غياب شبه كلي للرئيس بوتفليقة الذي عوّد شعبه علي الكلام الكثير بالاضافة الي احتلاله الساحة الاعلامية دون انقطاع .كما أشارت الصحيفة الي أن اطلالة الرئيس بوتفليقة أمام كاميرات التلفزيون أثناء تأديته صلاة عيد الأضحي الثلاثاء باحد مساجد العاصمة الجزائرية، كانت شاحبة ظهر فيها (بوتفليقة) بسحنة رجل مريض بعينين نصف غامضتين .ومن مؤشرات القلق علي مستقبل بوتفليقة في السلطة، حسب الصحف الفرنسية، أن أجندته بدت خالية استنادا الي الموقع الالكتروني لقصر الرئاسة الجزائرية الذي لم يضبط أي برنامج كما هي العادة، علاوة علي أن معالم نشاطه الرئاسي لم توضح رغم كثرة الحديث عن ترؤسه أول اجتماع لمجلس الوزراء بعد مرحلة المرض واحتمال تنقله المحتمل للعاصمة السودانية الخرطوم لحضور قمة دول الاتحاد الافريقي.وذكرت لوفيغارو أن في ظل غياب الرئيس الجزائري، يبقي باب الاشاعة مفتوحا علي مصراعيه علي أكثر من صعيد، ولعل أهمها تلك التي تحدثت عن وجود خليفة فعلي يتمثل في شخص الأخضر الابراهيمي مستشار الأمين العام السابق لهيئة الأمم المتحدة. وتقر الصحيفة أن هذا ما اجتمع عليه من وصفتهم أصحاب القرار و أصحاب العقد والحل في الجزائر في اشارة واضحة الي قادة الجيش والمخابرات خاصة المتقاعدين منهم التي تري الصحيفة الفرنسية أنهم هم من يصنعون الملوك ، أي من يرشحون الرؤساء.وقالت لوفيغارو أن رواج تلك الاشاعة دفعت بالاخضر الابراهيمي الي الخروج عن صمته لتفنيدها واعلانه انه يرفض مزاولة أي نشاط سياسي في الجزائر. أما الاشاعة الثانية، بحسب ذات الصحيفة، فتتعلق باجتماع مفترض جري في المغرب اثناء وجود بوتفليقة في المستشفي بفرنسا، بين اللواء العربي بلخير سفير الجزائر بالمملكة المغربية وقائد الأركان السابق في الجيش اللواء محمد العماري واللواء خالد نزار العدو اللدود لبوتفليقة، حسب الصحيفة. ولتفسير هذا التحرك المفترض لجنرالات الجزائر، سألت الصحيفة رأي المحامي والرئيس السابق لرابطة حقوق الانسان في الجزائر، علي يحيي عبد النور فأوضح أن لوبيات العسكر بدأوا يتحركون لمعرفة حقيقة مرض بوتفليقة ولكن خارج الدائرة القريبة منه ومحيطه الشخصي مفيدا أن العسكري الوحيد الذي زاره في المستشفي هو اللواء محمد مدين المدعو توفيق رئيس المخابرات الجزائرية. من جهتها أفردت يومية لوبارزيان الواسعة الانتشار والأكثر شعبية، صفحتين كاملتين لموضوع الحكم في الجزائر ، فضلا عن تخصيص صفحتها الأولي للموضوع من خلال عنوان عريض: من يحكم الجزائر؟ . وأسهبت موفدة الصحيفة الي الجزائر في شرح آخر المعطيات التي باتت تطبع الحياة السياسية في الجزائر، معتبرة أن كل شيء في هذا البلد يسير علي ايقاع خطا بوتفليقة . ومما ذكرته هذه الصحافية أنه رغم ظهور الرئيس الجزائري في صلاة العيد الا انه من الصعب استخلاص الدروس من عودته الي الجزائر.. في بلد تحاك فيه اللعبة السياسية كما هي العادة في الظل ولا تفهم الأشياء فيه الا من خلل استقراء الرموز والايحاءات .ومثل لوفيغارو ، ذهبت لوباريزيان الي القول ان صمت الموقع الالكتروني التابع لقصر الرئاسة الجزائرية أوحي لمروجي الاشاعة بتفعيل نشاطهم من جديد، فراجت الاشاعات ومنها تلك التي تحدثت عن زيارة مؤكدة لبوتفليقة الي البقاع المقدسة بصحبة كوكبة من الفنانين .كما نقلت مراسلة الصحيفة معيانتها لنشاط القصر الرئاسي الذي بدا، حسب قولها، خاليا علي عروشه مؤكدة أن الديكور العام حول القصر يوحي بما لا شك فيه أن الجزائر لم تعد محكومة أو لا يحكمها أحد استنادا الي انطباع أحد المسؤولين السابقين.وأشار المسؤول الذي لم يرد اسمه للصحيفة أن الجنرالات كانوا يعيقون عملنا منددا بـ غياب مركز القرار في البلاد.ونشرت الصحيفة حوارا مطولا مع زعيم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (معارضة علمانية بربرية) شجب فيه الوضع السياسي السائد في البلاد، متسائلا عن الواقع الصحي للرئيس بوتفليقة: لو كان الرئيس مصابا بمجرد قرحة في المعدة كما يزعمون، فلماذا لم يعالج في الجزائر؟ . وقال سعيد سعدي الذي كان حليفا لبوتفليقة حتي منتصف سنة 2001 ان نقله (بوتفليقة) الي باريس يشير الي الوضع المأساوي الذي آلت اليه المنظومة الصحية في البلاد ، منددا بعودة الشعبوية الي البلاد و تمجيد الأشخاص في احالة الي الاستقبال الاحتفالي الذي خص به الرئيس الجزائري يوم عودته من باريس، والذي اشرفت علي تنظيمه دوائر في السلطة أثبتت قدرتها علي تجنيد المواطنين، حسب سعدي.وأوضح سعدي في سياق تعرضه لمعضلة الحكم في الجزائر، أن البلاد تجد نفسها اليوم مشلولة ولا يوجد من يحكمها ، مشيرا أن ثمة لعبة سياسية تدير خيوطها دوائر خفية ، منددا بتضاعف عدد المتسولين في الجزائر العاصمة رغم سعر برميل النفط المرتفع (الاقتصاد الجزائري يعتمد كلية علي مداخيل النفط).ويستنتج المعارض الجزائري في حديثه للصحيفة الفرنسية أن مشكلة الجزائر تكمن في أن من يقرر ليس هو من يسير، ومن يسير ليس هو من يقرر .وعرجت لوبارزيان علي مستقبل ميثاق الصداقة بين فرنسا والجزائري المعطل الي اليوم رغم تصريحات الرئيس الفرنسي شيراك ونظيره الجزائري المطمئنة بشأن التوقيع عليه، مشيرة أن ثمة احتراسا من الجانبين فيما يتعلق بحسم المسألة التاريخية.. فبينما كانت السلطات الجزائرية تتطلع الي اعتذار من فرنسا علي جزء من جرائمها ابان الحقبة الاستعمارية، فاجأت السلطات الفرنسية الجميع بقانون يمجد محاسن الاستعمار في شمال افريقيا ومنطقة ما وراء البحار .تونس والمغرب قلقتان وعلي خلفية مرض الرئيس الجزائري، أكدت لوبارزيان أن الجارين، تونس والمغرب، قلقان علي مصير الرئيس بوتفليقة، معتبرة أن من شأن رحيله أن يخلق زلزالا في منطقة المغرب العربي.واوضحت الصحيفة أن ظهور بوتفليقة في صلاة العيد لم يطمئن الجارين ، مستندة الي رجل نافذ في السلطة المغربية من الدار البيضاء، لم يفصح عن هويته، قال ان الأمر لا يتعلق بدفن بوتفليقة قبل حلول ساعته، لكن بات واضحا أن أوزار حرب الخلافة في الجزائر بدأت تدق .وفي ذات الشأن نقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي تونسي للصحيفة أن للعسكر دوما كلمتهم في الجزائر، اذ بالامكان معرفة من يذهب لكن من الصعب التكهن بالخليفة .وأبدي مسؤول في وزارة الاعلام التونسية تخوفه للصحيفة الفرنسية من رحيل بوتفليقة من الساحة الدولية والاقليمية، مشيدا بانجازات الرئيس الجزائري الذي فضلا علي كونه استطاع استعادة السلم في بلاده، تمكن من استعادة وجه الجزائر الناصع في المحافل الدولية .وتسائل مستشار للملك المغربي محمد السادس لنفس الصحيفة حول ما يخفيه موضوع صحة الرئيس الجزائري قائلا هل سيكون في مقدوره تسليم السلطة في الوقت المناسب؟ .وأضاف المتحدث أن المملكة المغربية لا تعرف مثل هذه المشاكل لأن مسألة انتقال السلطة منقوشة علي الرخام ، في اشارة الي مسألة التوريث المتبعة في الأنظمة الملكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية