الثورة اليمنية بحاجة لقرارات جريئة

حجم الخط
0

تمايلت الثورة اليمنية وترنْحت مكانها لتكالب كثير من الدول عليها سواء اكانت تلك الدول دول الجوار ام غيرها، منهم من اراد لها التبني، ليس حباً فيها بل كرهاً لها لكي يتقي شرها ولكي تُربى على النمط الذي يراه مناسباً له، ومنهم من سارع بارضاعها حليبا مسمما كي تموت في مهدها، فكثر العرافة والمنجمون والمنظرون وكل أدلى بدلوه ورمى بحجره ونتج من كل ذلك ان خرج بعض الجيران ومن والاهم بحق الجوار بمبادرةٍ سموها الخليجية على نمط بعض الاغاني كما يسميها اهل
الفن الخليجية، ولم يخير الشعب البمني ولا ثواره في ما قضوا ففرضت تلك المبادرة لامرٍ كان في نفس يعقوب، وبالطبع لم يكن ذلك حباً في انهاء الصراع بين الثوار والنظام الفاسدالاستبدادي، الذي قتل شعبه في سبيل البقاء، بل من اجل معرفة اخر محطة ترسي بها الثورة وتحديد تلك المحطة حتى لا تتعدى الحدود اليمنية فيصيبهم منها شرر لا قدر الله.
تنحى الرئيس المخلوع ولم يتنح وشكل بقاؤه في اليمن استهزاء بدماء الشهداء الذين أُستشهدوا في ساحات الاعتصام على ايدي عصابات النظام وبقيت حاشيته على مناصبها حتى تم ارضاؤهم بالتنحي ونقلهم الى اماكن خارج اليمن كممثلين او سفراء او ما شابه ذلك، ايٍا كانت التسميات والمناصب لكنهم خرجوا عن موقع القرار المباشر، وربما يأتي يوم قريب لاحالتهم إلى المعاش وبقائهم في اماكنهم خارج البلاد فان سم الافعى يقل ويتلاشى إذا ما ضُرِبت على رأسها!
ربما لم تكن تلك القرارات الجريئة للرئيس هادي بالصدفة بعد خروج الرئس المخلوع صالح للعلاج الى المملكة السعودية بل كانت مدروسة بدقة وموفقة بالتوقيت، قد تختلف الردود من بعض الجهات سلبية وغبر مرضية لهم لكن تلك القرارات ردت قليلاً من الاعتبار للثورة والثوار وكرم الشهداء في مثواهم بأن دماءهم الطاهرة لم تسفك هدراً وتحقق ولو نسبياً بما كانوا يحلمون به، ونأمل ان تكون تلك القرارات بداية لقرارات اخرى تصب في صالح مسار الثورة لبناء اليمن الجديد.
د . صالح الدباني – امريكا

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية