التناقض في المواقف السياسية التي تميز تصريحات قادة حزب كديما تعاظمت الي الحد الذي تعتبر فيه تجاوزا للديمقراطية

حجم الخط
0

التناقض في المواقف السياسية التي تميز تصريحات قادة حزب كديما تعاظمت الي الحد الذي تعتبر فيه تجاوزا للديمقراطية

التناقض في المواقف السياسية التي تميز تصريحات قادة حزب كديما تعاظمت الي الحد الذي تعتبر فيه تجاوزا للديمقراطية خوف كبير يفوح من اقوال يهوده لينكري التي نشرت يوم 18/1/2006 تحت عنوان انتصار التفكير ذي البعد الواحد ، ومع ذلك فمن الصعب جدا علي الاتفاق مع الاعتقاد بأنه يوجد حزب ذو بعد واحد يقف أمامنا الان!. قد يكون من الصحيح تسمية هذا الحزب ووصفه بأنه حزب الكل، ولكنه ليس حزبا لأي شيء ، لان كل من يراقب ويتابع التصريحات الصادرة عن زعماء حزب كديما المتناقضة يفهم علي الفور بأن صعوبة كبيرة تقف حائلا دون فهمه لما يريده هذا الحزب غير المستقر او الواضح الاتجاه.اتفاق نهائي بعد الانتخابات القادمة، وكذلك تنفيذ انسحاب من جانب واحد في الضفة الغربية، شارون كان قد اصدر أوامره لدراسة امكانية تنفيذ انسحابات اضافية في الضفة الغربية هذا ما نشرته صحيفة هآرتس في عددها بتاريخ 16/1/2006 انسحابا كاملا، وفي نفس الوقت ايضا انسحابا جزئيا من الضفة الغربية.. ( توجد أربعة بدائل: اخلاء مستوطنات منعزلة في الضفة الغربية.. انسحاب من اراضٍٍ تشكل 92 في المئة من مساحة الضفة الغربية، وهذا حسبما نشرته صحيفة نيويورك للكاتب اري شبيط بتاريخ 16/1/2006). كذلك نقرأ عن التنازل في القدس ، وفي نفس الوقت نقرأ عن الحفاظ علي اجزاء القدس (وهذا ما طالعناه من حديث نسب لكلمان غبير في مقابلته مع مجلة نيوز ويك الامريكية والذي قال فيه ان رئيس الوزراء مستعد لاجراء تسوية في موضوع القدس وهذا ما نقلته القناة الاولي واذاعته بتاريخ 13/12/2005). وجود ائتلاف يؤيد ويتضامن مع مبادرة جنيف وفي نفس الوقت فان حزب ميرتس يتحدث عن الاستمرار في تطبيق خارطة الطريق وانه (اي حزب ميرتس) بدأ باختيار الوزراء الذين سيمثلونه في الائتلاف مع كديما بعد انتهاء الانتخابات بحيث يقولون انه لم يعد بالامكان اتخاذ خطوات جديدة من جانب واحد.. ولكن اذا فشلت خارطة الطريق..؟ . تبدو ملامح الفشل واضحة علي وجه هذا الحزب، وانه حين نتحدث عن حزب السلطة والذي سيحكم الدولة فان القلق يكون مبررا وواضحا اذا كان هذا الحزب بدون طريق واضح . ولكن الاخطر من ذلك، هو أننا لا نتحدث بالفعل عن حزب لا يعرف طريقه، بل عن حزب يعمل عن قصد لعدم توضيح طريقه، أي اننا لا نتحدث عن حزب يخطيء، بل عن حزب يتعمد الخطأ ، أي حزب يذر الرماد في عيون الجمهور الاسرائيلي. وان نشر مثل هذه البيانات التي تظهر كثيرا من المواقف والخطوات وكذلك ابراز اكثر من برنامج سياسي مستقبلي، يفسح المجال لان يبرر كل مواطن في اسرائيل لنفسه بأنه رأي في حزب كديما الاتجاه الذي يعتقده ويريده، ويعطي نفسه الجواب علي سؤال لماذا انتخبت هذا الحزب، وأن يجيب: انه يمثل ما أريده دون أن يتردد في ذلك، وهذا هو الخطر الأكبر في أن لا يتعهد هذا الحزب بتنفيذ سياسة محددة له بعد الانتخابات، وأن يُغرر بالمواطن الاسرائيلي الذي سينتخبه. عدم وجود طريق واضح وخطة سياسية ذات مضامين معروفة سلفا، سوف تتيح الفرصة لرجال وزعماء حزب كديما أن يقولوا بعد الانتخابات، وحين تحين لحظة كشف الوجه الحقيقي لهذا الحزب، سوف يقولون صراحة: لقد قلنا لكم ذلك قبل الانتخابات، وعلي هذا الأساس حصلنا علي تأييد واختيار الجمهور وشكلنا حكومتنا، وهذا ما ورد في خطاب هرتسليا الشهير، وكذلك في المقابلة مع مجلة نيوز ويك ، وعلي هذا الأساس يمكننا أن نتخيل طبيعة الدعاية الانتخابية، فنحن نتوقع أن يقف شمعون بيريس عشية الانتخابات ويتحدث عن الحدود النهائية التي ستقرر وفقا لخطوط حزيران (يونيو) 1967، وفي صبيحة اليوم التالي سيقف أمامنا، وبسرعة، تساحي هنغبي لينفي ذلك ويؤكد علي أن القدس ستبقي موحدة . ان وجود تعدد للآراء يعتبر ظاهرة جيدة، إلا أن مواقف متناقضة وذات أبعاد مصيرية لا تتبلور في نهاية المطاف بخطة سياسية واحدة وبقرار واحد، ستشكل تضليلا للجمهور وستُظهره علي أنه حزب بلا قرار، والمشكلة ستكون علي وجه التحديد، أن حزبا يحظي بهذه الشعبية لا تتناسب أبدا مع قدرته علي اتخاذ القرار، أي انه سيكون حزبا القرار فيه مُعلق بشخص واحد وليس بخطة وبرنامج الحزب التي كان يفترض بالحزب أن يعلن عنها ويحددها قبل الانتخابات، لا بعدها.الشعبية والجماهيرية تعتبر حجر الأساس في العملية الديمقراطية، ولكن حين لا تكون فيه ديمقراطية وتوجد فقط شعبية وتأييد، فان مجموع الاصوات والآراء ستتحول شيئا فشيئا الي صوت كالصريم الحاد الذي يصم الآذان، مع أنهم أعدوه سابقا، وعن قصد، ليضلل الجمهور ويتيح المجال أمام قيادة الحزب لأن تفعل ما تريد وأن تتخذ القرار الذي يحلو لها دون تردد.وكذلك الحال بالنسبة للشخص الذي يتزعم هذا الحزب الآن، ففي الأمس القريب كان اول من أيد عملية الانسحاب من جانب واحد ودعمه، وأيد كذلك التمهيد والاعداد لعمليات انسحاب اخري في الضفة الغربية بعد الانتخابات، لكنه الآن (اولمرت) لا يستبعد الدخول في محادثات سياسية مع الفلسطينيين حول التسوية النهائية والحدود، مع أن خريطة الطريق لا تفرض عليه، ولا علي اسرائيل، اتخاذ مثل هذه الخطوة (كما نشرت ذلك صحيفة معاريف بتاريخ 17/10)، فماذا سيكون عليه الحال غدا؟.حسنا أيها الاصدقاء، ليس بهذه الطريقة يحصلون علي السلطة، يجب احترام كل طريق يمكن اختيارها بصورة ديمقراطية، ولكن بشرط أن تكون طريقا واضحة ومعروفة التوجه والاسلوب وعلنية قبل الانتخابات وليس بعدها.ليمور سميميان دارشكاتبة ومحللة ومحاضرة في الجامعة العبرية(معاريف) 22/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية