التاريخ يدل علي أن الاحزاب التي قامت اعتمادا علي قائد ذي هالة عسكرية تسقط بعد اعتزاله

حجم الخط
0

التاريخ يدل علي أن الاحزاب التي قامت اعتمادا علي قائد ذي هالة عسكرية تسقط بعد اعتزاله

التاريخ يدل علي أن الاحزاب التي قامت اعتمادا علي قائد ذي هالة عسكرية تسقط بعد اعتزاله في الوقت الذي يسأل فيه الشعب الله السلامة لشارون ويترقب شفاءه، سيترقب العلماء، والساسة ايضا يقينا، للحصول علي اجابة لسؤال آخر مثير للاهتمام: ما الذي سيفوز في هذه المرة: الاستطلاعات والسياسة أم التاريخ والاحصاء؟ منذ عولج رئيس الحكومة في هداسا، نشرت استطلاعات تدل علي أن كديما سيحافظ علي قوته من غير الظل العظيم لشارون، وتحت قيادة اولمرت ايضا. غير أن الاستطلاعات في هذه المرة قد تسقط سقوطا ذريعا وذلك لانها ولاول مرة في تاريخ الاستطلاعات السياسية في البلاد، تضاد تاريخ جميع احزاب القائد العسكري ، التي نشأت هنا في الماضي.يستطيع باحثون في مجال علاقات الجيش بالسياسة في اسرائيل ان يصنفوا كديما وشارون يترأسه، وبسهولة، كنوع من حزب قائد عسكري ، حزب القائد هو حزب هيكلي ينقصه نظام التوظيف الحزبي والمؤسسات، الذي يترأسه القائد ويتقدم بحسبه. احد ضروب احزاب القائد هو حزب القائد العسكري، وهو يري علي هذه الحال حتي مع مرور سنين كثيرة علي خلعه بزته العسكرية. في حزب كهذا ايضا لا توجد حركية اجراءات سياسية معروفة وتقليدية، لان كل شيء يبدأ وينتهي الي القائد العسكري. في حين أن القائد المدني متعدد المجالات في نقاط تركيزه هو وحزبه، فان القائد العسكري يخرج من الجيش ويبقي هنالك في اكثر المرات. هذه المميزات تدل علي حقيقة مبرهن عليها هي أن غياب القائد العسكري يقصر العمر السياسي للحزب ويجعله صفرا.هاكم الامثلة: الفريق يجئال يدين وداش، واللواء ارييل شارون وشلومتسيون، والعقيد أساف يجوري وياعد، والفريق موشي ديان وتيلم، واللواء عزرا وايزمان وياحد، والفريق رفئيل ايتان وتسومت، والعقيد يعقوب حسداي وليئور، والعقيد افيغدور كهلاني والطريق الثالث، واللواء اسحق موردخاي وحركة المركز. هذه حركات سياسية، لم يبقَ منها اي اثر حزبي بعد اعتزال القائد. يمكن أن نقول بلغة الرياضة ان أحزابا كهذه لا تجري في سباق ماراثون ، بل تقفز بالعصا: انها في الاعلي الي أن تسقط العصا. كذلك يدل التاريخ، علي أن الافراد في الصف الثاني من حزب كهذا عادوا بعد أن اعتزل القائد، الي الحزب الام علي نحو عام، او اعتزلوا الحياة السياسية تماما. اذا كان الامر كذلك، فيبدو أننا نقف بإزاء معركة جدية بين التاريخ وبين استطلاعات الرأي. فما الذي سيهزم الاخر؟ التاريخ والاحصاء لا يقفان الي جانب كديما ، ولكن مع ذلك، يعمل الزمن لمصلحته: فالانتخابات بعد نحو شهرين، وربما لا يكون نظام الزوال الطبيعي لأحزاب القائد كافيا، بفضل الزمن القصير الذي بقي للانتخابات، من أجل ان يتسبب بدمار كامل، وقد ينجح كديما في اجتياز هذه المعركة. لكن يوجد شك كبير في قدرته علي الثبات لهذا في الانتخابات القادمة ايضا. اذا ما حدث هذا، وازداد كديما ونما ايضا بلا قائده الاسطوري، فان نجاحه سيكون برهانا آخر خالدا علي عظمة شارون وخلوده: فهو يهزم حتي التاريخ والاحصاء. د. شلومو تسدوقبحث في العلاقات المتبادلة بين الجيش والسياسة(معاريف) 17/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية