التأييد الذي تحظي به حماس ليس إلا صرخة احتجاج ضد الغرب

حجم الخط
0

التأييد الذي تحظي به حماس ليس إلا صرخة احتجاج ضد الغرب

رغم أهمية خريطة الطريق ومستقبل المستوطنات والقدس وحتي حق العودة فان هذه الامور لن تُعوض الفلسطيني عن رغيف الخبز والعيش حياة كريمةالتأييد الذي تحظي به حماس ليس إلا صرخة احتجاج ضد الغرب الانقلاب الاسلامي الاصولي الذي يجتاح المناطق المحتلة هذه الايام يُذكرنا بسنوات السبعينيات الاولي حين كان الحزب المسيطر بالتحديد هو الحزب الشيوعي، وأن ما دفع بالمسلمين في ذلك الوقت لانشاد النشيد الأممي ورفع شعارات ماركس ولينين، هو بالضبط ما يحدث حاليا بين أبناء وأحفاد هؤلاء، أي الشيوعيين الذين يرون بتنظيمات مثل حماس البديل لإحداث التغيير في المجتمع الفلسطيني.اليوم، كما حدث في الأمس القريب، التأييد الذي تحظي به حماس ليس إلا صرخة احتجاج ضد الغرب، وأنه قد حان الوقت لكي يستخلص اصدقاء امريكا واوروبا العِبر اللازمة مما يحدث في هذه الايام في المناطق ويحاولون فهم السبب الذي يدفع بجمهور علماني في الأصل ليتحول بمحض ارادته ويتجه نحو الاصولية!.المجتمع الفلسطيني، كما نشاهده، هو مجتمع غني بالانقسامات والشرذمة، لا تستطيع أي شعارات أو نداءات التغلب عليها، وأن تحولها الي صيغة واحدة. فهو مجتمع مُقسم بين الضفة الغربية وقطاع غزة المنقسم فعليا بين عائلات لم ترحل في يوم من الايام عن ديارها ومنطقتها والمتمسكين بشعار الصمود في المناطق، وبين عائلات وجمهور معروف بمصطلح اللاجئين من نكبة 1948 ، والذين يؤيدون قبل كل شيء حق عودة اللاجئين .هذا المجتمع لم يعرف طعم الحرية في أي يوم، وقد ضرب رقما قياسيا في خضوعه المتواصل لحكم دول اجنبية: الحكم العثماني، البريطاني، الاردني والاسرائيلي، وربما يقول الساخرون ـ وأيضا الفلسطيني.وهنا جاء دور الغرب، المشبع بالشعور بالذنب التاريخي والذي يحاول التكفير عن الذنوب التي ارتكبها، بتقديم المِنح وبمواقف سياسية مجددة ، وبدلا من أن يشتروا للصياد الفلسطيني الصنارة والشبكة، فهم يقدمون له السمك، وهكذا حوّل الغرب الجمهور الفلسطيني المشهود له بالجد والعمل، الي طوابير الآلاف من طالبي المساعدات. وفي نفس السياق، فان الغرب يحاول غصب وإجبار الجمهور الفلسطيني لانتهاج نماذج ديمقراطية غربية بسرعة قياسية، وهكذا استطاعت الولايات المتحدة واوروبا تحويل المواطنين الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية الي ولد حصل علي لعبة اسمها الديمقراطية، وفجأة يرون بأن هذه اللعبة قد أصبحت خطيرة بين يديه.لا زال الغرب لا يفهم بأن اربعة أجيال من الفلسطينيين تعيش حياة بائسة، لا تملك شيئا من حطام الدنيا، وأن حياتهم تسير في أجواء مشبعة بـ لا شيء نخسره ، وأن جلالة رغيف الخبز وحضرة الحصول علي عمل تشكل البند الاول والوحيد في جدول وترتيب الأفضليات في كل بيت في المناطق المحتلة. وأن خارطة خطة الطريق والمستوطنات والقدس، بل وحتي حق العودة لا تشكل أكثر من دفعة سلطوية ضيقة تفتقر الي عمود فقري قيادي، والبعيدة كليا عن الغالبية العظمي للفلسطينيين.حبل الانقاذ الذي يمكن بواسطته انقاذ المناطق الفلسطينية هو في تشكيل لجنة دولية تعمل علي انجاز خطة اقتصادية ـ اجتماعية بعيدة كل البُعد عن أي خطوات ومعايير سياسية، وخطة انقاذ من هذا النوع يجب أن تشتمل علي عنصرين أساسيين: أولا، أن تقوم بهدم فوري لـ 27 مخيم لاجئين ، وأن تُشيد بدلا منها مباني مناسبة لحياة وسكن مئات الآلاف بصورة انسانية لائقة، وأن تواصل، ثانيا، ايجاد قاعدة اقتصادية تعمل علي وقف هذا التدفق المُذل لآلاف الفلسطينيين يوميا للعمل الرخيص في اسرائيل، تُمكّن هذا المواطن الفلسطيني من الارتزاق من جهة أو أن يتمكن من ذلك دون الابتعاد عن بيته ومناطق سكنه من جهة ثانية، لان خريطة الطريق لا تأتي بدلا من رغيف الخبز وفرصة العمل .موشيه العادمقدم في الجيش الاسرائيلي(يديعوت احرونوت) 4/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية