البعد الديني في السياسة الخارجية الأمريكية

حجم الخط
0

البعد الديني في السياسة الخارجية الأمريكية

محمد بوبوشالبعد الديني في السياسة الخارجية الأمريكية كان للحرب الأمريكية علي العراق العديد من الانعكاسات والتداعيات ليس فقط علي المستويات السياسية والإستراتيجية والأمنية في العالمين العربي والإسلامي بل أيضا علي المستويات الفكرية والتحليلية، وعلي الرغم من هذا التعدد الفكري والبحث الأكاديمي، فقد ظلت نادرة تلك الدراسات والتحليلات التي تناولت الأبعاد الدينية في السياسة الخارجية الأمريكية، وخاصة في الأزمة العراقية الراهنة، رغم تعدد المؤشرات الدالة علي أهمية هذه الأبعاد في هذه الأزمة.أولا: تحديد مفهوم الدين وأهميتهيمكن تعريف الدين بأنه نظام متكامل من المعتقدات، وأسلوب حياة، وشعائر ومؤسسات يمكن للأفراد من خلالها أن يعطوا أو يجدوا معني لحياتهم بالتوجه إلي ـ والالتزام ـ بما يعدونه مقدسا أو/ له قيمة نهائية. ولهذا التعريف صلة بالعلوم الاجتماعية، إذ أنه يتناول السلوك الإنساني داخل الجماعات، كما يتناول الشعائر والمعتقدات التي تساعد علي تحديد تلك الجماعات، كما أن له صلة أيضا بالعلوم الإنسانية، إذ أنه يؤكد علي معني الدين بالنسبة لمعتنقيه.فالدين يعد أهم الدعامات والركائز الأساسية في بناء ونشأة واستمرار وتقدم الحضارة الإنسانية في ظل ما يقوم به من دور رئيسي في صياغة حياة الإنسان وسلوكياته ومعاملاته. وتترسخ أهمية الدين في ظل حقيقة أن المجتمع الإنساني تتحقق وحدته من خلال اقتناء أعضائه لبعض القيم المطلقة والغايات العامة المؤثرة في السلوك ويساعد تكاملها علي استمرار المجتمع كنسق متكامل، وفي ظل ما يقوم به من تأكيد الضمان الاجتماعي ونشر الأمن والطمأنينة وضبط السلوك وتوجيهه بما يدعم استقرار نظم المجتمع.ويمكن القول أن النشاط السياسي في المجتمعات الغربية لا يزال تحت تأثير الدين، فلا يزال الدين الإطار المرجعي للانتساب الحزبي والتفضيل الانتخابي هذا من ناحية، ومن ناحية أخري فما تزال الكنائس في الدول الغربية تتمسك بحقها في الممارسة السياسية والتوجيه السياسي، وقد تحولت الكنائس بالفعل في حالات كثيرة ـ في الواقع العربي المعاصر ـ إلي مؤسسات ذات تفويض كامل كي تكون مؤهلة للعب دور أساسي ومشروع داخل النظم الغربية.ومن ناحية ثالثة، لا يزال الدين في الدول الغربية عاملا مهما في عملية الوحدة السياسية والتكامل الاجتماعي، والاختلافات الدينية من أهم محركات الصراع السياسية القومية، وقد أضحت هذه الاختلافات في بعض الدول الغربية المصدر الأكثر أهمية للتصادم السياسي بصفة خاصة عندما ترتبط هذه الاختلافات ـ الدينية ـ باختلافات عنصرية.إن الحديث عن الدين في الغرب عموما لا يعني إطلاقا عودة للإيمان بالإله في المجتمعات الأوروبية أو الأمريكية ذلك أن احترام يوم السبت عند اليهود أو القداس الأسبوعي يوم الأحد عند المسيحي هو دليل علي وجود إيمان بأهمية الدين في الحياة الإنسانية.ثانيا: مكانة الدين في الحياة السياسية الأمريكية:تعد قضية الدين واحدة من أهم القضايا في المجتمع الأمريكي عبر مختلف مراحل تطوره، ورغم أن الدستور الأمريكي والتعديلات المختلفة التي أدخلت عليه تؤكد علي العلمانية وفصل الدين عن الدولة، فإن الدين كان ولا يزال يمثل عنصرا أساسيا من عناصر خصوصية المجتمع الأمريكي، فحياة المجتمع الأمريكي تخضع لنظام من القيم تتفاعل بينها مسافات اجتماعية واتجاهات مذهبية و فكرية تؤكد علي هذه التعددية. لقد بدأ وجود البعد الديني العام في الولايات المتحدة الأمريكية مع الوثائق التأسيسية الأولي للأمة، وتم تعزيزه من خلال الخطب والتصريحات الرئاسية، وماشابه ذلك من أقوال أكدت علي النظرة الرسمية لأمة نفسها، وقد انعكس وجود البعد الديني في حياة عامة الأمريكيين في إعلان واشنطن يوم السادس والعشرين من نوفمبر، عيدا قوميا لـ عيد الشكر وكذلك إعلان جورج بوش الأب يوم الثالث من فبراير سنة 1991 عيدا قوميا للصلاة، وكان ذلك خلال حرب الخليج، وابتهل الرئيس بيل كلينتون إلي الرب مرارا في خطبه ليسبغ نعمه علي الولايات المتحدة الأمريكية. وقد استخدم الرئيس كلينتون في خطابه الافتتاحي سنة 1997، استعارة مكنية من التوراة، حينما قال: استرشادا بالرؤية القديمة لأرض الميعاد، فلنوجه أبصارنا اليوم علي أرض ميعاد جديدة .والمحورية الكبيرة لدور الدين في المجتمع الأمريكي ليست وليدة اليوم ولكنها ترجع إلي البدايات الأولي لتكوين المجتمع الأمريكي، فأصل المجتمع الأمريكي يعود إلي تلك المستعمرات التي أسسها البيوريتان الفارين من الاضطهاد الديني في أوروبا الغربية حتي يعبدوا الله بطريقتهم الخاصة في الدنيا الجديدة التي طالما حلموا بها، ومن هنا فقد كان الدين فاعلا قويا في ترسيخ القيم الأساسية التي قام عليها النظام السياسي والاجتماعي في المجتمع الأمريكي، والدور الذي يلعبه الدين اليوم في الحياة الأمريكية تحكمه عدة اعتبارات من أهمها: ـ قوة التنظيم والإمكانات الضخمة التي تتمتع بها المؤسسات الدينية، حيث بإمكانها توفير التسهيلات المادية المتقدمة لتحقيق أهدافها. ـ إن الدوافع الدينية تلعب دورا رئيسيا في تحريك الأمريكيين في الكثير من مواقفهم بما في ذلك الدفاع عن حقوق الإنسان، فـ84% من الشعب الأمريكي يعتقدون أن الوصايا العشر لا تزال صالحة وضرورية حتي اليوم، لكن رغم أن معظم الأمريكيين هم مسيحيو العقيدة، فإنهم لا يعرفون إلا القليل عن العقيدة الكنسية. وإذا كان معظمهم من البروتستانت فإنهم موزعون بين المئات من النحل والمذاهب وأكبرها المعمدانيون والميتودوست واللوثريون والأسقفيون. إن الولايات المتحدة شهدت في الفترة الأخيرة حركة إحياء ديني كبيرة كان لها العديد من السمات الأساسية من بينها انتشارها بين الشباب وقيامها علي الدعوة إلي فرض قواعد أخلاقية صارمة تضبط نطاق الحياة الخاصة ورفض كل ما من شأنه تدمير الهوية الفردية والعائلية ودعوتها إلي الفصل بين التقنيات المتقدمة من ناحية والقواعد الثقافية المسيطرة التي انبثقت عنها هذه التقنيات من ناحية أخري، الأمر الذي يفسر كفاءة هذه الحركات في استخدام هذه التقنيات وعدم قدرتها في الوقت نفسه علي ابتداعها أو خلقها.إن البعد الديني يعد حقيقة لإدراك البعد المقدس للحياة القومية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد انتقد البعض وجود عبارة نحن نثق في الرب In God We Trust علي العملات الأمريكية وعبارة إننا أمة واحدة في ظل الرب One Nation Under God في قسم الولاء للولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها انتهاكا للفصل الدستوري بين الكنيسة والدولة، وبقاء مثل هذه العبارات يعني أن الدين المدني يعد نوعا من الكنيسة الرسمية المرخصة في الولايات المتحدة.ومما يدل علي تزايد دور الدين ـ من وجهة نظر البعض ـ أن المواطن أصبح يشارك في الحياة السياسية والاجتماعية لا بصفته مواطنا أمريكيا علمانيا، بل بصفته بروتستانتيا أو كاثوليكيا يهوديا أو مسلما أو غير ذلك من الانتماءات الدينية التي لا حصر لها في الولايات المتحدة الأمريكية.كذلك فإن الأحداث التي تعرفها الولايات المتحدة الأمريكية يحاول البعض إيجاد تفسير ديني لها، فقد اعتبرت بعض المنظمات المسيحية بأن إعصار كاترينا المدمر الذي شهدته الولايات المتحدة العام الماضي هو عقاب من الله بسبب تأييد الرئيس الأمريكي بوش لخطة الانسحاب من غزة.ثالثا: توظيف الدين في السياسة الخارجية الأمريكية:استخدمت الإدارات الأمريكية المتعاقبة علي السلطة في البيت الأبيض الحس الديني لتحقيق أهدافها ومن ذلك الشعارات والكلمات والعبارات الدينية المستخدمة لحد الآن في الحرب علي الإرهاب مثل محور الشر Axe du Mal والحرب المقدسة والعدالة المطلقة والحرب الصليبية .ويمكن القول أن الفصل القانوني بين مؤسسات الحكومة والمؤسسات الدينية يؤدي إلي القول بأن علاقة الحكومة بالدين لم ولن تحسم بشكل نهائي، بل ستبقي دائما محل تفاوض، كما أن للدين المدني الأمريكي توراته الخاصة وهي الدستور الأمريكي الذي وضعه الآباء الأوائل، والذي يعد عند الأمريكيين توراتهم الجديدة، والتي تحاول الإدارة الأمريكية تصدير هذه التوراة الجديدة إلي الديانات الأخري.واليوم فإن اليمين المسيحي يشكل صلب إدارة جورج بوش والحزب الجمهوري الحاكم حاليا وأعضائه ـ بالإضافة إلي طموحاتهم للهيمنة علي الساحة الدولية والانفراد بالقرار الدولي ـ وهم مؤمنون بأن إسرائيل أرض الميعاد التي وعدها الرب لليهود في فلسطين وهم مهووسون بعقيدة عودة المسيح المشروطة باجتماع اليهود في فلسطين ومهووسون بحرب الألفية هرمجدون التي سيبيد فيها المسيح قوي الشر، ويعتبرون أن ما يحصل علي أرض فلسطين ليس إلا إرهاصات لما يتوقع أنه سيحصل علي الرغم من كراهية اليهود العاديين لهؤلاء ومحاولتهم تنصيرهم لإنقاذهم من الإبادة في هرمجدون، إلا أن اليهود المحافظين وجدوا مصلحتهم تقتضي التحالف معهم، لذلك كان اختلاف اليمين الأصولي المسيحي واللوبي اليهودي نقلة نوعية سمحت بإملاء المواقف علي الإدارة الأمريكية فيما يخص فلسطين والعراق، بل واعتبر أحد القساوسة الأمريكيين المؤيدين لإسرائيل بأن مرض شارون هو عقاب من الله بسبب انسحابه من قطاع غزة.وقد مثلت الانتخابات الرئاسية الأمريكية للعام 2000 العودة الكبير لله وإلي النقاش السياسي، فأعلن المرشح بوش الابن بأن فيلسوفه السياسي المفضل هو يسوع المسيح، ثم شكلت هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 والتي رسخت تحالف المحافظين الجديد والأصوليين الساعين إلي جعل صدام الحضارات نبوءة تتحقق ذاتيا، فالإسلام هو المشار إليه بصفته إمبراطورية الشر الجديدة.إن المنظور الأمريكي لقضايا السياسة الخارجية وللعلاقات الدولية يرتكز علي المصلحة الأمريكية القومية العليا بالأساس والمتكونة من ثلاثية (الثروة والدين والقوة)، فتحالف الساسة ورجال المال ورجال الدين في أمريكا قد رسم الخلفية الفكرية الحاسمة للمصلحة القومية العليا للولايات المتحدة الأمريكية.إن المشروع الإمبراطوري الأمريكي للسيطرة علي العالم يقوم في جوهره علي جذب كل أنام الكوكب إلي مجتمع مثالي يشكل علي الأرض الأمريكية ويحقق بالتسامح تم بالقوة عند الضرورة، فمهمة أمريكا ـ كما ينظرون إليها ـ هي أن تقود بقية العالم إلي طريق التوبة والتطهير الكبير والإصلاح الاجتماعي وتراكم الثروة بشتي الطرق. وتقوم ملامح الرؤية الفكرية الأمريكية الحاكمة فيما يتعلق بالعالم علي ثلاثة محاور هي: (المحور الثقافي ـ الحضاري ـ الديني) و(المحور الجغرافي السياسي بالسيطرة علي الموارد والثروات)و(استخدام القوة بأنواعها المختلفة النووية والكيماوية والبيولوجية).إن الإدارة الأمريكية الحالية أصبحت تركز علي إثارة المشاعر القومية حول أمن أمريكا وحماية الوطن من قوي الشر وذلك لإيجاد علاقة وطيدة بين مقاومة ما يتهددها وتنشيط الاقتصاد الأمريكي.وفي الحقيقة فإن العمليات العسكرية الأمريكية في العراق لا يمكن النظر إليها بأنها تتعلق بقضايا اقتصادية وأهداف جيوبوليتيكية فقط، بل إن السياسات الأمريكية في عهد بوش الابن هي في الحقيقة سياسات تنطلق من أفكار توراتية وإنجيلية في المقام الأول. فسياسة أمريكا منطلقها الأساسي هو الصراع الحتمي بين الإسلام من جهة والمسيحية واليهودية من جهة أخري. وهذه النظرية ظهرت بعد اختفاء الاتحاد السوفييتي من مسرح الأحداث الدولية، وغذتها الحركات المسيحية المتصيهنة المبشرة بقدوم المسيح المنقذ، وهذا الصراع سينتهي حسب زعم الكنائس بانتصار المسيحية في معركة هرمجدون .إن العديد من الساسة يعتبرون أن مركز الخطر علي إسرائيل والمسيحية هي منطقة الشرق العربي ـ الإسلامي خصوصا العراق وإيران وسورية الأعداء التاريخيين لإسرائيل، خصوصا وأن تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأخيرة والتي اعتبر فيها أن محرقة اليهود مجرد خرافة وادعاء كانت بمثابة صب الزيت علي النار وأزمت بقوة العلاقة بين إيران والغرب فيما يخص ملفها النووي.كما أن إسرائيل قامت علي أنقاض شعب عربي مسلم، تؤيد هذه النظرة الآيات القرآنية الأولي من سورة الإسراء، التي تذكر بتفصيل المكان والأشخاص الذي سيأتي منه تدمير الدولة العبرية، وهم الآشوريون القادمون من العراق، ويؤكد القرآن أن عبادا جاؤوا من العراق في الإفساد الأول، ويقول الله عز وجل: فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة . فالقرآن يتحدث عن نفس السلالة من نفس المكان لأن الضمير في الكلمات ليسوؤوا و ليدخلوا يعود إلي ذات العباد الذين تحدث عنهم في الإفساد الأول لبني إسرائيل، وهذا هو الذي يخيف الأمريكيين، لذلك كان التخلص من صدام حسين أمرا ضروريا باعتباره رمز الخطر القادم من الشرق.ومما يؤكد أن البعد الديني حاضر وبقوة في أجندة السياسة الخارجية الأمريكية ما ذكره الرئيس بوش في حملة الانتخابات الرئاسية أنه يبدأ نهاره كل يوم بقراءة الكتاب المقدس الذي يشمل الإنجيل والتوراة العبرانية، وأن من كتبه المفضلة، كتاب القسيس شامبرز المتوفي سنة 1917 بمصر، وهو يعظ الجنود الاستراليين والبريطانيين هناك بالزحف علي بيت المقدس وانتزاعها من أيدي المسلمين.وفي آخر مرة زعم الرئيس بوش في أحد التصريحات الصحافية أن الرب هو من أمره بغزو أفغانستان والعراق. خلاصة:نخلص إلي القول بأنه لا يجب الاستهانة وعدم الاكتراث بالاتجاهات الفكرية التي تتناول البعد الديني في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الخارجية، لأن هذا البعد أصبحت له الأفضلية علي باقي الأبعاد الاقتصادية والجيوبوليتيكية، والذي يحرك الآن صانعي القرار في البيت الأبيض.مراجع:1 ـ ديب علي حسن: الولايات المتحدة الأمريكية، من الخيمة إلي الإمبراطورية، مراجعة وتدقيق: إسماعيل الكردي، الأوائل للنشر والتوزيع، دمشق، سورية، الطبعة الأولي 2002.2 ـ فرحان الديك: الأساس الديني في الشخصية العربية، في: الدين في المجتمع العربي (مجموعة مؤلفين)، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الأولي 1990.3 ـ د. عبد الكريم بوفرة: حرب القيم، قراءة في الخطاب الإعلامي الغربي بعد أحداث 11شتنبر 2001 ، منشورات المجلس العلمي بوجدة، الطبعة الأولي 2003 .4 ـ د.محمد أحمد النابلسي: الثلاثاء الأسود، خلفية الهجوم علي الولايات المتحدة الأمريكية، دار الفكر،دمشق،الطبعة الأولي 2001 .5 ـ ريتشارد سينيت: فرار الأمريكان، من السياسة إلي الإيمان، مجلة وجهات نظر المصرية، العدد 43، آب (أغسطس) 2003 .6 ـ سمير مرقص : الإمبراطورية الأمريكية، ثلاثية الثروة والدين والقوة،إسلام اون لاين نت:www.islamonline.net/arabic/qpolitic/2003/03/29.html.ہ باحث في العلاقات الدوليةجامعة محمد الخامس ـ أكدال ـ الرباط8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية