البرلمان العربي بين الناصب والمنصوب عليه!

حجم الخط
0

البرلمان العربي بين الناصب والمنصوب عليه!

البرلمان العربي بين الناصب والمنصوب عليه! تشكيلٍ لما سمي بالبرلمان العربي الموحّد، ثم ما شاهدناه من دعوةٍ واجتماعٍ لهذا البرلمان العربي العتيد، وفق المعايير التالية:1 ـ الداعي للمؤتمر هي الجامعة العربية، التي لا طول لها ولا عَرض ولا ارتفاع، ولا سلطة ولا قدرة ولا إمكانية لتحقيق أي شيءٍ لصالح الأمة العربية، ولن نقول لصالح الوحدة العربية، لأن تحقيق هذه الأخيرة في زمن هذه الجامعة.. من سابع المستحيلات والعجائب التي لا يمكن أن تتحقق بهذه الأدوات الهزيلة!2 ـ الدعوة تمت إلي القاهرة مقر الجامعة العربية، وكلنا يعرف أن دماء شهداء الانتخابات البرلمانية ومئات الجرحي المصريين.. لم تجفّ بعدُ، حصيلةً لفاجعة انتخابات مجلس الشعب المصري الأخيرة (البرلمان).3 ـ أما رئيس المؤتمر العتيد، فقد كانت الجزائر، وما أدراك ما الذي وقــــع في الجزائر منذ أربعة عشر عاماً، وما تزال ذيوله تلتهم كل إنجازٍ هناك، وسبب ذلك كان، هو وأد الديمقراطــــية قبل أن تـــــلد، والقضاء علي أول عملية انتخابٍ حرةٍ نزيهةٍ في البلاد، بانقلابٍ عســــكريٍ مدعومٍ غــــربياً وعربياً، لمجرّد أن المـــــزاودين في أسواق الديمقراطية، لم يرضــــوا عن النتائج التي كادت تحمل الأحزاب الإسلامية إلي الحــــكم.. فأُغرِقَت البلاد بأشـرس حــــربٍ أهليةٍ لم تجف دماء أهــــــلها بعد، وقضي ما يقرب من نصـــــف مليون إنسانٍ جزائري بين قتيلٍ وجريح، ضحية ديمقراطية العسكر العجــــيبة المدعومة أمريكياً وأوروبياً وعربياً!4 ـ أما المقرّ الدائم لما يسمي بالبرلمان العربي الموحّد، فهو دمشق، العاصمة السورية، التي ما تزال تئنّ منذ أربعة عقودٍ بسبب قوانين الطوارئ والأحكام العُرفية، كما تعاني من ديكتاتورية الحزب الحاكم الواحد الأحادي الأوحد القائد الشمولي، إذ أنّ البلاد لم تشهد انتخاباتٍ ديمقراطيةً منذ ما قبل الثامن من آذار لعام 1963م، ولم تتنسم نسمات الحرية وأبسط الحقوق الإنسانية منذ أن استولي حزب البعث علي السلطة بانقلابه العسكريّ الشهير، الذي تلته انقلابات أخري للرفاق علي الرفاق.. وسورية (مقرّ البرلمان العربي الجديد الموحّد) مشتهرة بمجلس الشعب (البرلمان) الكرتونيّ الديكوريّ، المشكّل من عناصر الحزب القائد وزبانيته، الذين يفوزون في كل مسرحية انتخاباتٍ قبل أن تجري الانتخابات، ثم ينتقلون إلي كراسيّ المجلس (البرلمان) في الصالحية بدمشق، ولا مهمة لهم إلا التصفيق والهتاف وقبض رواتبهم الجديدة، والبصم علي ما يُحيله إليهم رئيس الجمهورية من مراسيم وقوانين.هل نتحدث عن البرلمان العراقيّ المزوَّر في ظل الاحتلال، وعن أعضائه القادمين علي فوّهات البنادق الأمريكية الصهيونية الإيرانية، أم نتحدث عن بقية البرلمانات العربية العتيدة الصورية، التي كانت حاضرةً ومتصدّرةً المجالس في القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية؟!د. محمد بسام يوسفالمانيا6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية