البرلمانات العربية الميتة أحسنت في اجتماعها بالبحر الميت

حجم الخط
0

البرلمانات العربية الميتة أحسنت في اجتماعها بالبحر الميت

البرلمانات العربية الميتة أحسنت في اجتماعها بالبحر الميتتعد البرلمانات العربية كيانات شكلية وصورة موجهة للعالم الخارجي للتعبير عن نوع من الممارسات الديمقراطية في هذه البلدان، أما في حقيقتها فهي عبارة عن تمثيل ادوار هامشية ضحلة لا علاقة للبرلمانيين في رسم أحداثها، إنها الكذبة الكبري التي مارستها الحكومات العربية علي شعوبها وعلي العالم، ولم يدفع العرب علي مدي تاريخهم بكلتا حقبتيه المشرقة والمظلمة، ثمنا أعظم مما دفعته البلدان العربية نتيجة للعبة الالتفاف علي الديمقراطية، وهذه البرلمانات الكرتونية هي نتاج تلك اللعبة. ولا أري أن البرهان والدليل علي صحة وواقعية هذه الحقيقة ببعيد المنال عن عقل ومنطق كل لبيب، فالمرض الخبيث الذي يفتك في اقتصاديات هذه البلدان هو الفساد، رغم الحروب المزعومة عليه، وهنا لابد من النظر إلي الفساد ليس فقط علي مستوي الضرر المادي علي اقتصاد الدولة، وإنما أجد بحكم عملي كتربوي بأن الضرر الأخلاقي اكبر وأعظم بكثير، لأن الفساد هو تهشيم للمنظومة الأخلاقية للمواطن من خلال سيادة مفاهيم استغل منصبك، ودبر حالك مثل الآخرين، وانظر ماذا فعل فلان وكم بني علان وكم هي مليارات عليتان وهكذا ، وهذا يعطي مثلا قيميا محسوسا من مفسدين مكنتهم الحكومات من تسنم مناصب عليا، وبالتالي منحتهم مواقع وقيمة اجتماعية وأصبحوا مثلا يحتذي، لا بل ان كثيرا من مثقفي ومنظري السلطة يتهافتون لمقابلتهم وقضاء دقائق في مكاتبهم. و أصبحت القيمة والتقدير الاجتماعي لمن هو مفسد ومخالف للقانون، كما أصبح خرق القانون والفساد، مجال مفاخرة في المجتمع وحتي في المؤسسات الرسمية. هنا نسأل أين ممثلو الشعوب؟ أين من فوضناهم نحن الشعوب العربية علي أن يفاوضوا الحكومات والدول في استحقاقات العقد الاجتماعي، بما لنا وما علينا، فمن الناحية القانونية والأخلاقية والمنطقية يعتبر التصويت لهؤلاء بمثابة التوكيل في التفاوض مع السلطات، في ما يخص علاقة المواطن بالدولة، ولكن هذا الصمت المطبق للبرلمانات العربية، وهذا الضعف والجبن والنفاق وشهادات الزور لقاء بعض الفتات من وجاهة فارغة وحصانة مزيفة والسكوت عن حالات الفساد والعبث بمقدرات الشعوب العربية، هي بحق خيانة للأمانة ونكث للعهد تستوجب فسخ توكيلهم منا نحن كشعوب.د. عبدالله المجيدلصلالة ـ عُمان6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية