الاهرام تشيد باعتذار ابو مازن ورئيس تحرير الوفد يرفضه.. ووصف ما حدث للاجئين السودانيين بـ الهولوكوست وانتقاد عادل امام بسببهم
اتهام خدام بلعب دور ضد سورية وسعد الحريري وجنبلاط بالاتفاق معه والاسد بالفساد.. ومهاجمة فراعنة الرئيس وابنه.. وتساؤل حول حديث ادخلوا مصر آمنين الاهرام تشيد باعتذار ابو مازن ورئيس تحرير الوفد يرفضه.. ووصف ما حدث للاجئين السودانيين بـ الهولوكوست وانتقاد عادل امام بسببهمالقاهرة ـ القدس العربي ـ من حسنين كروم: كانت الاخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة الجمعة عن تدهور صحة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون واعتذار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للرئيس وللشعب المصري عن مقتل اثنين وجرح آخرين من الجنود المصريين برصاص شرطة فلسطينية عند معبر رفع الحدودي، واعتباره القتلي من شهداء الشعب الفلسطيني، وانهيار عمارة في مكة المكرمة مسكونة بالحجاج من عدة دول، ومقتل عدد منهم، وقيام ارهابيين في العراق بتفجير انفسهم وسط عدد من اشقائهم الشيعة قرب مرقد الامام الحسين في كربلاء وقتل العشرات منهم في مشهد اجرامي مروع، صحيح ان مثله وقع من قبل لكن هذا النوع من العمليات الارهابية البشع يصعب علي الانسان تصور حدوثه من اناس لا يعرفون إلهاً أو نبياً او حتي انساناً، هذه اعمال يصعب وصف مرتكبيها بأنهم مسلمون او عرب مهما كان دينهم هؤلاء ورثة جنكيز خان والتتار، ومقتل خمسة جنود امريكيين، واعتصامات ومظاهرات احتجاجا علي قرار النائب العام حفظ التحقيقات في الاعتداءات التي وقعت علي الصحافيات وهتك اعراضهن، وقرار قاضي المعارضات بمحكمة جنح بني مزار بتجديد حبس محمد علي عبد اللطيف المتهم بارتكاب المذبحة 45 يوما وايداعه مستشفي الامراض العقلية، ونجاح تجارب التشغيل للمرحلة الثانية من توليد الكهرباء بالغاز، وعيد الميلاد المجيد لاشقائنا الاقباط الارثوذكس ـ السبت ـ اعاده الله علينا جميعا اقباطا ومسلمين بالخير، وعيد الاضحي المبارك والحجاج والاجازات.ثم نبدأ التقرير.أزمة اللاجئين السودانيينونبدأ تقريرنا اليوم بأزمة اللاجئين السودانيين وما الذي يمكن لنا ان نتوقعه من النظام بداية وقبل ان يقوم بأي عمل او اجراء وجد امامه هذه الأزمة؟ عبد الرحمن الغمراوي عضو الهيئة العليا لحزب الغد لم يضيع وقته واسرع يقول في عموده ـ خمسة فضفضة ـ كاترينا الاعصار البوليسي الغادر الذي اجتاح ميدان مصطفي محمود فعصف بمن استجاروا بمصر المحروسة من اخواننا في جنوب الوادي، فكان تصرفنا غبياً احمق حطم كل معاني الرجولة والشرف في هذا البوليس الذي شكل خصيصاً لانقاذ الانسان… دم هؤلاء البشر في رقبة مين؟ من هو الجبان الذي اصدر قرارا بهتك عرض الرجولة المصرية علي فضائيات العالم اجمع ومنظر الضابط السادي الذي يلكم ويرفس بالشلوت لمجرد انسان، وهذا الجندي الحقير الذي يشد امرأة من شعرها وكأنه ينهش في قطعة لحم حرموه منها في اعداد معسكرات القتلة المتخصصة لتخريج هؤلاء البلطجية النظاميين. عمل مخجل ان أري تصرفات بهذه الدونية تخرج من اشباه رجال. لقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم ادخلوا مصر آمنين فأين الأمان في هذا التصرف الوحشي، اين الأمن يا عادلي؟ يا عادلي نهايتك سودة ان شاء الله، انت ومن اقترح عليك مثل هذه المعالجة، تصدق بالله ـ محاكمتك ستكون عالمية وستكون عبرة لكل سادي في هذا البلد ـ سامحونا ـ شعبنا في جنوب الوادي، فكلاب السلطة تنفذ امرا شيطانيا اتاها من مسؤول غير مسؤول، سامحونا فمن قتل لا بد وان يقتل ولو بعد حين، اعتقد انه علي الرئيس مبارك الآن ان يتخلص من هذا الوزير الفاشل وبلاش عناد يا ريس فسمعة مصر اكبر من اي عناد وحتي لا يعود هذا الفاشل ويصرح بان كل شيء تم بناء علي توجيهات سيادة الرئيس كما يدعون دائما، فلقد خرق هذا الاهوج كل القوانين الشرعية الدولية والاعلان العالمي لحقوق الانسان واتفاقيتي الحقوق المدنية السياسية والاجتماعية .كما عالج القضية المحامي والناشط في مجال حقوق الانسان امير سالم بقوله في نفس العدد تحت عنوان ـ هولوكوست المهندسين: هذه الحكومة الأمنية وكل اناء ينضح بما فيه لم يكن امامها الا ارتكاب جريمة جنائية دولية بان تقتل بدم بارد، ودون حس انساني ولو ضئيل هذا العدد الكبير من النساء والاطفال والعجائز الذين خمدت انفاسهم تحت كعوب الاحذية الثقيلة لعساكر الأمن والقوات الخاصة، وبلطجية الكاراتيه والدخان الناجم عن تفاعل خراطيم المياه مع القنابل المسيلة للدموع واغطية مشمعات البلاستيك. لقد كان الهدف هو اجلاؤهم ولو بالقتل، اذن القتل كان محسوبا ضمن الاهداف. الذين خططوا ونفذوا وقادوا هذه العملية الجريمة لا بد من محاكمتهم ايا كانت مناصبهم ولا نستبعد ان يطلبوا لمحاكمة جنائية دولية بتحرك منظمات دولية كثيرة وستظل هولوكوست المهندسين معلقة في رقبة هؤلاء جميعا .ونحط رحالنا في جمهورية امس عند عمود صديقنا وزميلنا محمد العزبي الذي انتقد صديقنا نجم النجوم عادل امام بقوله عنه: يعرف عادل امام كم احبه شخصيا وفنيا، واعرف ان ملايين تحبه مثلي واكثر مني لذلك تأتي كلماتي عنه من القلب، وبصفته سفير النوايا الحسنة لشؤون اللاجئين بالامم المتحدة، ولقد سمعت انه قام بزيارة المتجمهرين السودانيين في ميدان جامع مصطفي محمود محاولا استخدام نجوميته في حل الموقف، ولم ينجح ثم تطورت الامور وتحولت الي معركة دامية اثارت جدلا كبيرا حول اسبابها وتوقيتها والطريقة التي تمت بها، ولأنني من المنحازين للجانب الانساني فانه اكد بأن المعتصمين في الميدان اتخذوا عند الهجوم من الاطفال دروعا بشرية وهو ما يفسر موت الصغار واصابتهم والذعر الذي بدا في عيونهم.بصراحة لم تعجبني تلك الشهادة فمن اين لعادل امام ان يعرف ذلك، وهو لم يكن هناك، واغلب الظن انها قيلت له من باب التبرير، فأعلنها علي الملأ، ليكون لها وقع واسع الانتشار ما دام الذي يقولها هو عادل إمام .من المؤسف حقاً ان ينتهي الامر بهذه الطريقة المؤسفة، وهو حقا سوء حظ كان يمكن تفاديه، والجميع يتحملون مسؤوليته ولن اسأل، فالجميع يسألون، كيف اهملوا قضيتهم كل هذا الوقت، وكيف تركوهم يحتلون الميدان في وسط القاهرة، وكيف لم تجد جميع الاطراف حلا الا ما حدث!؟ .ازمة رفحوالي ازمة معبر رفح علي الحدود مع فلسطين ومقتل جنديين مصريين وجرح ثلاثة في حالة خطرة برصاص شرطة فلسطينية والاعتذار الذي قدمه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للرئيس وللشعب المصري واعتباره الجنديين القتيلين من شهداء الشعب الفلسطيني، لكن زميلنا وصديقنا عباس الطرابيلي رئيس تحرير الوفد رفض الاعتذار ووجه تهديدات صريحة بقوله امس: ما حدث عند معبر الحدود المصرية ـ الفلسطينية منذ ساعات عمل فوضوي مرفوض وعدوان لو وقع من اسرائيل لقاومناه بالدم والنار، ولحدثت ازمة دولية ووصلت الي مجلس الامن، وعندما يقع ذلك من شقيق فلسطيني يتم فيه اطلاق نار من الفلسطينيين واستخدامهم للمتفجرات واقتحامهم للحدود بالجرارات فهو امر يستحق العقاب المصري الفوري والعاجل والرادع، وهو عدوان لا يقبل السكوت عليه، والحمد لله ان جنود مصر الذين تلقوا رصاص الاشقاء بصدورهم، لم يردوا علي رصاصاتهم بالمثل، والا لوقعت مجزرة لم تكن مصر تلام فيها، لانهم البادئون وهو عمل استفزازي مقصود به الاساءة لمصر: شعبها وحكومتها. وهل هذا هو رد الجميل الذي تقدمه الثورة الفلسطينية لمصر ولشعب مصر التي وقفت مع القضية، وزاد دعمها للقضية ودخلت الحرب من اجلها 3 مرات.. ام يا تري من قام بهذا العدوان الهمجي هم من اعوان اسرائيل الذين نجحت في اختراقهم وجندت بعضهم بالروموت كنترول، ام هو نوع من الانفلات الامني بين الفصائل الفلسطينية، وغياب سلطة فلسطينية قوية تردع كل هذا الانفلات. اننا نرفض اعتذار ابو مازن، فقد كان اجدر به ان يتدخل لوقف الصراع بين الفصائل المتناحرة علي المناصب والمغانم، وان يبعد هذه الصراعات عن الحدود وخط الحدود والا فان اسرائيل سوف تتخذ ما جري ذريعة للعودة ـ بكل قواتها ـ الي خط الحدود، وهو ما يحمل مخاطر عديدة لكل الفلسطينيين. حذار من التعامل معنا بأسلوب التهاون مع طرف يخطيء في حقنا، ثم تسرع السلطة فتعتذر لان هذا الاعتذار نرفضه تماما ويجب ان نرفضه بقوة اشد من رفضنا لهذا العدوان علي السيادة المصرية من ناحية، وامتهان الكرامة والعزة المصرية، من جهة اخري، فقط نقول: للصبر حدود .وهذه هي المرة الاولي التي اعرف فيها ان عباس ليس رئيس تحرير الوفد وانما هو رئيس الجمهورية ايضا ولذلك رفض اعتذار ابو مازن الذي قدمه لمبارك لا لعباس ولا اعرف ايضا لماذا لم يتواضع ويعلن رفضه الاعتذار بصفته رئيس تحرير الوفد فقط اذا كان ابو مازن وجههه له سرا؟!امر مثير للدهشة فعلا ان تصدر هذه التهديدات الدموية من صحافي وكاتب منحاز فعلا لأمته العربية ووحدتها، ماذا حدث للناس هذه الايام؟! واذا كان الطرابيلي يقول ذلك فماذا ترك لمن يكرهون الفلسطينيين فعلا كابراهيم سعدة وعبد العظيم رمضان وغيرهما؟!لكن تعليق الاهرام كان متناقضا تماما مع مقال عباس اذ كان عنوانه ـ اعتذار فلسطين مقبول عن حادث رفح ـ قالت فيه عن الذين اعتدوا علي الجنود المصريين ان هؤلاء الفلسطينيين لا يعرفون كيف يميزون بين العدو والصديق ولذلك فان هذه النوعية من العناصر الفلسطينية تكون وبالا علي شعبها وعلي قضيتها ونحمد الله ان اعداد هؤلاء هي في النهاية محدودة ولا تمثل الغالبية العظمي من الشعب الفلسطيني فالشعب الفلسطيني الصابر المجاهد الصامد يعرف جيدا قدر الجنود المصريين ودفاعهم عن كل حقوق الفلسطينيين وخوضهم الحروب والصراعات من اجل هذه الغاية، وللحقيقة فان مبادرة القيادة الفلسطينية بالاعتذار الرسمي هي بادرة جديدة تكشف عن حنكة هذه القيادة وبعد نظرها السياسي، فهذا يعبر عن ادراكها لأهمية الدور المصري في تأييد القضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية والاقليمية والاهم من كل هذا انها تعبر عن الحرص علي علاقات الاخوة والصداقة بين الشعبين وان هذه العلاقة تعتمد اول ما تعتمد علي علاقات حسن الجوار، والبديهي ان الاصدقاء لا ينظرون الي بعضهم من خلال فوهات البنادق ولا يطلقون النيران علي بعضهم. ان العلاقات الفلسطينية ـ المصرية تضرب في عمق التاريخ وهي قادرة علي امتصاص مثل هذا الحادث المأساوي والمؤسف وتخطيه وتجاوز اثاره السلبية. وللحق فاننا في هذا المقام لا يفوتنا ابدا ان نمتدح ضبط النفس الذي مارسته القوات المصرية علي الحدود عند رفح مع العناصر الفلسطينية المسلحة وانها بتصرفها هذا منعت وقوع ما هو اسوأ كثيرا من الذي جري .عبد الحليم خداموالي ردود الافعال علي عبد الحليم خدام واولها لزميلنا بـ الدستور خالد محمود رمضان وقوله: علي كل حال لن يكون خدام هو اول او اخر مسؤول عربي يطعن في شرعية نظام لطالما عمل معه وخدمه بكل اصرار ودأب يحسد عليه، فقد سبقه حسين كامل صهر الرئيس العراقي المخلوع الذي هرب الي الاردن بصحبة ابنتي صدام قبل ان يعود ليقتل بدم بارد علي ايدي عائلة صدام وابنيه قصي وعدي. تري لو كان لمبارك نائب هل كان ليفعل ما فعله خدام في سورية؟ لكن حمدا لله فمبارك لم يفعلها ولم يعين نائبا بعد، لكن هل بامكان نائب الرئيس ان وجد ان يتحدث عن نظام مبارك بنفس الطريقة التي مارسها خدام بشكل مفاجيء علي شاشات الفضائيات العربية؟والخوف كل الخوف ان يظهر خدام مجددا في شوارع القاهرة ليقص علي سكان المحروسة خفايا وخبايا كانوا يجهلونها اذا ما وصل السيد نجل الرئيس للحكم بنفس السيناريو السوري الممقوت والمرفوض في آن واحد، لا يسمح النظام السياسي (تبعنا) لوزير او مسؤول كبير بالانشقاق ببساطة لانه لا يجعله يصل الي ذروة هذه المأساة، فالمسؤول لدينا واحد من ثلاثة فهو اما في السلطة سواء علي خاصرتها او يمينها او يسراها او سجين بتهمة فساد ورشوة واهدار للمال العام او قابع في منزله يتمني لو لم يكن قد مارس لعبة السياسة وذاق حلاوة مرارتها!! لكننا يمكن ان نرشح يوما اذا قرر ان يضع الوطن قبل النظام ان يتقدم كمال الجنزوري ليحكي ويقول او المشير ابو غزالة، كما لو اراد كمال الشاذلي ان يغسل ذنوبه او فكر صفوت الشريف ان ينتقم، وكان المشير محمد عبد الحليم ابو غزالة وزير الدفاع الاسبق اكثر المرشحين تداولا لدي الشارع لشغل هذا المنصب، غير ان عزله من منصبه وتعيينه مؤقتا كمساعد للرئيس سرعان ما ادي الي تواريه بعيدا عن وسائل الاعلم مفضلا التفرغ لكتاباته وتحليلاته العسكرية من حين الي آخر ولا يكاد اسمه يظهر حاليا سوي في صفحة الوفيات الشهيرة بصحيفة الاهرام عندما يقدم تعازيه لفلان او علان .ما هذه الأمنيات المكبوتة التي لن تحدث في بلادنا ان شاء الله، لاننا قوم كالذين قال عنهم زميلنا بـ الجمهورية محمود نافع وهو من كبار محرريها يوم الخميس، لا نطيق هذه النوعيات. قال: لا احترم المتحدثين عن الفساد بينما كانوا احد المشاركين في صنعه والمهيئين للبيئة التي تنبت فيها اشواكه!اكره الذين تبرز انيابهم وتنمو مخالبهم ويتحولون فجأة الي اسود ونمور وقد عاشوا طوال حياتهم قططا اليفة تتمسح في عباءات السلطة ـ اي سلطة ـ ولا تنام او تهدأ الا تحت قدمي اعلي رأس فيها.امقت الذين ينقلبون بين عشية وضحاها علي رؤسائهم ويعضون اياديهم التي طالما قبلوها، وينهشون سيرتهم التي افنوا حياتهم في التغني بها، فوصفوهم بالعباقرة والانبياء وامضوا ليلهم ونهارهم في التقرب اليهم وعبادتهم مؤكدين انهم لا يرضون عنهم بديلا، حتي لو وضع لهم احد الشمس في يمينهم والقمر في يسارهم والنجوم فوق جبينهم. احب الواضحين مع انفسهم، والمؤمنين باللون الذي اختاروه، اما الابيض او الاسود، اما الذين يلعبون في المنطقة الرمادية انتظارا لتحولهم الي اليمين او اليسار حسب الظروف، فهم في الدرك الاسفل، وفي مساحات اقل احتراما من المنافقين والداعرين، فهؤلاء علي الاقل واضحون مع انفسهم (يزمرون) ولا يخفون ذقونهم، اما الذين يغيرون جلودهم ويعدلون اتجاه قبلتهم ويهدمون الكعبة التي كانوا يطوفون حولها، لا لشيء الا لان الاله لم يعد الها، او لانه قد وهن وضعف، او لان الها اعظم قد جاء ليحل مكانه، فهؤلاء لا يمكن ان نصفهم بالنبلاء ابدا، لأن الوصف المناسب انا وانتم نعرفه جيدا. وجميل بالطبع من السيد خدام ان يحب البلد ويشفق علي المواطنين من الفقر ومن غياب الديمقراطية.. ولكن هل اكتشف هذا بعد 61 عاما امضاها في قلب السلطة. ولماذا يرق قلبه الآن للبنان واللبنانيين وهو المتربع علي عرش الديبلوماسية السورية منذ عام 1970 واحد اهم الشخصيات التي تمسك في قبضتها خيوط لبنان وتتحكم في عموم الملف اللبناني! ولذلك كان من الطبيعي الا ترحمه سكاكين السوريين الذين اكتشفوا ان خدام بفعلته تلك ـ حتي لو كان يغسل يديه من الدماء التي تلطخت بهما ـ مشارك بشكل اساسي في ذبحهم وخداعهم.. فخدام كما يقولون ارتبط وجهه بالرأس القبيح للحرس القديم.. فهو من اغلق منتديات الديمقراطية والقي بعدد من اعضائها في السجن! لقد عاش الرجل بيننا اكثر من نصف قرن علي طريقة الفنان حسن البارودي في فيلم الزوجة الثانية . يحلل لنا كل ما يفعله الاسد الكبير والأسد الصغير بنظريه اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ، وفي النهاية خرج عن دين الآلهة وراح يحطم الاصنام بالريموت كنترول من خارج سورية.. حقا ما كنا نعتقد انه موسي طلع خدام ! .وفي نفس العدد حلل محررها العسكري زميلنا جمال الموقف بقوله: المؤشرات والقرائن تؤكد ان هناك علاقة مباشرة واصيلة بما يحدث في لبنان وما وصلت اليه العلاقات السورية ـ اللبنانية واعادة ترتيب الاوضاع في المنطقة حتي ولو كان ما فجره خدام وما فعله وسيفعله اصبح طرفا اساسيا واصيلا. لا اقصد ولا المح بالتأكيد لما يقال ويتردد عن علاقة خدام بسعد الحريري ووليد جنبلاط وتواجده في باريس وعلاقة فرنسا بما يحدث ولكن المسألة تثير الحيرة وتتطلب تفكيرا وتناولا عقلانيا يأخذ بالاسباب والدواعي والجو العام السائد.النظام السوري حتي ولو كان يقوده ابن الاسد حتي تلك اللحـظة لديه قدرة علي تأمين الدولة ضد اي ظروف محتملة يمكن ان تولد ضغوطا تحد من قدرته علي اتخاذ القرارات علي الاقل داخليا، ومع ذلك فالمسألة لن تكون مجرد زوبعة سرعان ما تختفي وتهدأ الامور او قريبة الشبه الي حد كبير بحكاية الشاهد المقنع ولكنها ستزيد من اجواء التوتر والقلق وستؤدي لزيادة الضغوط علي سورية وقد تستخدم في مرحلة متأخرة كذريعة لشيء لا نعرفه الا ان الامر المؤكد انها ستعقد الامور بشكل كبير في لبنان وبعلاقته مع سورية لتؤكد في النهاية ان الامور اصبحت منقلتة ومستعصية وتدار من مركز واحد نعرف ملامحها الا اننا نجهل تفاصيلها وتوقيتات حدوثها واطرافها المنفذة .والي اهرام امس وزميلنا محمد صابرين وقوله: لا يمكن للمرء ان يجمع في نظام واحد ما بين الرغبة في الاصلاح والفساد.. الا ان العالم العربي تلبسه نوع من اليقين بأن قليلا من الفساد يسير الامور، تثبت في حالة خدام خطأ بل خطيئة من راهنوا عليها، ففي كل الحالات كان الولاء لمن يدفع اكثر بالنسبة للفاسدين بالاضافة الي الرغبة في التطهر احيانا او الانتقام، وكثيرا ما كان الخوف او العبور علي جثة من استخدمهم واللعب مع من هو اكبر منهم دافع هؤلاء الفاسدين. وفي مشهد اعترافات خدام الناقصة ومظاهرة مجلس الشعب السوري ضده ثبت ان الفساد اصبح خارج السيطرة وتمكن من النظام السوري منذ زمن بعيد.ان كل شيء يتم استغلاله من قبل الجهات المتربصة، الا انها لم تخلق الانتهاكات السورية في لبنان وتهديدات بشار للحريري او تحريض لحود ضده علي ما يقول خدام.. وربما لم تقتل سورية الحريري الا انها وضعت نفسها بخطاياها في دائرة الاتهام والرئيس بشار يسير مثل صدام الي النهاية المعروفة باصراره علي عدم تبديد الغموض حول الموقف السوري، الا ان النقطة الاخيرة تتعلق بالشعوب العربية وهي انها ستبقي محشورة ما بين مطرقة المؤامرة وسندان الاستبداد ما لم تتخل عن دور المتفرج وتبدأ في المشاركة في صنع مصيرها، ولعل البداية كلها هو رفض لعبة الفساد؟ .ونظل في الاهرام ولكن هذه المرة مع صديقنا وزميلنا ابراهيم نافع الذي واصل في عموده اليومي ـ حقائق ــ حملته ضد خدام قائلا عنه: ما يجري ضد سورية حاليا يستخدم جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري وما تلاها من جرائم في لبنان في تطبيق خطة لا علاقة لها بعمليات الاغتيال ولا تستهدف كشف الحقائق، بقدر ما تستهدف سورية كبلد عربي ولا شك ان استهدافها في هذه اللحـظة يأتي ضمن سياق اوسع لاعادة ترتيب المنطقة كلها لمصلحة اطراف غير عربية. ولكل ذلك يبدو مهما للغاية بروز موقف عربي واضح ومحدد داعم لسورية من ناحية، ومتمسك بالكشف عن الحقائق كاملة من خلال عمل مهني للجنة التحقيق الدولية من ناحية اخري . والي المصري اليوم ومقال سحر الجعارة الذي قالت فيه: يبدو ان لعنة الخُدام ستظل تطارد الحكام العرب وان انقلاب الحرس القديم يتكرر بتنويعات مختلفة من قطر الي اخر. وليس هناك ما يبرر سطوة الخُدام علي الحكام الا غياب الشعوب من الخريطة السياسية اما لجبروت الاجهزة الأمنية او بسبب السلبية ! لتـظل التيمة الاساسية لدراما الخيانة في بلاط الحكم هي خيانة الخدام لـــ الحاكم افليس في الحكم طاعة مطلقة ولا عمياء، فالقانون الرئيسي في السياسة هو المصلحة والمصالح ليست مجانية انها عادة مدفوعة الاجر من ثروات الشعوب ومقدراتهم، من هنا يمكن فهم انقلاب عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق علي رئيسه (وابن رئيسه) بشار الاسد.انه يقول بكل تبجح ان البلد اهم من النظام وكأنه يتطهر من خطايا نظام كان احدي ركائزه الاساسية ليفتح بعملية غسل الضمير ابواب جهنم علي الوطن الذي يتحدث باسمه. خدام يطرح نفسه بقوة كبديل للنظام السوري المعاصر بالتهديدات الامريكية ويعلق دم الحريري في رقبة بشار الاسد والرئيس اللبناني اميل لحود ويدفع المنطقة الي نفق مظلم رغم انه يعلم ان لجنة ميليس قد لا تحتاج شهادته.. لكن الرأي العام العالمي ينتظر فضيحة النظام السوري بأحد رموزه وكما كان خادما متميزا يثبت للعالم الان انه عميل متميز ايضا.والي الغد واعجاب الطبيب عمر سيد الاهل عضو الهيئة العليا لحزب الغد بخدام وقوله عنه: حوادث الانشقاق لا نقرأ عنها الا في بلاد الاستبداد. اصبحنا نمتدحه ونلعنه في آن واحد لانه كشف عورات انظمتنا.. وفضح العوار والانهيار الذي اصابها جميعا، واحترنا جميعا ان كان هو الذئب ذاته ام رأس الذئب الطائر. خدام فضح ما بداخلنا من رغبة في الفرار مما نحن فيه ورغم اختلافنا علي مدي شرعية انشقاقه ورغم كل التحليلات المعارضة او المؤيدة، فان بداخل كل منا اعجابا او اشفاقا لما فعل. ولا اعرف يقينا اشفاقا عليه ام علي النظام الذي افتضح، وكان هو ذاته احد اركانه الوطيدة لاكثر من اربعين عاما. تحول نائب الرئيس الي شمشون الذي هدم المعبد علي رأسه ليتخلص من كل من حوله وان ذهبت حياته معهم. للأسف اننا اصبحنا لا نجيد الا الكلام. اصبحنا اضعف حتي من الانشقاق او الهجرة او الفرار. اصبحنا لا نقوي الا علي التصفيق او الاتهام. المشكلة الازلية ان التاريخ كما يقال يكتبه المتنصرون وفي قول آخر يكتبه الحكام المستبدون ولو الي حين، ولكن من المؤكد ان الفراعنة هم الذين يكتبونه عندنا. وانظروا الي جدران المعابد القديمة حيث لا يمجد الفرعون الا نفسه، بل ويمحو اسم الفرعون الذي قبله وان كان اباه او اخاه او حتي ولده .ما الذي يعنيه سيد الاهل بالضبط؟جمال مباركاخيرا الي جمال مبارك امين امانة السياسات بالحزب الوطني الحاكم الذي استمر زميلنا وصديقنا ابراهيم عيسي رئيس تحرير الدستور في مهاجمته والسخرية منه بقوله عنه: جمال مبارك ابن موظف يشغل منصب رئيس الجمهورية، بدأ العمل في البيزنس كما شقيقه علاء مبارك، ها نحن امام شابين لا يشتغلان في العلم او المعمل، في المصنع او الجامعة، بل هما بحكم التكوين الجديد لطبيعة الحكم في مصر يذهبان مباشرة الي الهدف، ويبدأ حاملا اسم أبيه في التجارة كما فعل ابن صفوت الشريف وكافة ابناء النظام. حتي هذه اللحظة، كان هناك بعد واضح وهو حالة الرغبة لدي السلطة في عمل ابنائها بالبيزنس وهذا يتماشي مع المصاهرات التي عقدها رجال الحكم منذ السبعينات مع رجال المال وعائلات الثروة. نعود الي نموذج جمال مبارك وهو نفس الطموح الذي راود رفاق المال والثروة بعد ذلك، اذا كان هو يعمل في البيزنس (وبالمناسبة البيزنس حاجة غير الاقتصاد!) ويري قرارات يتخذها شوية اساتذة جامعة مش عارفين حاجة عن شغل البيزنس وقاعدين ينفذوا تعليمات مش فاهمينها، طيب ما اقول، طيب ما اتدخل، طيب ما ادخل، وهي درجات السلم التي يصعد عليها رجل الاعمال الي الحكم، فهو يكتفي اولا بالامتعاض او الاشارة او الاشاحة ثم يبدأ يقترح ويطلب ويطالب ثم يدخل بنفسه ليخطط وينفذ! فقرر الرجل ان يدخل اللعبة ويلعب وباعتباره ابن الرئيس فقد تحول البحر امامه الي طحينة ولاول مرة يدخل نموذج رجال الاعمال الجدد عالم السياسة الصرف الواضح حين دخل جمال مبارك ومعه الرفيق احمد عز الذي لم يكن قد عرفه شخص واحد كشاب مهتم بالسياسة او الاحزاب او اسمه ايه ده الاصلاح سوي عندما وجد نفسه مع رفيقه ابن الرئيس قد صارا فجأة في قلب الحزب فقلبوه! ومع استشراء وجود جمال مبارك رجل البيزنس الذي لا يملك مصانع ولا يلتقي بعمال ولا يعرف التزامات مع بشر بقدر التزاماته مع اوراق في بورصات واسواق مالية، ثم احمد عز الذي كلما زاد دوره في الحزب زاد عدد مصانعه ونمت ثروته وزادت ارباحه وتجاوز الجميع عن اي ثرثرة حاقدة عن احتكاراته! مع كل هذا انتفخ دور رجال الاعمال وابناء البيزنس وتحولت مصر الي محمية طبيعية لرحلات ونزوات هؤلاء في السياسة وهم الذين لا يملكون اولياتها ولا مبادئها ولا نظرياتها.في عيد الاعلاميين وقال لهم الرئيس جاي ومش عايزين حد يقوله كلام يزعله، (فاهمين!) فاذا كان المحيطون بالرئيس لا يريدونه ان يسمع كلاما يزعله تخيل انت ان كلاما يقوله وزراء او رجال اعمال او المحسوبون علي الدولة ورجال الاعلام المنافقون للرئيس يمكن ان يزعله فما بالك بما يقوله المعارضون. بدأ الابن اذن يكسب امتيازات غياب الوالد رغم انه يثبت طول الوقت عدم كفاءة في ادارة المواقف سواء داخل الحزب وانشقاقاته التي تحسمها قرارات الرئيس المنحارة له بازاحة من يريد من امامه، او في الانتخابات والتي جاءت في شقها الرئاسي مسرحية هزلية لم يفرح لها سواه ومعاونوه علي طريقة مفيش داعي يسمع كلام يزعله او في شقها البرلماني الذي جاء فضيحة ومهزلة غير مسبوقة، وسواء في الشق الذي بدا امام والده خير من يمثله وهو شق الاعلام الخارجي فاذا به يحول مصر الي مسخة ومسخرة من سوءات ما يفعل نظام مبارك وابنه او علي الصعيد الاقتصادي الذي كلما اخذ جرعة من اوهام الاصلاح البيزنس لرجال جمال ولم يشعر الناس به زادوهم بجرعات اخري حتي سينفجر الناس في اللحظة التي يتصور فيها رجال جمال انهم علي وشك انفجار الشامبين في حب مصر .وتناول رجال جمال مبارك قريبي وزميلنا سعيد عبد الخالق رئيس تحرير صحيفة الميدان المستقلة بقوله: وفي مشاورات شغل منصبي رئيس المجلسين الاعلي للشباب والرياضة، ظهر اسم الدكتور محمد كمال المتحدث الرسمي باسم لجنة السياسات بالحزب الوطني، واحد النجوم الصاعدة لشغل منصب رئيس المجلس الاعلي للشباب والرياضة. ويقال بان جمال مبارك رئيس لجنة السياسات تدخل واعترض خوفا علي الدكتور محمد كمال من الحرق في المنصب الذي يعد مقبرة لمن يشغله حيث يخرج منه الي المنزل لارتداء البيجامة! وجرت مشاورات مع الدكتور حسن مصطفي رئيس الاتحادين الدولي والمصري لشغل منصب رئيس المجلس الاعلي للرياضة بعد فصلها عن الشباب، ولم يستجب حسن مصطفي للضغوط وأصر علي الرفض، ورشح الدكتور حسن صقر رجل الاعمال والراسب في انتخابات نائب رئيس نادي الزمالك امام الدكتور اسماعيل سليم، وحفيد نجم الكرة المرحوم عبد الكريم صقر!. من غرائب التشكيل اختيار الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة رغم التقارير التي اعترضت لاسباب عديدة وحاتم الجبلي رجل اعمال شاطر و تاجر ونجح نجاحا باهرا في اعماله الخاصة واصبح قريبا من دوائر صنع القرار واتسعت دائرة مشروعاته ابتداء من كايروسكان الي مستشفي دار الفؤاد الي شركة ابو زعبل للكيماويات وشركة للبذور الي آخره. ويقال في مطابخ مجلس الوزراء ان الدكتور احمد نظيف لم يرغب في استمرار الدكتور عوض تاج الدين وزيرا للصحة رغم انه اثبت كفاءة نادرة، ونجح في عمله بدرجة امتياز ولم تنله شائبة او شائعة، ويقال ايضا بان سبب اعتراض الدكتور نظيف علي استمرار عوض تاج الدين يعود الي مشاكل المؤسسة العلاجية وهناك سبب آخر قوي من ذلك وهو تصدي الدكتور عوض تاج الدين لمافيا شركات الادوية العالمية، كما يقال ايضا بان الدكتور حاتم الجبلي قدم مشروعا لبيع المؤسسة العلاجية لانقاذها من الديون الغارقة فيها. وبالمناسبة يحظي الدكتور حاتم الجبلي بتأييد لجنة السياسات بالحزب الوطني .كما نشرت تحقيقا لزميلنا بلال الدوي جاء فيه: فالمتابع الجيد لشخصيات من تقلدوا المناصب القيادية العليا في مصر مؤخرا يري ان رجال جمال مبارك عازمون وبقوة علي توليها والسيطرة عليها، فرجال جمال مبارك منتشرون في امانة السياسات بالحزب الوطني، والمركز المصري للدراسات الاقتصادية وجمعية جيل المستقبل ومجلس الاعمال المصري الامريكي وغرفة التجارة الامريكية وهو ما يطلق عليه الخمسة الكبار لتفريخ مناصب وقيادات المستقبل. ويتضح ذلك حينما يخلو اي منصب رفيع في مصر فيأتي من يتولاه من الخمسة الكبار وهي امانة ومركز وجمعيات جمال مبارك .