الانسحاب من المناطق تعبير عن التعب والهزال الايديولوجي لدي المسؤولين الذين يطرحونه

حجم الخط
0

الانسحاب من المناطق تعبير عن التعب والهزال الايديولوجي لدي المسؤولين الذين يطرحونه

إما الخليل.. واما ان لا نكونالانسحاب من المناطق تعبير عن التعب والهزال الايديولوجي لدي المسؤولين الذين يطرحونه في كل نقاش يدور حول الخليل يجب التأكيد اولا وقبل كل شيء أنه لا يوجد أي تبرير ايديولوجي يسمح لاي طرف ان يحقق مراده من خلال الاضرار بأملاك الطرف الآخر، سواء كان عربيا أم يهوديا. من هنا وعلي طول الطريق، أهلا بالقادمين الي بؤرة الكراهية والتلون السياسي والتي لا تقوي فيها كل التبريرات علي تمرير هذه التوجهات السياسية التي نراها تترصدنا هناك.كيف يحدث ذلك، هكذا يتساءلون وبصدق، أن تتمكن حفنة من المتعصبين اليهود ان تشل مدينة عربية كاملة؟ شارع واحد ووحيد هو الذي ظل بأيدي اليهود في الخليل، وهو الشارع الذي ينزل من ناحية المقبرة ويمر متجاوزا بيت هداسا حيث يوجد حي ابونا ابراهيم عليه السلام ـ والمغارة ويخرج باتجاه مستوطنة كريات أربع. وفي جميع بقية شوارع المدينة، فان حركتهم فيها ممنوعة، مع أن اتفاقيات اوسلو ضمنت في حيثياتها حركة حرة للجميع في جميع الشوارع والمناطق ، ومع ذلك فان هذه المجموعة المعروفة بـ التلون السياسي تصرخ مستنجدة للعرب صارخة بانه لا يعقل ان تُحدد او تُمنع حركة العرب في هذا الشارع الوحيد الذي ظل وحده مفتوحا لحركة ليهود (!).في القناة الاولي (للتلفزيون الاسرائيلي) اجري حاييم يافين وعنات سرجوستي مقابلات مع اشخاص يسيرون عبر هذا الشارع حيث كانا يظهران وكأن قلبيهما تتفطر بالدماء لمشاهدة حوانيت السكان العرب المغلقة دون أن يحاولا ايجاد علاقة تربط هذا الاغلاق بما حدث في هذا المحور من الطريق.. مثل قتل الحاخام رعنان في بيته، والعملية المسلحة في بيت هداسا، والطعن حتي الموت لكل من اهرون غروس، شموئيل ايرز والحاخام شابيرا ومقتل الطفلة الاسرائيلية شلهيفت باس وسقوط عدد من الجنود هناك بين قتلي وجرحي.الذين يكرهون استيطان اليهود في الخليل يقلقون ويغضبون لحوانيت العرب المغلقة، في شارع الشهداء وكأن دم اليهود الذين قتلوا هناك لا علاقة لهم به، ونذكر ان الجنرال حاييم بارليف (رئيس اركان الجيش الاسرائيلي سابقا) كان قد عبر عن ذلك في يوم من الايام ـ ولكن دون تلون سياسي ـ حزبي ـ لو لم يكونوا هناك.. لما قتلوا . أي ان وجود اليهود في الخليل هو السبب في مقتلهم ـ فسواء كانوا من الطيبين أم من السيئين، كانوا من المتدينين ام من غيرهم، اصحاب حق او غير اصحاب حق.. فلا مكان لليهود في الخليل.ان عملية اخلاء قمم التلال في الضفة الغربية والتي تشكل حالة لا بد منها في عملية الدعاية اللازمة لحزب القائم باعمال رئيس الحكومة ووزيرته لفني .. فهذا هو جوهر الجدل السياسي في اسرائيل في الحقيقة وليس حول اعمال الزعرنة التي يقوم بها شبان المستوطنات في شمالي الضفة الغربية، وبالمقابل، نقول هل يعقل التفكير في ترحيل المواطنين العرب من الرملة واللد بسبب بعض الاعمال الجنائية التي يرتكبها عدد من الشبان هناك؟ ولا شك ان اعمال هؤلاء الذين يخرجون من الجواريش وحي القطار اخطر الف مرة من تلك المنسوبة الي فتيان التلال .اولمرت ولفني والمستشار القضائي مزوز، يجلسون فوق كومة ضخمة من الملفات التي تتحدث عن البناء غير المرخص والاستيطان غير القانوني العربي في اسرائيل وفي مناطق الضفة الغربية، ويوجد علي الاقل 7380 امر هدم في الضفة الغربية، ويوجد حوالي 352 موقع سكن غير قانوني للبدو العرب في النقب وحوالي 6000 مبني في القدس الي جانب 10.000 مبني علي طول الطريق المعروف بين عكا وصفد، وجميع هذه الملفات تقرر تجميدها او اغلاقها، فمن الذي يصدق بأن سلطة القانون وسيادة الدولة هي وحدها التي تدفع بمثل هذه السياسة وتعارض وتهدد بازالة هذه الـ بضع كرافانات صغيرة، اقامتها عائلات يهودية، حتي لو كانت دون تنسيق مع الدولة او كما يسمونها بؤر استيطان غير قانونية!؟.اذكر انني سمعت السيد ايهود اولمرت ـ القائم باعمال رئيس الوزراء الان ـ يقول في خطاب القاه في نيويورك في الصيف الماضي، حيث قال بتأثر لقد تعبنا من الحرب، تعبنا من أن نكون ابطال حروب، وتعبنا من الانتصارات، وتعبنا من الاستمرار بضرب اعداء اسرائيل . ويبدو أنه امام المستوطنين اليهود فقط لم يتعب ولم يمل، وان كل الطاقة التي يستجمعها جراء عدم توجيهها للعرب أخذ يوجهها الي اليهود الذين يزعجون و يتزعرنون والذين لا بد من انزالهم من فوق التلال. ولكن ما يجب ان يعرفه هو: ان اليهود الوطنيين ليسوا ورما لا بد من استئصاله، بل انهم يشكلون عضوا مهما في جسم الامة وان قطعه سوف يقسم ويشرذم مملكة اسرائيل الثالثة. والسيد اولمرت لا يعرف ولا يفهم بأنه ينقطع ويبتعد عن اليهود، لانه في صراعه ضد هؤلاء الفتية يكون قد هدم بيديه مقولة التوراة بأن لا تهدم بيديك ما اقمته بقدرتك وقدرك .اليكيم هعتسنيعضو كنيست يميني ومعارض قوي للانسحاب من المناطق(يديعوت احرونوت) 23/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية