الانتخابات الفلسطينية: مرشحون يشترون الاصوات بالمال والوعود بالتوظيف

حجم الخط
0

الانتخابات الفلسطينية: مرشحون يشترون الاصوات بالمال والوعود بالتوظيف

وعود اللبن والعسل وتوزيع لحوم كي تستحي العين واغراء بدفع فاتورة الهاتفالانتخابات الفلسطينية: مرشحون يشترون الاصوات بالمال والوعود بالتوظيفرام الله ـ القدس العربي ـ من وليد عوض:مع انتهاء الدعاية الانتخابية للانتخابات التشريعية الفلسطينية منتصف الليلة الماضية بدأ العديد من المرشحين اتمام الاتفاقيات والوعود بشراء الذمم والاصوات بشتي الوسائل بغية وصولهم الي قبة البرلمان.وتخلل الدعاية الانتخابية للعديد من المرشحين علي مستوي الدوائر والقوائم علي مستوي الوطن ممارسات تخالف تماما ما يرفعونه من شعارات محاربة الفساد بشتي الوسائل، معتبرين ان شراء الذمم والاصوات بالمال والولائم لا يدخل في خانة الفساد.فأحد المرشحين عن احدي دوائر الضفة الغربية دأب علي عقد اتفاقيات مع وجهاء بعض العائلات او المتنفذين فيها بشراء اصواتهم مقابل بضعة الاف من الدولارات او توظيف عدد من ابنائهم.والملفت للنظر ان اموالا طائلة انفقت علي الحملات الدعائية تكفي لحل مشاكل معظم الفقراء الفلسطينيين علي حد قول احد المواطنين في رام الله وسط الضفة الغربية.هذا وتعهد العديد من المرشحين المستقلين اصحاب الملايين علي انهم سيصلون الي قبة البرلمان حتي لو كلفهم ذلك عدة ملايين من الدولارات.اما احد المرشحين المستقلين في جنوب الضفة الغربية فرصد مليون دولار للنجاح في الانتخابات التشريعية حسبما ذكر احد العاملين في حملته الدعائية رافضا الكشف عن اسمه.وقال لـ القدس العربي ان مرشحنا رصد مليون دولار للوصول الي المجلس التشريعي، ومعنا تصريح بشراء الاصوات اذا اقتضي الامر .ومن الملفت للنظر ان معظم العاملين في الحملات الدعائية للمرشحين هم من فئة الطلبة الجامعيين والعاطلين عن العمل اضافة الي شريحة الفتيان الباحثين عن مبلغ من النقود للمصروف الشخصي الذي حرموا منه بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة لأهاليهم. ومع اشتداد المنافسة قبل ساعات من بدء عملية التصويت صباح غد وعد بعض المرشحين المواطنين بدفع فاتورة الهاتف بشرط التصويت لصالح قائمتهم في وقت يتحدثون فيه عن محاربة الفساد.وتساءل احد المرشحين في محافظة جنين شمال الضفة الغربية عن تلك البرامج التي تدعو لمحاربة الفساد والتلاعب بالمال العام في حين أنه وباسم هذه الحملات تصرف المبالغ الطائلة لشراء الناس، وأبدي المرشح استهجانه لعمليات شراء الذمم علي حد تعبيره، حيث قال ان هناك من يقوم باستئجار الناس ليقوموا بأعمال غير طوعية في الانتخابات، فمن سيطرح انه سيحارب الفساد من الأجدي به والأجدر بحملته أن يحاربه الآن وليبدأ من نفسه. وأفاد مواطنون فلسطينيون أنّ ممثلي حملاتٍ انتخابية اتصلوا بهم يخبرونهم بدفع فاتورة الهاتف عنهم من أجل التصويت لصالح قائمتهم في الانتخابات التشريعية المرتقبة.وقال مواطنون من سكان حيّ الدرج وحي التفاح بمدينة غزة إنّ مندوبين عن احدي القوائم اتصلوا هاتفياً بهم خلال الايام الماضية وأخبروهم أنّ فاتورة الهاتف الخاص بهم عن الشهر الجاري ستُدفَع من قِبلهم. وأضاف المواطنون أنّ هذه طريقة جديدة لاستمالة الأصوات للمرشّحين والتأثير علي الأصوات، معربين عن تشكّكهم أصلاً من تنفيذ المرشّحين لوعودهم.وعلي الصعيد ذاته، فوجئ مواطن فلسطيني بإحدي النساء تدخل منزله لتجمع بطاقات الهوية الشخصية من سكان المنزل مع فاتورة الهاتف لدفعها عنهم لضمان تصويتهم لصالح احد المرشحين لاحدي الفصائل.وأفاد المواطن، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ المرأة كانت تقوم بجمع بطاقات الهوية الشخصية من منزلي في حيّ الدرج ونساء الحيّ، وتأخذ عناوينهم وفاتورة الهاتف من أجل دفعها عنهم كما وعدت، بشرط أن يتمّ تصويتهم لصالح أحد المرشحين عن دائرة غزة .ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الإجراء مخالف للقانون الذي تجري الانتخابات التشريعية علي أساسه. وقالت مصادر فلسطينية انه مع اشتداد حملة المنافسة واقتراب ساعة الحسم بدأت تظهر علي السطح عمليات شراء الذمم والأصوات، من أجل الفوز في الانتخابات. وقال مواطنون: إن وعودا انتخابية كبيرة أطلقت من قبل عدد من المرشحين والقوائم، وكلها تتعهد بإعطاء امتيازات مقابل الإدلاء بالأصوات لصالح هذه الجهة، أو ذلك المرشح.من خبايا الوعود الانتخابية، قيام إحدي العائلات، التي تمتلك عدداً كبيراً من الأصوات في إحدي مناطق غزة، بتسليم مرشح مستقل قائمة بأسماء أبنائها، لتوظيفهم في السلطة الفلسطينية، بعد انتخابه في التشريعي. والمرشح، الذي شاهده مواطنون، وضع الورقة في جيبه، ووعدهم باللبن والعسل، وغادر القاعة وهو يحلم بأصوات العائلة.وإحدي القوائم أرسلت إلي مواطن في مدينة غزة رسالة فيها 500 شيكل ـ حوالي 100 دولار ـ ، مرفقة بالبرنامج الانتخابي لتلك القائمة، مع أمنيات بانتخاب القائمة. من جهته، استلم المواطن الرسالة، وصور الأوراق النقدية فيها، وأعادها إلي أصحابها مع كلمة أنا لا أبيع ضميري .وفي مكان آخر، وزع شخص محسوب علي قائمة ما كميات كبيرة من لحم الضأن ولحوم الأبقار، التوزيع شمل عائلات فقيرة وميسورة، من أولئك الذين لا ينتمون إلي فصيل معين.وجاء توزيع اللحم تحت شعار أطعم الفم تستحي العين ، فيما وعدت قوائم اخري مواطنين في حي الدرج والتفاح بمدينة غزة بمساعدات مالية. أحد المسؤولين أطلق وعوداً انتخابية لعدد من الشباب بتوظيفهم في أجهزة السلطة، في حال فوزه، طبعاً بعد أن دعاهم لانتخابه ليكون الصوت الأمين الصادق الذي يمثلهم.وإحدي القوائم، والتي تنفق علي حملتها الانتخابية أموالاً طائلة، قال مرشحوها في إحدي الندوات، إنهم يدفعون الأموال للشباب الذين يقومون بتعليق اليافطات والصور علي الجدران وفي الشوارع، وذلك للمساهمة في حل مشكلة البطالة.وبعد قليل، وفي نفس الندوة، تحدث المرشحون عن النزاهة والأمانة والصوت المعبر عن إرادة الشعب. واكد الناطق الاعلامي لاحدي القوائم الانتخابية بان قائمته ضد شراء الناس بالوعود الكاذبة الكابونات لان ذلك ادي الي انتشار حالة الفساد وان كل مايهم المرشحين اليوم هو الكراسي في المجلس والمصالح الخاصة . واوضح بان ثقته في الشعب الفلسطيني قوية جدا وهي لاتشتري وانه يجب ان يكون المرشح علي تواصل مع الناس حتي بعد انتهاء الانتخابات. ومن المرجح ان المواطنين الفلسطينيين باتوا مدركين ان الشعارات هي بالنهاية شعارات فقط لا غير وان صوت الانسان امانة وعلي المنتخب ان يدقق جيدا في شخوص المرشحين قبل الادلاء بالصوت رغم محاولات شراء الذمم هنا وهناك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية