الامن يتراجع والتمرد يعزز مواقعه بجنوب افغانستان بعد 4 سنوات علي سقوط طالبان
القوات الباكستانية تبحث عن رجلي دين مواليين للـ القاعدة بعد مواجهات الاحدالامن يتراجع والتمرد يعزز مواقعه بجنوب افغانستان بعد 4 سنوات علي سقوط طالبانلشكر غاه (افغانستان) اسلام اباد ـ من ايمانويل دوبارك:بعد اربع سنوات علي سقوط حركة طالبان في افغانستان، يتسم الوضع في الجنوب الافغاني باقسي مظاهر العنف: احراق مدارس واغتيال موظفين ومهاجمة جنود… فيما المتمردون من طالبان والعصابات يزدادون تنظيما ويفرضون سلطتهم في ظل غياب الدولة.وقال مسؤول غربي مكلف الشؤون الامنية في كابول هذا الشتاء، احصينا عددا من الحوادث اكبر بثلاث مرات من العدد الذي احصي خلال ثلاثة فصول سابقة مجتمعة .واضاف ان التمرد يتعزز من دون شك ، متوقعا ان تكون سنة 2006 اكثر سخونة من 2005 .ويعترف الامريكيون الذين كانوا حتي الآن متفائلين جدا، اليوم بأن الوضع يتدهور ويهدد الدولة الافغانية الهشة التي تحاول بصعوبة بسط سلطتها بمساعدة المجتمع الدولي.وقال مدير وكالة الاستخبارات في وزارة الدفاع الامريكية الجنرال مايكل مابلز في نهاية شباط (فبراير) خلال جلسة استماع امام الكونغرس في واشنطن، لم يشكل المتمردون بتاتا منذ نهاية 2001 مثل هذا التهديد لتوسع سلطة الحكومة الافغانية الي المناطق.واضاف تبقي حركة التمرد التي تقودها طالبان ناشطة وقوية ، مشيرا الي ان عدد الهجمات ازداد بنسبة 20% وان واعربت بعثة الامم المتحدة في افغانستان الاثنين عن القلق من تدهور الوضع الامني في الجنوب حيث اصبحت الهجمات يومية، مشيرة الي وقوع اثنتي عشرة عملية انتحارية منذ بداية السنة .بالاضافة الي ذلك، يعبر الحلفاء الدوليون للحكومة الافغانية عن قلقهم من الفاعلية المتصاعدة للمتمردين الذين يختارون اهدافهم بعناية ويوجهون ضربات علي الطريقة العراقية (تفجيرات، اغتيالات…).وقال المسؤول الغربي ان حركة التمرد اصبحت اكثر ذكاء، فهي تتجنب المواجهات المباشرة عبر ممارسة الترهيب او عبر ازالة اي تمثيل للحكومة المركزية علي المستوي المحلي .واغلقت خلال اشهر معدودة حوالي 200 مدرسة، واحرق بعضها، لا سيما في ولايتي زابل وهلمند، بينما هوجم عشرات المسؤولين المحليين وقتل الكثيرون منهم.ونتيجة ذلك، تبدو مؤسسات الدولة التي تحاول التمركز في هذه المناطق عاجزة عن ذلك. وتتألف هذه المناطق بغالبيتها من الباشتون، الاثنية الاصلية للطالبان، وتسيطر عليها السلطة القبلية.علي الارض، يخشي المسؤولون الافغان نجاح استراتيجية المتمردين القاضية بتكريس انعدام الامن لمنع اي عملية اعادة اعمار ولافقاد الحكومة اي مصداقية بين السكان.ويقول حاكم ولاية هلمند محمد داود الذي يكاد لا يغادر منزله في لشكر غاه علينا ان نحسن الوضع اعتبارا من الاشهر المقبلة وان نتجاوب مع طلبات السكان في الموضوع الامني .ولا يعرف احد عدد المتمردين بالتحديد. وتقول السلطات الافغانية انهم بضع مئات يدعمهم تجار مخدرات وشبكات اسلامية في باكستان وبعض الدول العربية.وقال المسؤول الغربي هذه الشبكات تجند شبانا افغانا عاطلين عن العمل، تسلحهم وتدفع لهم من اجل مهاجمة الحكومة وحلفائها .ويقول المسؤول الاداري في منطقة ناد علي القريبة من لشكر غاه بعض المناطق تعج بطالبان. في مناطق اخري، يوجهون رسائل غير موقعة الي الناس من اجل تهديدهم . ويضيف انعدام الامن اصبح شاملا ولم يعد الناس يثقون بالحكومة .واقر اللفتنانت هنري ورسلي، احد المسؤولين في القوة البريطانية (3500 عنصر) الموجودة في هلمند حيث لم تنتشر القوي الامنية بعد، بوجوب استعادة ثقة السكان وتأمين بعض التنمية .وهذا هو ايضا الهدف الذي حددته لنفسها القوة الكندية التي وصلت اخيرا الي قندهار (جنوب) وتعرضت خلال اربعة ايام لهجومين تسببا باصابة عشرة اشخاص بجروح.الي ذلك قام الجيش الباكستاني امس الثلاثاء بعملية عسكرية بحثا عن رجلي دين مقربين من حركة طالبان يقفان وراء بحسب السلطات، المعارك التي وقعت خلال نهاية الاسبوع الماضي في المناطق القبلية الباكستانية الحدودية مع افغانستان.وتسببت تلك المواجهات بمقتل 140 شخصا.ووقعت مواجهات متقطعة ليل الاثنين الثلاثاء في ميران شاه ابرز بلدة في منطقة شمال وزيرستان القبلية حيث بدأت السبت معارك هي الاقوي منذ بداية الحرب علي الارهاب التي انضمت اليها باكستان قبل اربع سنوات.وتم توقيف سبعة مشتبه بهم ليلا في ميران شاه (250 كلم جنوب غرب اسلام اباد) حيث بدأت الادارة المحلية مفاوضات مع زعماء القبائل من اجل اعادة الهدوء.وقال مسؤول كبير في الاجهزة الامنية الباكستانية رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس نبحث عن المسؤولين الرئيسيين عن المعارك وهما الملا عبد الخالق والملا صديق نور لكن ليس لدينا حتي الآن اي مؤشر علي مكان وجودهما .وتقول السلطات الباكستانية ان عبد الخالق وصديق نور حاولا فرض سلطتهما في ميران شاه وهما مقربان من طالبان التي حكمت افغانستان بين 1996 ونهاية 2001. واطاح بها تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة وبدعم من باكستان.وقال مسؤول سياسي باكستاني ان القوات الباكستانية تبادلت اطلاق النار علي نحو متقطع مع متمردين اسلاميين قرب الحدود الافغانية امس الثلاثاء غير أنه لم ترد أنباء عن وقوع جرحي أو قتلي اضافيين في الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 120 شخصا. وشن متمردون موالون لحركة طالبان هجمات علي مواقع حكومية بالمنطقة التي ينعدم بها القانون يوم السبت بينما كان الرئيس الامريكي جورج بوش يلتقي نظيره الباكستاني برويز مشرف في العاصمة اسلام أباد لانعاش جهود الحرب علي الارهاب.وقال ظهير الاسلام المسؤول السياسي البارز ببلدة ميرانشاه ان القوات الحكومية تسيطر علي البلدة وهي البلدة الرئيسية في منطقة شمال وزيرستان القبلية حيث اندلع القتال وأن شيوخ القبائل يحاولون المساعدة في استعادة النظام.وأضاف ظهير الاسلام لرويترز عبر الهاتف حظر التجول مستمر اليوم حتي يمكن استعادة الاوضاع الطبيعية سريعا. القوات موجودة في البلدة كما أن مجالس زعماء القبائل والمحادثات مستمرة أيضا .